مقر مؤسسة أدنوك.(أرشيف)
مقر مؤسسة أدنوك.(أرشيف)
الأحد 1 يوليو 2018 / 19:58

أدنوك بين رسم الخدمة وتحت الخدمة

بعد هذا كله، يأتي من يرغب في الشهرة أو التشهير أو الاستظراف فيضع نفسه موضع المنظر والمفكر، ويتحدث بلسان المجتمع. مهلاً يا عزيزي، فنحن أوعى منك بحقوقنا، وأدنوك أحرص منك على الوطن وأبنائه

بين "رسم الخدمة" و"تحت الخدمة" اختلاف جوهري: دلالي واقتصادي وقيمي. فالأول يعني التحصيل والأخذ، والثاني يعني البذل والاستعداد التام للمساعدة. وأدنوك عبر مسيرتها الطويلة مهنياً ومجتمعياً تنحاز للمعنى الثاني.

والمتتبع لمسيرة الوطن ونهضته التي ارتبطت باستثمار عائدات النفط وتسخيره لصالح الإنسان، يرى تاريخ هذه المؤسسة مرتبطاً به، بل ومرتبطاً بحياة كثيرين من أفراده: فأعداد كثيرة لا تحصى من المهندسين الإماراتيين، والقياديين في مواقع مختلفة علمياً وإدارياً وتربوياً كان تأسيسهم في معاهد أدنوك، وابتعاثهم خارجياً عبر مجهود مالي وإداري من أدنوك.

وفي الوقت الذي كانت فيه أسطوانة الغاز تباع بتسعين درهماً وأكثر لدى مزودي الخدمة الآخرين، كانت تباع في محطات أدنوك بأقل من ثلث السعر.

رعاية أدنوك لأنشطة وبرامج وفعاليات اجتماعية هو التزام لا يجب حصره، لم تمن به هذه المؤسسة يوماً، ولا ينبغي لها. وليست بحاجة لأن تذكر المجتمع به، فما هو بناسٍ.

كل هذه أمور لا يجب الحديث عنها، لا من قبل المجتمع ولا من قبل أدنوك. فأدنوك دائماً "تحت الخدمة". أما ما يجب الوقوف عنده فهو الضجة الاجتماعية غير المبررة التي أثيرت حول فرض أدنوك "رسم الخدمة" المميزة على خدمة تعبئة الوقود في محطاتها. وهو فعلاً أمر يحتاج إلى وقفات عنده: فقد أثبت أن المستهلك قد يقع في فخ الجهل ويمارس سلوكاً غير حضاري في التعامل مع تغيرات السوق. وأثبت أن التعبير عن الرأي في ضوء انفتاح قنوات الاتصال والتواصل أصبح غاية وهدفاً للبعض الذي يحرص على المشاركة والنشر أكثر من حرصه على النقد والفكر، وأثبت أن البعض يفضل العيش في مربع الصدمات وأن هناك كسل معرفي وفكري في اكتساب المعلومة.

أدنوك وبمهنية معهودة:
أولاً: أعلنت عن (الخدمة المتميزة) قبل ثلاثة شهور، ودعمت ذلك بحملة إعلانية إعلامية مجتمعية توضح الأمر بجلاء للمستهلك خاصة والمجتمع عامة.

ثانياً: أوضحت الخطوات والإجراءات والسياسات، في تقدير منها للمستهلك باعتباره شريكاً في التنفيذ وليس واقعاً تحت سلطة الأمر الواقع.

ثالثاً: وضعت البدائل، وروجت لها، تاركة للجميع الخيار.

رابعاً: راعت الحالات التي تستحق المراعاة.

وبعد هذا كله، يأتي من يرغب في الشهرة أو التشهير أو الاستظراف فيضع نفسه موضع المنظر والمفكر، ويتحدث بلسان المجتمع. مهلاً يا عزيزي، فنحن أوعى منك بحقوقنا، وأدنوك أحرص منك على الوطن وأبنائه.