صورة مركبة للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
صورة مركبة للرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الأحد 15 يوليو 2018 / 11:27

هل ينتزع ترامب تعهداً من بوتين ضد إيران في هلسنكي؟

غداً يلتقي الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في لقاء قمة رسمي هو الأول لهما، بعدما اجتمعا في شكل رسمي مرتين، في يوليو(تموز) الماضي، على هامش قمة العشرين في ألمانيا، وفي نوفمبر( تشرين الثاني) الأخير، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي( أبيك)، في فيتنام.

قد يكون العرض الروسي الوحيد المحتمل في التعهد بفرض مزيد من الضغوط على إيران لأجل الحد من نفوذها في سوريا والشرق الأوسط عام

وعن التوقعات من قمة هلسنكي، التي تأتي بعد قمة الناتو في بروكسل، كتبت في موقع "بروكينغز"، ألينا بالياكوفا، زميلة معهد ديفيد روبنشتاين للسياسة الخارجية في الولايات المتحدة وأوروبا أن اللقاء سيكون ودياً على الارجح، رغم توجس حلفاء أمريكا في أوروبا حياله، وما إذا كان الرئيس الأمريكي سيتراجع عن التزاماته لهم.

تتويج
وتقول كاتبة المقال إن اللقاءات التي تتم وجهاً لوجه بين رؤساء دول متخاصمة يجرى التنسيق لها عادة بحذر، وتكون تتويجاً لعملية مفاوضات طويلة، لا مقدمة لما سيأتي لاحقاً.

وتلفت باليوكوفا إلى أن الكرملين سعى، طوال أشهر، لانعقاد هذه القمة، حيث سيكسب بوتين الكثير، ولن يخسر شيئاً.

ففي المقام الأول، هي فرصة لكي يظهر بمثابة ند لرئيس أمريكي. كما أن صور اجتماع بين زعيمي قوتين عظميين هي بحد ذاته مكسب كبير من وجهة النظر الروسية. ويرجح أن يخاطب ترامب نظيره الروسي بكلمات أكثر وداً مما قاله لزعماء أوروبا.

فرصة كبيرة
ومن جهة ثانية، ترى الكاتبة احتمال أن يكون بوتين ومستشاروه قد أخذوا درساً من خلال من قمة ترامب – كيم، بمعنى أنهم لمسوا فرصة هائلة للحصول على تنازلات كبرى، دون الموافقة على أي شيء في المقابل. كما يتمتع بوتين بموقع أفضل مما كان عليه كيم، نظراً لعدم وضوح ما تريده الولايات المتحدة من روسيا. ويدرك بوتين بأنه لا يستطيع تقديم الكثير إلى الولايات المتحدة. وقد يكون العرض الروسي الوحيد المحتمل في التعهد بفرض مزيد من الضغوط على إيران لأجل الحد من نفوذها في سوريا والشرق الأوسط عامة. وقد تعد تلك الخطوة بمثابة تبرير للرئيس الأمريكي كي يسحب ما تبقى له من وجود عسكري في سوريا، وهو ما تعهد به أثناء حملته الانتخابية في عام 2016.

تمنيات
وحسب كاتبة المقال، يحتمل أن بوتين ركز خصوصاً وهو يعد للقائه مع ترامب، على ترتيب قائمة تمنياته. ومن المؤكد أنه سيخاطب ترامب بود، فضلاً عن احتمال التوصل لاتفاق تدعمه أمريكا حيال سوريا، خاصة بعدما التقى بوتين، خلال الأيام الأخيرة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وكبير مستشاري المرشد الأعلى في إيران، على خامنئي، ما يشير إلى أن الشرق الأوسط يأتي في مقدمة أجندة بوتين. وحتى في حال أمكن تجنب أسوأ السيناريوات في اعتراف الولايات المتحدة بضم روسيا لمنطقة القرم، والاقرار بممارسة روسيا لنفوذها في تلك المنطقة، فإن انتقادات ترامب الشديدة للناتو تخدم مصالح بوتين.

و فيما لا يزال كبار مستشاري ترامب ينظرون بقلق للقمة مع بوتين، وهم مستمرون في دعمهم للناتو، يحتمل أن يمضي الرئيس الأمريكي في اتباع حدسه الشخصي كما فعل سابقاً. فماذا سيحصل عندما يجلس ترامب وجهاً لوجه مع بوتين؟