الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الأحد 5 أغسطس 2018 / 13:42

هل تعرقل روسيا الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي؟

24- زياد الأشقر

عن تقرير الإستخبارات الأمريكية حول محاولات روسيا الدؤوبة التدخل في الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كتب الصحافيان ربيكا بولهوس ودستن فولز في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مسؤولين كباراً في الإستخبارات وصفوا الجهود الروسية للتدخل في انتخابات منتصف الولاية بأنها عميقة وحقيقية ومستمرة، مدافعين عن جهودهم لمكافحة تهديد طالما رفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف به.

مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي كريستوفر راي إن وكالات الإستخبارات لم ترَ بعد "النوع نفسه من الجهود لاستهداف البنية التحتية الإنتخابية على وجه التحديد" التي شاركت فيها موسكو عام 2016

ونقلا عن مدير الإستخبارات الوطنية دان كوتس"أننا لا نزال نرى حملة روسية واسعة الإنتشار في محاولة لإضعاف الولايات المتحدة وتقسيمها". وأتى حديثه في الوقت الذي تواجه الإدارة انتقادات لعدم قيامها بما يكفي للتصدي لتهديد التدخل الروسي في الانتخابات.

مكافحة القرصنة
 وقال كوتس إن ترامب قد أعطى توجيهاته لوكالات الإستخبارات لجعل مكافحة القرصنة الانتخابية "أولوية قصوى". وأضاف :"نرمي بثقلنا وراء ذلك". وأكد أن الولايات المتحدة "تبذل قصارى جهدها لإجراء انتخابات شرعية يمكن للشعب الأمريكي أن يثق فيها".

وذكّر الصحافيان بأن وكالات الإستخبارات الأمريكية توصلت إلى استنتاج مفاده أن روسيا تدخلت على نطاق واسع في انتخابات عام 2016، بتوجيه من أعلى المستويات في الحكومة الروسية. وشملت التكتيكات، قرصنة أنظمة الدولة الانتخابية، التسلل وتسريب معلومات من لجان حزبية ومخططين سياسيين، ونشر روايات سلبية عن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وروايات إيجابية عن ترامب، وذلك عبر وسائل التواصل الإجتماعي ومنابر أخرى.

"مطاردة ساحرات"
ونفت روسيا التدخل في انتخابات 2016، وقد أعرب الرئيس مراراً وتكراراً عن شكوكه في شأن استنتاج وكالات الإستخبارات. ووصف التحقيق المتعلق بالمحامين الخاصين بالتدخل في الإنتخابات بأنه "مطاردة ساحرات"، ونفى أن يكون أي من أعضاء حملته قد تواطأ مع موسكو. والأربعاء، دعا ترامب وزير العدل جيف سيشنز إلى إغلاق التحقيق، واصفاً إياه بأنه "مزور" و"عار".

وأشار الكاتبان إلى أن ترامب لم يأت على ذكر خطط إدارته لمكافحة التدخل الروسي خلال مهرجان انتخابي استغرق 80 دقيقة في بنسلفانيا. وعوض ذلك، انتقد مجدداً التحقيق. وقال وسط الهتافات: "لقد تعرضنا للعرقلة بواسطة الخدعة الروسية. إنها خدعة، حسناً".

"حرب المعلومات"
وفي مؤتمر صحافي الخميس، قال مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي كريستوفر راي إن وكالات الإستخبارات لم ترَ بعد "النوع نفسه من الجهود لاستهداف البنية التحتية الإنتخابية على وجه التحديد" التي شاركت فيها موسكو عام 2016، على سبيل المثال التدخل في قواعد بيانات تسجيل الناخبين. لقد تركزت جهود روسيا حتى الآن على "عمليات التأثير الضارة"، والتي أطلق عليها اسم "حرب المعلومات". وأتت هذه الإحاطة الخميس من قبل المسؤولين الكبار في الإستخبارات في الوقت الذي انتقد فيه مشرعون من الحزبين إدارة ترامب بسبب عدم بذلها جهوداً لمكافحة التدخل الروسي في الإنتخابات.

قمة هلسنكي
ولفتا الصحافيان إلى أن الانتقاد تكثف بعد قمة ترامب والرئيس الرئيس فلاديمير بوتين في هلسنكي الشهر الماضي، حيث بدا أن ترامب قد انحاز إلى جانب الزعيم الروسي في موضوع وكالات الإستخبارات الأمريكية حول التدخل الروسي في الانتخابات. ومذذّاك راجع تعليقاته في مناسبات عدة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري خلال قمة الأمن السيبراني في نيويورك، تعهد نائب الرئيس مايك بنس ألا تتساهل الإدارة مع النشاط الروسي. وقدم المسؤولون الخميس بعض التفاصيل الجديدة حول ما تفعله وكالاتهم لمنع تكرار جهود العام 2016، مع التركيز على إبراز موقف موحد على مستوى الحكومة بأن الهجمات الروسية على الإنتخابات حقيقية ومستمرة وتشكل خطراً على الأمن القومي