جانب من حفل توقيع المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح في مصر عام 2017 (أرشيف)
جانب من حفل توقيع المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح في مصر عام 2017 (أرشيف)
الأحد 22 يوليو 2018 / 21:19

فتح وحماس .. عودة التراشق حول "التمكين" ومصر تتجه لخطوات حاسمة

عادت فتح وحماس، إلى التراشق الإعلامي والتشكيك في النوايا حول جدية كل طرف في ملف المصالحة الفلسطينية، قبل ساعات من توجه وفد من فتح إلى القاهرة لتسليم المسؤولين المصريين، رد الحركة النهائي على الورقة المصرية، لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام.

وبرز ملف تمكين الحكومة الفلسطينية من أداء مهامها في قطاع غزة، بين الملفات الشائكة في الخلاف، خاصةً مع تداخل المهام الكبير بين وزراء الحكومة الفلسطينية، ومسؤولي الأجهزة القائمة على إدارة الوزارات التي شكلتها حركة حماس أثناء سيطرتها على قطاع غزة منذ 2007.

ورغم الأجواء الإيجابية التي صاحبت اللقاءات المنفردة التي عقدها وفدا حركتي فتح وحماس مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، إلا أن  فتح اتهمت حماس بتسريب معلومات مغلوطة عن البنود الواردة في الورقة المصرية، وأكدت حركة فتح أن مصر لم تقدم مقترحاً جديداً للمصالحة لكنها وضعت آليات لتنفيذ اتفاق القاهرة الأخير بين الحركتين والموقع في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي.

تمكين الحكومة
واستبق القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، رد حركة فتح على الورقة المصرية للمصالحة، بتأكيد أن الحكومة الفلسطينية الحالية فرضت عقوبات على قطاع غزة، ولم تنل ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني، في إشارة لضرورة تجاوز ملف تمكينها.

وقال أبو مرزوق في تغريدة عبر حسابه على  تويتر: "غداً تسليم رد فتح على الورقة المصرية والتي أجابت عليها حماس بالإيجاب، ومع كثرة التسريبات وأبرزها تمكين الحكومة التي جوعت الناس وفرضت الظلام، وغاب عنها التوافق الذي انشأها، والشعبية التي تحرسها، والتشريعي الذي يُعطي الثقة، ويراقب الأداء، نحن نريد تمكين الشعب لا الحزب، والقانون، لا الأمن"، على حد تعبيره.

مخاوف من سلوك حماس
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومسؤول ملف المصالحة فيها، عزام الأحمد، قال إن "ملف المصالحة الفلسطينية يسير بسلاسة كبيرة حتى هذه اللحظة، وأن رد حركته سيكون إيجابياً على المقترحات الأولية التي قدمتها المخابرات المصرية الراعية للمصالحة".

وأضاف الأحمد، بحسب ما نقلت عنه مواقع محلية: "نتخوف من خطوات قد تلجأ لها حركة حماس في الأيام المقبلة لإفساد جهود المصالحة والتحرك المصري الأخير، وعلى حماس البُعد عن التلاعب وبذل جهود لإزالة العقبات أمام تمكين الحكومة من أداء مهامها بغزة وإنهاء كل مظاهر الانقسام".

مكتسبات "الإنقلاب"
أما المتحدث باسم حركة فتح عاطف أبوسيف، فأكد أن حركة حماس تخشى على مكتسباتها التي جنتها من الانقسام الفلسطيني، بعد سيطرتها على قطاع غزة، مشدداً على أن تمكين الحكومة الفلسطينية من أداء مهامها في غزة، من أهم الشروط لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

وقال أبوسيف في تصريحات خاصة لـ24، إن "حماس تريد أن تتجاوز ملف التمكين لأن هناك أطراف فيها لا تريد إنهاء الانقسام، وهناك من يريد أن يستمر الانقسام لأنه مستفيد منه، وحماس تريد أن تبقي على مكتسبات الانقلاب، وتستفيد من المصالحة".

وأضاف أبوسيف، "إذا كانت حماس تريدنا شركاء في إدارة الانقسام، فنحن لا نريد أن نكون شركاء في ذلك، ونريد للانقسام أن ينتهي ونريد أن نُمكن الشعب الفلسطيني من حُكم نفسه بنفسه".

وتابع المتحدث باسم فتح: "نريد مصالحة حقيقية وشرطنا أن تلتزم حماس بما وقعت عليه وما سيتم التوافق عليه، لأن تجاربنا مع حماس سيئة في هذا المجال"، على حد تعبيره.

خطوات حاسمة
وفي سياق متصل، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ24، إن مصر ستتجه لكشف هوية الطرف المعطل للمصالحة الفلسطينية إذا فشلت هذه الجولة من الجهود لاستعادة الوحدة الفلسطينية التي رعت مصر حوارات طويلة لتحقيقها.

وأضافت المصادر، التي رفضت كشف هويتها، أن مصر ربما تتجه إلى الخطوات ضاغطة على طرفي الانقسام لإبداء جدية أكبر في إنهائه، واتخاذ خطوات عملية لإنجاز اتفاق مصالحة فلسطينية حقيقي يُنهي 12 عاماً من الانقسام.

وأوضحت المصادر، أن مصر ستطلب من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية التوجه للقاهرة على رأس وفد منها للإشراف على كافة التفاهمات واللقاءات حول ملف المصالحة الفلسطينية، بعد أن  غاب هنية عن آخر زيارتين لوفد الحركة للقاهرة، لبحث هذا الملف.

وقال القيادي في حماس والمستشار السياسي لهنية، طاهر النونو، إن هنية تلقى اتصالاً اليوم الأحد، من وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، دون الإفصاح عن تفاصيل الاتصال، ما يُؤكد ربما ما ذكره المصدر الفلسطيني عن دعوة هنية لزيارة القاهرة.