الخميس 12 يوليو 2018 / 17:54

الكونغرس الأمريكي: الإخوان تنظيم إرهابي ونفوذه يتعاظم بفضل قطر وتركيا

خصصت اللجنة الفرعية للأمن الداخلي في الكونغرس الأمريكي، أمس الأربعاء جلسة استماع عن التهديد العالمي للإخوان المسلمين، تحدث فيها باحثون عن الخطر الذي يمثله هذا التنظيم الإسلامي المتطرف علىإلى الولايات المتحدة، ومصالحها وكيفية مواجهته.

إذا كان صانعو السياسة في الولايات المتحدة يتمنون تقويض القدرة العالمية للإخوان، عليهم أن يدققوا جيداً في الدول التي ترعاهم.

وضع آليات للسياسة الخارجية تضعف الحوافر والتسهيلات التي تقدمها قطر وتركيا للإخوان المسلمين ووكلائها، بينها تلك الناشطة في الغرب.

وجاء في موقع اللجنة على الإنترنت أن الإخوان المسلمين منظمة إرهابية راديكالية لها فروع في 70 دولة، وصُنفت إرهابيةً في دول عدة بينها مصر والسعودية والإمارات، وأدرجت أمريكا نفسها فروعاً عدة للتنظيم على لائحة الإرهاب، مثل حركة حماس الفلسطينية، وفي 31 يناير (كانون الثاني)، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية جماعتي حسم ولواء الثورة والقيادي في حماس اسماعيل هنية إرهابيين دوليين بموجب أمر تنفيذي.

مشروع سياسي وديني
بداية، تحدث هيلال فرادكين من معهد هدسون قائلاً إن الإخوان المسلمين تنظيم يتطلع إلى العالمية، وأنشئ في الأصل ليكون مشروعاً سياسياً ودينياً في أهدافه الأساسية وتكوينه، وهو معادٍ لكل الأشكال السياسية الأخرى، بما فيها النظام السياسي الأمريكي.

وتحدث عن الأهداف الخمسة التي وضعها حسن البنا للتنظيم، قائلاً إنها ترفض الإجراءات السياسية المعاصرة لمصر التي كانت في طريقها للتحديث، لافتاً إلى أن البنا أراد أيضاً تطبيق مشروعه على جميع المسلمين وأنماط حياتهم.

ولفت إلى أن الهدف النهائي للبنا كان دولة مسلمة جديدة تضم جميع المسلمين وتُعيد اعتماد الأساليب الإسلامية "الحقيقية" للعيش واستعادة السلطة السياسية والقوة العسكرية والهيبة. وبتعبير شائع، سعى الإخوان إلى تحقيق الدولة الإسلامية لا الدولة القومية.

وبناءً عليه سعى البنا إلى إنشاء فروع للإخوان في دول أخرى ونجح جزئياً في ذلك مع مرور الوقت.

وأوجد شركاء له في حركات مشابهة في دول غير عربية، وتحديداً في جنوب آسيا، وتركيا.

واستعاد الباحث بعضلنشاطات الجماعة بعد وفاة البنا، والخيبات التي منيت بها، بما فيها حظرها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ما أدى إلى ثلاث نتائج مختلفة، أولها إعادة تأكيد بعض المتحمسين المقاربة التدريجية للتنظيم، وثانياً مغادرة بعض الإخوان مصر، وتحديداً إلى بعض دول الخليج، ودول أخرى مثل أوروبا، والولايات المتحدة، وثالثاً رفض آخرين المقاربة التدريجية والانتقال إلى تأسيس تنظيمات راديكالية جديدة ركزت على الجهاد العنيف، مثل القاعدة.

وأثار هذا الوضع الجديد، خاصةً بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الجدل حول ماهية الإخوان وكيفية فهم التهديد الذي يمثلونه.

ولفت الباحث إلى أن صلب هذا السجال كان فرضية أن الإخوان، مقارنة مع القاعدة ومنظمات أخرى، تنظيم معتدل، وأنه لم يعد يعتنق رؤية البنا لإقامة دولة إسلامية، وأنه مستعد للمشاركة في الحياة السياسية العادية التي ستساهم في اعتدالها.

والنموذج المفترض لهذا الوجه الجديد كان شيئاً مماثلاً للأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا، ولكن "تبين لنا أنها كانت آمال خاطئة، وهو ما ثبت بعد الصعود المفاجئ للإخوان في مصر عام2011. ومنذ تسلمها السلطة، حاولت الجماعة إنشاء نظام جديد في مصر يتطابق إلى حد ما مع الرؤية الراديكالية لتأسيسها".

وخلص المتحدث إلى أن الإخوان حالياً منظمة "محطمة" في مصر، ولكنهم واجهوا انكسارات في السابق بإيجاد قواعد في أمكنة أخرى.

وفي ستيات القرن الماضي، كان ذلك في بعض دول الخليج، أما الآن ففي تركيا وقطر. ولم يتضح بعد ما سيحاولون القيام به اليوم انطلاقاً من هذه القواعد.

قطر وتركيا
ومن جهته، قال نائب مدير الدراسات في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر إن الإخوان "ملاذ للتطرف والجهاد" حسب أكثر التصنيفات التي تعاملت معهم، فأيديلوجيتهم معادية للأجانب وتدعو إلى الاستبداد.

ومع أن كل فروع التنظيم تسعى إلى تسويق هذه الإيديولوجية، فإنها تختلف في تكتيكاتها المفضلة.

بعض الفروع يدعو صراحةً إلى العنف، وأخرى تمتنع عن ذلك، وهذا ما يُشكل تحدياً في استهداف التنظيم كله بموجب النظام الحالي. ولكن لا تزال هناك فرص لتصنيف بعض الفصائل الأسوأ في التنظيم.

ورأى أنه إذا كان صانعو السياسة في الولايات المتحدة يتمنون تقويض القدرة العالمية للإخوان، فعليهم التدقيق جيداً في الدول التي ترعاهم. فقطر وتركيا اللتان تعتبران حليفتين للولايات المتحدة، هما الدولتان الأساسيتان اللتان تدعمان الإخوان. وعلى الكونغرس وضع سياسات واضحة لوقف هذا الدعم.

وقال شانزر إن قطر هي البيئة الأكثر سخاء في استضافة الإخوان. وبدأت العلاقات بين الجانبين في خمسينات القرن الماضي عندما قدمت الإمارة منصة سخية ومستقرة يستطيع فيها الإخوان إيجاد ملاذ آمن لهم، وتعبئة مناصرين.

وفي ستيات القرن الماضي، بدأوا يستخدمون قطر نقطة انطلاق للتوسع إلى بيئات أخرى. وأيدت قطر ضمناً هذه النشاطات، طالما أن التنظيم لا يشكل تهديداً للدوحة. وخلص شانزر إلى سلسلة توصيات:

-أولاً تصنيف الفروع العنيفة للإخوان منظمات إرهابية، وإبقاء غير العنيفة منها تحت المراقبة الشديدة.

ثانياً، استخدام أدوات الحرب المالية لوزارة الخزانة لتعزيز الرقابة على الفروع المصنفة إرهابية.

ثالثاً، ردع تركيا وقطر.

رابعاً، دعم الدعوات إلى وضع تقرير شامل عن الإخوان المسلمين واعداد استراتيجية لمواجهة حركة ذات تأثير عالمي تشجع فروعها على إيديولوجيا راديكالية.

منظمة إرهابية

ودعا رئيس المنتدى الأمريكي الإسلامي للديمقراطية زهدي جاسر، إلى تصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، انطلاقاً من مصر وعلى أسس كل دولة على حدة، واستخدام التصنيف توجهاً استراتيجياً، لكن دون التقليل من شأن التهديد العالمي أيضاً لمنظمات إسلامية راديكالية مثل الجماعة الإسلامية في شرق آسيا، وإيران الخمينية وحزب العدالة والتنمية التركي.

وناشد جاسر أيضاً الزعماء المسلمين الأمريكيين اتخاذ موقف من الإخوان المسلمين على خلفية ميولهم إلى إيديولوجيات متطرفة، داعياً بالمناسبة إلى وضع آليات للسياسة الخارجية تضعف الحوافر والتسهيلات التي تقدمها قطر وتركيا للإخوان المسلمين ووكلائهم، بما الفروع الناشطة في الغرب.