مقاتلان في الجولان.(أرشيف)
مقاتلان في الجولان.(أرشيف)
الثلاثاء 17 يوليو 2018 / 12:38

إسرائيل توسع الحرب ضد إيران.. الجسر البري بين طهران وبيروت في مرماها

رأى تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إسرائيل توسع الحرب ضد إيران؛ حيث استهدفت الغارة الجوية على الحدود السورية العراقية خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي إحباط جهود طهران لإنشاء طريق بري آمن لنقل الأسلحة عبر العراق إلى سوريا ولبنان.

الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية هي جزء من نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إزاء إيران الذي يعتمد على استعراض العضلات السياسية لإحباط إيران

وبحسب التقرير، الذي أعده سونيه أنجل راسموسن وفيليشيا شوارتز، تعمد إسرائيل إلى تكثيف هجماتها ضد خطوط الإمداد الإيرانية في سوريا لمنع تدفق الأسلحة إلى حزب الله والميليشيات الأخرى المدعومة إيرانياً؛ إذ تسعى إسرائيل إلى إبعاد عدوها عن حدودها.

غارة جوية إسرائيلية
وينقل تقرير "وول ستريت" عن مسؤول أمني أن إسرائيل قد استهدفت مجمعاً واسعاً خلال شهر يونيو الماضي بالقرب من الحدود السورية العراقية، بعد تنفيذ ضربات متعددة ضد أصول عسكرية إيرانية في سوريا، إذ أن إيران هي الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

ولكن إسرائيل، كعادتها لم تؤكد أو تنفي تنفيذ تلك الغارة، وذلك على الرغم من تأكيد مسؤول أمريكي بأن إسرائيل كانت وراء هذه الغارة وليست الولايات المتحدة.

وكشف التقرير أن الغارة الجوية التي تم تنفيذها في ليل يوم 17 يونيو استهدفت فيلا في بلدة الحرير جنوب البوكمال، حيث كانت الميليشيات الشيعية العراقية تعمل مع قوات الحرس الثوري الإيراني على نقل الأسلحة الإيرانية إلى داخل سوريا. وقتلت هذه الغارة أكثر من 20 مقاتلاً من كتائب حزب الله (ميليشيات شيعية عراقية تنقل أسلحة إيران عبر العراق إلى سوريا).

الجسر البري
ويلفت التقرير إلى أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على بعد مئات الأمتار من حدودها تنقل رسالة مفادها أنها لن تتهاون مع المحاولات الإيرانية لإنشاء ما يُطلق عليه "الجسر البري" الممتد من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وبخاصة لأن إسرائيل قد أوضحت على وجه التحديد أنها تشعر بالقلق حيال انتشار الصواريخ بعيدة المدى وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات.

وعمدت إيران إلى تأسيس قواعد عسكرية في جميع أنحاء العراق وسوريا من أجل المساعدة في دحر داعش والجماعات المعارضة لنظام الأسد، وعلاوة على ذلك فإن حزب الله (حليف إيران) يرسخ وجوده في لبنان، وتخشى إسرائيل من سيطرة إيران المتزايدة في هذه المناطق بما يتيح لها نقل المعدات العسكرية والقوات من إيران عبر الطريق البري وصولاً إلى حدود إسرائيل.

صراع واسع النطاق
ويرى تقرير "وول ستريت" أن الغارات الجوية في سوريا ستقود إلى صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، لاسيما أن انهيار داعش قد كشف النقاب عن الصراع على السلطة بين الأطراف الإقليمية والأجنبية، وعلى الأرجح ستكون الحرب في سوريا محور محادثات بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في قمة هلنسكي؛ إذ باتت روسيا لاعباً رئيسياً في الصراع السوري من خلالها دعمها لنظام الأسد، إلى جانب إيران.

وفي مطلع هذا العام، تعهدت إدارة ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا (قرابة 2000 جندي أمريكي لا يزالون متمركزين في سوريا من أجل مواجهة النفوذ الإيراني)، ولكن حلفاء واشنطن الإقليميين يشعرون بالقلق إزاء تركهم من دون دعم قوي في حرب تحولت من انتفاضة شعبية إلى لعبة دول تضم العديد من أقوى الدول العسكرية في العالم.

تقويض إيران
وترى إسرائيل أهمية ملحة لتقويض التوسع الإقليمي لإيران قبل سحب الولايات المتحدة لقواتها العسكرية من سوريا، وهو ما تؤكده الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل خلال يونيو(حزيران) الماضي في شرق سوريا، وأثناء التفجيرات السابقة للأصول الإيرانية خلال السنوات القليلة الماضية، ضربت إسرائيل جنوب ووسط سوريا فقط.

وبحسب مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، فإن إنشاء ممر بري عبر العراق وسوريا هو هدف رئيسي لإيران؛ لتعزيز دفاعها ضد الأعداء الإقليميين. وعادة ما تقوم إيران بنقل الأسلحة جواً إلى حلفائها مثل حزب الله في لبنان، ولكن الشحنات الجوية من السهل رصدها واستهدافها من قبل الخصوم مقارنة مع الشحنات البرية التي تمر عبر القرى والبلدات، وتقوم إيران بالفعل بنقل بعض البضائع العسكرية براً، لكن الممر الآمن سيسمح لها بنقل العتاد على نطاق أوسع.

ويخلص التقرير إلى أن الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية هي جزء من نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إزاء إيران الذي يعتمد على استعراض العضلات السياسية لإحباط إيران، وكذلك حض موسكو على المساعدة في إبعاد الميليشيات المدعومة إيرانياً عن حدود إسرائيل الشمالية، وذلك على الرغم من أن نفوذ روسيا على إيران محدود.