ملعب لكرة القدم في الدوحة.(أرشيف)
ملعب لكرة القدم في الدوحة.(أرشيف)
الأحد 29 يوليو 2018 / 14:16

تايمز تفضح اللعبة القذرة...لا يحق لقطر استضافة كأس العالم

ذكّرت صحيفة "تايمز" البريطانية بكشفها قبل أربع سنوات حجم الفساد والدفعات السرية التي ضمنت لقطر الحصول على حقوق استضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2022، واصفة ذلك في حينه بأنه الحدث الرياضي الأكبر الذي تم بيعه في التاريخ.

قد يكون بلاتر ذهب، إلا أن إرثه، على شكل قطر 2022 باق

 وجاءت معلولمات الصحيفة بعد تقديم تقارير إلى البرلمان في 2011 أكدت لأول مرة وجود مدفوعات غير قانونية لضمان الحصول على العطاء.

فساد خلفي
ورأت الصحيفة أن القرار الغريب لمنح قطر حق استضافة كأس العالم أواخر 2010 لم يعكس العرض الأفضل، وإنما كان سببه فساد خلفي. ولفتت إلى أنها لم تستسحن اختيار قطر الذي يحل منتخبها الوطني في المرتبة 98 في العالم وحيث تبلغ الحرارة في الصيف 50 درجة مئوية. ولئن بدا ذلك غريباً في حينه، فهو لا يزال يبدو كذلك حالياً. وإذا نظمت المباريات في قطر سنة 2022، فذلك يعني أن حدثاً صيفياً تقليدياً سينقل إلى تشرين الثاني (نوفمبر) وديسمبر(كانون الأول) مما يسبب انقطاعاً في موسم كرة القدم في أوروبا.

إقالة بلاتر
وأضافت الصحيفة البريطانية أن أموراً كثيرة حصلت منذ المعلومات التي كشفتها عام 2014، إذ نظمت مباريات كأس العالم في البرازيل وروسيا، وصارت قطر هي التالية. و"تمت الاستجابة لندائنا بوجوب إقالة رئيس الفيفا سيب بلاتر".

فلكونه رئس عملية تقديم العروض التي شابها فساد، أقيل من منصبه عام 2015 ومنع من المشاركة في نشاطات المنظمة لثماني سنوات، قبل أن تخفض المدة إلى ثمان.

بن همام
وكان القطري محمد بن همام، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقاً، مسؤولاً عن الدفع لمسؤولين آخرين ساعدوا في ضمان الحق لقطر لاستضافة المونديال. وقد ادعى بأنه تصرف في شكل مستقل، ولكن الفيفا منعته عام 2011، من كل نشاطات كرة القدم مدى الحياة، وذلك لمحاولته شراء أصوات عندما ترشح لرئاسة الاتحاد.

وحالياً، تلفت الصحيفة إلى أن لديها أدلة على أخطاء ارتكبت في عرض قطر لضمان استضافة كأي العالم. فمن المحظور علناً بموجب قواعد الفيفا على الدول الساعية إلى استضافة المباريات تقويض عروض الدول الأخرى. وعلى المتنافسين، بحسب القوانين، عدم القيام بأي "تصريح خطي أو شفوي من أي نوع، سواءً أكان سلبياً أم غير ذلك، عن العروض أو ترشيحات أو أي عضو آخر في الاتحاد".

عمليات سوداء
ولكن هذا تماماً ما قامت به قطر سراً في حملة "عمليات سوداء" هدفت خصوصاً إلى تقويض العروض الاخرى. ووفقاً لمعلومات الصحيفة، شملت الأهداف إنكلترا، قبل أن يقرر اتحاد كرة القدم التركيز عام 2010، على حدث 2018، ولكن خصوصاً أمريكا وأوستراليا.

رسالة سرية
وأظهرت وثائق حصلت عليها الصحيفة أن شركة علاقات عامة ووكلاء سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي" استُغلوا لتقويض الدعم لعروض دول أخرى. وكانت إحدى الشروط التي وضعتها الفيفا تقضي بوجوب حصول العرض على دعم محلي. لذلك، حشدت قطر أشخاصاً نافذين في الدول المنافسة للتحدث ضد عروض هذه الدول، وبالتالي إضعاف قضيتها.

وذهبت الحملة إلى حد التخطيط للتأثير على الكونغرس الأمريكي. وكشفت رسالة بريدية مسربة أرسلت إلى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لملف قطر علي الذوادي، أن خطة وضعت لإعداد مشروع قانون عن التأثيرات السلبية لاستضافة كأس العالم بدل تمويل ثانويات رياضية.

حشد طلاب وصحافيين ومدونين
وقد تلقى أكاديمي 9 آلاف دولار لكتابة ورقة عن الكلفة الضخمة التي ستتكبدها أمريكا. وفي أوستراليا، حشد طلاب للظهور في مباريات للروكبي حاملين لافتات تعارض استضافة مباريات كأس العالم، هذا إضافة إلى تعبئة صحافيين ومدونين وشصخيات رفيعة المستوى.

وخلصت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن قطر سعت بقذارة للفوز باستضافة مباريات 2022. وفات الأوان بالنسبة إلى الفيفا للعودة عن قراره ونقل مكان الألعاب إلى دولة أخرى. ولكن من السهل الاستنتاج أنه على رغم أن الأسماء في مراكز القيادة في الفيفا تغيرت، فإن المنظمة نفسها لا تزال على حالها. فقد يكون بلاتر ذهب، إلا أن إرثه، على شكل قطر 2022 باق. وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يجب السماح للغش بالازدهار، ولكن إذا بقيت الأمور على حالها، فإن قطر ستواصل سلوكها هذا.