الثلاثاء 7 أغسطس 2018 / 11:19

ارتفاع حجم الصادرات من البيرو إلى الإمارات لأكثر من 100 ضعف

كشف مكتب الترويج التجاري والسياحي والاستثماري للبيرو في دبي، عن ارتفاع بحجم الصادرات البيروفية إلى دولة الإمارات بمقدار 100 ضعف خلال فترة لا تزيد عن سبع سنوات.

وكانت قيمة الصادرات القادمة من البيرو إلى دولة الإمارات قد ارتفعت من 6 مليون دولار أمريكي في 2011 لتصل إلى 600 مليون دولار أمريكي العام الماضي، ويعود ذلك إلى الطلب المتزايد من المستهلكين، والجهود الهائلة التي يبذلها مكتب الترويج التجاري والسياحة والاستثماري للبيرو في دبي، المكتب التجاري التابع لوزارة التجارة الخارجية والسياحة في البيرو، إضافة إلى الاقتصاد المزدهر في دولة الإمارات.

ومنذ عام 2016، أطلقت كبرى الشركات في دولة الإمارات، ومنها شركة موانئ دبي العالمية وجهاز أبوظبي للاستثمار، العديد من الاستثمارات التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات ضمن قطاعات الشحن والطاقة والخدمات اللوجستية، وذلك بفضل ارتفاع مستوى التبادل التجاري وتطور العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين.

استيراد وتصدير
وتتنوع قائمة المنتجات والبضائع التي تستوردها دولة الإمارات من دولة أمريكا الجنوبية، ما بين الأفوكادو والكينوا والهليون من جهة، والمشغولات الذهبية ذات النوعية العالية والملابس من جهة أخرى.

وكان مكتب الترويج التجاري والسياحي والاستثماري للبيرو في دبي قد تمكن من زيادة الصادرات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة رغم ظهور العديد من التحديات، ومنها المسافة الهائلة بين الدولتين، ونقص المعرفة بنوعية الأعمال المتوفرة. ولكن العائق الأكبر كان يتمثل بعدم وجود خطوط طيران مباشرة ما بين الدولتين، حيث كانت طائرات الشحن والركاب تضطر للتوقف في البلدان الأوروبية.

ترابط الجانبين

وقال مدير مكتب الترويج التجاري والسياحي والاستثماري للبيرو في دبي آلفارو سيلفا سانتستبان، في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، إن "التحدي الأكبر بالنسبة لنا يتمثل بتحقيق الترابط بين الجانبين. وقد يحتاج الأمر إلى 42 يوماً لشحن البضائع من البيرو إلى الإمارات، لذلك غالباً ما ينقل الإنتاج جواً إلى ميناء في أوروبا، ومن ثم يشحن إلى دبي".

وأضاف: "لا شك أن وجود طيران بين دبي وليما، عاصمة البيرو، يساعد في هذه العملية. فاستخدام وجهة توقف في أوروبا يعني زيادة التكاليف لهذه البضائع، وبالتالي فإن المستهلك سيدفع المزيد مقابل تناول ثمار الأفوكادو أو المانجو البيروفية. إضافة إلى ذلك فإن السياح أيضاً يواجهون صعوبات فيما يتعلق بالوصول إلى البيرو، وخاصة سكان الإمارات الذين يفضلون السفر باستخدام الخطوط الجوية المعروفة في الدولة".

وتبعد البيرو، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 31 مليون نسمة، مسافة تزيد على 14,800 كيلو متر، وتسع مناطق زمنية عن دولة الإمارات التي تعد ضمن قائمة أول 20 سوقاً للتصدير بالنسبة للبيرو. وفي الوقت ذاته، فإن الشركات الإماراتية تستثمر في قطاعات التزويد والخدمات اللوجستية في البيرو، خاصة وأنها تسعى للوصول بشكل أوسع إلى أمريكا الجنوبية وطرق التجارة العالمية.

وتتنوع البضائع التي يتم تصديرها من البيرو إلى الإمارات ما بين سلع مختلفة مثل الذهب والزجاج والمأكولات والمشروبات، وتحدث السيد سيلفا سانتستبان قائلًا: "لقد بذلنا قصارى جهدنا لزيادة صادراتنا من الذهب منذ عام 2014. وتعد الإمارات من بين الدول الست الأولى التي تصدر البيرو الذهب إليها، وهي مصنفة الدولة الأولى بالنسبة للمنتج الفردي. وبطبيعة الحال، فقد شهدت الأطعمة المصدرة أعلى نسبة نمو، إضافة إلى كونها سلة المنتجات الأكثر تنوعًا من بين صادراتنا إلى الإمارات".

ونتيجة لسنين طويلة من العمل المتواصل، فقد تمكنت البيرو من التفوق على العديد من الدول الأخرى التي تتميز بمساحتها الأكبر وقربها من الإمارات، كما استطاعت أن تطور سوقًا لمنتجاتها.
وكان مكتب الترويج التجاري والسياحي والاستثماري للبيرو في دبي قد تأسس في دبي عام 2011، بهدف العمل على تحفيز الشركات الإماراتية على استيراد المنتجات من البيرو، والمساهمة بتطوير الأعمال في الدولة التي تقع في أمريكا الجنوبية، باعتبار أن دولة الإمارات تمثل سوقًا بالغة الأهمية على المستوى العالمي.

وتحدث السيد سيلفا سانتستبان بقوله: "لقد أضحت دورة التصدير من البيرو إلى الإمارات ذات حجم هائل. وبفضل العلاقات ما بين الدولتين والتي اكتسبت قدراً أكبر من القوة والمتانة والأهمية مع مرور السنين، حتى أصبحت البيرو مع نهاية العام الماضي ثاني أكبر وجهة استثمار بالنسبة للشركات الإماراتية في أمريكا الجنوبية، ومن ضمن ثلاثة أكبر شركاء تجارة بالنسبة لدولة الإمارات في أمريكا اللاتينية.

أهم الأسواق
وقال سيلفا سانتستبان: "مرة كل 15 يوماً، هناك وفد من الشركات الإماراتية يصل إلى البيرو، أو أن شركة بيروفية تسافر إلى الإمارات، لقد أضحت الإمارات من أهم الأسواق بالنسبة للشركات في البيرو. كما أن الشركات في كلتا الدولتين تحقق المكاسب من الأعمال التجارية من خلال العمل على تلبية الطلب على المنتجات والخدمات البيروفية في الإمارات. أما الآن فإن الهدف يتمثل بتحويل هذه الإنجازات إلى أسس متينة، بحيث تصبح دبي منصة للتوسع في المنطقة"، مشيراً إلى أنه في شهر مايو (آيار)، كانت شركة موانئ دبي العالمية، قد أعلنت عن إغلاق صفقة استحواذ بقيمة 316 مليون دولار أمريكي على شركة كوسموس آجينسيا ماريتيما، الشركة البيروفية التي تمتلك أعمال خدمات لوجستية وشحن. وهي تعمل الآن على إدارة ميناء كبير في كالاو، قرب العاصمة ليما، وميناء بايتا، شمال البيرو، والذي يعد ثاني أكبر محطة شحن حاويات في الدولة".

وأضاف "لدينا علاقات وثيقة مع شركة موانئ دبي العالمية، حيث يستفيد المصدّرون في البيرو من المزايا التي يوفرها ميناء جبل علي. وما يمنحنا مساعدة أكبر، ويقدم لنا ميزة تنافسية هو الارتباط بالعلامة التجارية، حيث يمكنا أن نقول إن المنتجات البيروفية تغادر من شركة إماراتية وتصل إلى شركة إماراتية"، لافتاً إلى أنه ومن خلال الاستثمار الذي نفذته شركة موانئ دبي العالمية، فمن المحتمل أنها تتعامل مع 90-95 بالمائة من التصدير الإجمالي للحاويات من البيرو.