السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون.(أرشيف)
السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون.(أرشيف)
الثلاثاء 14 أغسطس 2018 / 08:05

السفير الإسرائيلي يصب غصبه على عباس...آن الأوان ليسقط الفلسطينيون بندقيتهم

في مقالته الأخيرة، في صحيفة "واشنطن بوست"، عاد داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، إلى عام 1974، عندما وقف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال ضمن خطبة اشتهر بها: " تيت إليكم اليوم حاملاً غصن زيتون بيد، وبندقية مناضل بيد. فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي".

يسعى عباس كسلفه لتسجيل نقاط سياسية على المسرح الدولي، عبر التظاهر باهتمامه بغصن الزيتون، ولكنه يرفض، في نهاية المطاف، عقد مفاوضات مباشرة لتحقيق السلام

ويقول دانون: "فيما أوحت كلمات عرفات بأن الفلسطينيين كانوا راغبين بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل، دلَّ سلوكه عكس ذلك. فقد ألقى خطابه وهو في زيه العسكري، وقد علق بحزامه مسدساً".

وحسب كاتب المقال، لطالما رحبت إسرائيل بمساعٍ تهدف لتحقيق السلام مع جيرانها. واليوم، وكما كانت دوماً، ترحب تل أبيب بأية مبادرة توفر فرصة للسلام. وقد آن الأوان لأن يسقط الفلسطينيون بندقيتهم، لا غصن الزيتون- من أيديهم.

تسجيل نقاط
ويلفت كاتب المقال للكلمة التي ألقاها، في فبراير( شباط) الماضي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي، حيث أبدى استعداده المطلق للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي.

ولكن، حسب دانون، يسعى عباس كسلفه لتسجيل نقاط سياسية على المسرح الدولي، عبر التظاهر باهتمامه بغصن الزيتون، ولكنه يرفض، في نهاية المطاف، عقد مفاوضات مباشرة لتحقيق السلام.

استعراض
وحسب كاتب المقال، بعد لحظات من قوله إن الفلسطينيين "مدفوعون بقناعة لإيجاد حل عادل ودائم وشامل"، انسحب عباس وفريقه من القاعة، في استعراض واضح للنفاق، وحيث كان غير مستعد للاستماع لي، أو لكلمة أي من أعضاء مجلس الأمن.

ويزعم دانون أن خطوة هامة وضرورية لتحقيق السلام تتمثل بوقف مثل هذا النوع من النفاق. ويدرك عباس أنه يستطيع الالتفاف على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، والاحتماء بحضن الأمم المتحدة وهو ما لا يخدم سوى سياسة الرفض الفلسطيني.

مسار لا يحقق السلام
وعوضاً عنه، يرى كاتب المقال، إن على عباس أن يتعلم بأن هذا المسار في الأمم المتحدة ليس طريقاً نحو السلام. وعندما صوت مجلس الأمن بنسبة 14 – 1 لصالح شجب قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعندما تواصل الأمم المتحدة توفير منصة للتحريض ضد إسرائيل، فذلك لا ينفع سوى في تمكين جبهة الرفض الفلسطينية، ويبعد إسرائيل والفلسطينيين عن طريق السلام. وما يؤسف له، لم تكن واقعة فبراير( شباط) الماضي، هي المرة الأولى التي عبر فيها عباس عن رفضه لاتخاذ خطوات نحو السلام.

خطوة غير مسبوقة
ويقول دانون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اتخذ في عام 2009، خطوة غير مسبوقة بتجميد بناء مستوطنات لمدة 10 أشهر لأجل تسهيل إجراء مفاوضات. ولكن عباس، والذي طلب هذا التجميد كشرط مسبق لمحادثات، رفض العمل مع إسرائيل طوال تلك المدة.

فرصة ذهبية
ويدعي كاتب المقال بأن أفضل فرصة توافرت أمام الفلسطينيين لاستعراض التزامهم" بسلام عادل ودائم وشامل" في عام 2005، عندما أعلنت إسرائيل عن انسحاب أحادي الجانب لجنودها ومدنييها خارج غزة. وسنحت أمام الفلسطينيين فرصة ذهبية لأن يحكموا أنفسهم في ذلك الجيب الساحلي، ولتحويل غزة إلى سنغافورة الشرق الأوسط، ولتأكيد التزامهم بالبناء، لا بالتدمير. ولكن، عوضاً عنه، حولت حركة حماس غزة إلى قاعدة لإطلاق صواريخ، ولحفر أنفاق لتهريب أسلحة، ولقصف إسرائيل عبر متفجرات تحملها طائرات ورقية.

ويلفت دانون لما قاله يوماً أدلاهي ستيفينسون، سفير أمريكي أسبق لدى الأمم المتحدة من أن" صنع السلام أصعب من شن حروب".