رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو-من اليمين-ومحرك أنجي.(أرشيف)
رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو-من اليمين-ومحرك أنجي.(أرشيف)
الثلاثاء 7 أغسطس 2018 / 12:21

المعارضة التركية تتفكك بعد آمال كبيرة

منذ الإنتخابات التركية الرئاسية والتشريعية التي أجريت في يونيو (حزيران) الماضي، دبت الفوضى في أوساط أحزاب المعارضة، الأمر الذي جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من دون منافس.

منذ الإنتخابات، انهار التحالف الإنتخابي الواسع الذي تجمع حول إنجي. ونفد صبر ناخبي المعارضة

وعن هذا الموضوع كتب الباحث سليم ساجاك في مجلة "فورين بوليسي" أنه منذ احتفل أردوغان بفوزه الثالث عشر على التوالي في الانتخابات، بدأ خصومه يعانون السقوط الحر، وصارت وضعهم مشكلة أساسية للسياسة التركية، إذ تفتقر المعارضة إلى الأفكار ويعوزها الإلهام وقادتها يهتمون بالحفاظ على مقاعدهم أكثر من اهتمامهم بوطنهم.

الديمقراطية في محطتها الأخيرة
وأضاف ساجاك أن المعارضة التركية ذهبت إلى انتخابات يونيو الرئاسية والبرلمانية شعور بالإلحاح. وفي 17 أبريل (نيسان) 2017، فاز إردوغان بفارق ضئيل في الاستفتاء على الدستور الذي جعل من دور البرلمان ثانوياً وفتح الباب أمام رئاسة واسعة الصلاحية طالما كان يطمع إليها. وعندما كان إردوغان رئيس بلدية شاباً، شبه بنوع من الخبث، الديمقراطية الذي تركبه إلى أن تنزل منه عندما تصل إلى محطتك. ومع فوزه الأخير يبدو أن قطار الديمقراطية قد وصل إلى محطته الأخيرة.

التغيير قاب قوسين!
ومع انطلاق موسم الحملة الإنتخابية هذا العام، كان لدى الكثير من الأتراك شعور بأن التغيير قاب قوسين أو أدنى. وقاومت المعارضة محاولة أردوغان لدفعها خارج المنافسة، بأن ضمت إلى صفوفها حزب الخير (آي. واي. آي.) برئاسة ميرال آكسنر، التي انشقت عن حزب الحركة القومية اليميني بعد تحالف الأخير مع حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان. وفي الأشهر التي سبقت الإنتخابات، تمكن تحالف المعارضة من الإرتقاء فوق الخلافات ورص صفوفه حول رغبة مشتركة في طرد إردوغان.

وجمع التحالف العلمانيين والقوميين والمحافظين والليبراليين الذين في الظروف العادية، لم يكونوا ليوحدوا قواهم معاً. حتى إنهم عثروا على داود الذي سيتحدى جوليات أردوغان على هيئة مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنجي، مدرس الفيزياء السابق، الذي أثبت بسحره وحنكته الحادة وأسلوبه المستقيم أنه يستطيع مواجهة الذكاء السياسي لإردوغان. ووفرت حملة إنجي التي لا تعرف الكلل، وخطبه الحماسية ورسالته لبناء الجسور، الكثير من المعجبين. وتفاءل الكثيرون بأن النصر كان قريباً جداً.

تلاشي الآمال
ولكن مع ظهور نتائج أولى استطلاعات الرأي للناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع، تلاشت آمال المعارضة التي كانت واثقة بأنها ستبقي إردوغان دون 50% من الأصوات وتجبره على خوض جولة إعادة. وعوض ذلك فاز إردوغان بنسبة 52.5 % من الأصوات. وحصل إنجي على 31% واثنان من المرشحين مجتمعين على أقل من 16%.

انهيار التحالف الانتخابي
ولاحظ الباحث أنه منذ الإنتخابات، انهار التحالف الإنتخابي الواسع الذي تجمع حول إنجي. ونفد صبر ناخبي المعارضة. وباتوا يريدون رؤية الرؤوس تتدحرج من أعلى الهرم. وبالنسبة إلى العلمانيين فإن حزب الشعب الجمهوري يخسر انتخاباته التاسعة تحت قيادة كمال كليتشدار أوغلو. ويبدو أنه قد فقد التعاطف في نهاية المطاف. والأمور ليست أفضل حالاً لدى حزب الخير (آي. واي.) وتقدمت أكسنر باستقالتها من زعامة الحزب بعد خلاف مع قائد أحد أجنحة الحزب عثمان إريتورك أوزيل.