الأحد 9 سبتمبر 2018 / 15:07

حقائب مدرسية بأوزان تتجاوز الـ 7 كيلو .... وأخصائية تحذر من المخاطر

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

تزامناً مع العودة إلى المدارس في الإمارات، تجددت شكاوى عدد من أولياء الأمور من وزن‭ ‬الحقائب‭ ‬المدرسية التي تثقل كاهل أبنائهم، حيث ‬يصل وفقاً لاختلاف المراحل العمرية والصفوف الدراسية إلى ما يزيد عن 7 كيلو، وهو ما يتقارب مع الحد الأعلى المسموح به لحقيبة اليد "hand bag"، للمسافر على متن الطائرات التابعة لشركات الطيران العالمية.

وعبر عدد من أولياء الأمور عبر 24،‭ ‬عن‭ ‬تخوفهم‭ ‬الذي أصبح بمثابة هاجس بالنسبة لهم، من ‬تأثير ثقل الحقائب المدرسية على ‬صحة فلذات أكبادهم،‭ ‬مطالبين‭ ‬بإيجاد حلول‭ ‬عملية‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية، مؤكدين استياءهم من منع بعض المدارس الطلبة من استخدام الحقائب "ذات العجلات"، والتي تعد الأقل ضرراً على صحتهم.

وطالبوا بإيجاد آلية مجدية‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة المتجدد مع العودة إلى المدارس في كل عام، مؤكدين ضرورة عدم إلزام‭ ‬الطلبة ‬بحمل‭ ‬كتب‭ ‬دراسية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬اليومية،‭ ‬داعين إلى أهمية تعاون بعض إدارات المدارس الخاصة مع ذوي الطلبة من خلال ‬إبقاء‭ ‬بعض‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حملها بشكل يومي.

عم توفر المصاعد
‬ وبدورها، قالت فاطمة الأسيوطي، وهي أم لطالبة في الصف الثالث، إن "ابنتها تحمل جميع الكتب في حقيبتها المدرسية، مؤكدة أن وزن حقيبتها يصل إلى نحو 7 كيلوغرامات، في حين أن وزن ابنتها لا يتجاوز 23 كيلوغراماً".

وأشارت إلى أنها لجأت إلى شراء حقيبة "ذات عجلات" لها، لئلا تضطر إلى حملها لوقت طويل، ومع ذلك فإنها لا تجد مفراً من حملها على ظهرها طول رحلتها إلى صفها متنقلة على السلالم لعدم السماح للطلاب باستخدام المصاعد في مدرستها الخاصة.

لا حلول جدية
ومن جهته، لفت حسام الدين الأيوبي، وهو والد لطفلين في إحدى المدارس الخاصة، إلى أن شركات وجمعيات طبية عالمية، تؤكد أن ثقل الحقيبة المدرسية يجب أن لا يتجاوز 10% من وزن الطالب، وذلك نظراً للأضرار الصحية التي قد تلحق به بالتدريج، ومع ذلك تتجاهل إدارات العديد من المدارس الخاصة هذه المخاطر، وليس هناك من حلول جدية تنهي هذه المشكلة.

وأضاف أن ابنه يشكو دائماً من الآلام في ظهره بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، ويحاول قدر الإمكان التخفيف عنه بحملها عنه من باب المنزل وحتى الوصول إلى السيارة، ومن ثم حتى بوابة المدرسة أثناء توصيله له قبل الذهاب إلى عمله.

حقيبة اليد على الطائرة
ومن جانبه، طالب حسين السيد سلامة - ولي أمر طالبين في المرحلة الأساسية بإحدى المدارس الخاصة – بضرورة عمل جميع المدارس الخاصة على توفير بدائل للكتب المدرسية، مثل خزائن داخل الفصول الدراسية، لترك الكتب التي لا يحتاج الطالب لها خلال مراجعته للدروس في منزله، فضلاً عن التوجه إلى تحميل المناهج الدراسية على الأجهزة الذكية، لحماية الطلبة من مخاطر حمل الأوزان الثقيلة على صحتهم مستقبلاً.

وأشار إلى أن المسافر على الطائرة يحمل حقيبة يد وزنها 10 كيلو غرام، وفي حال لاحظ أحد المضيفين على متن الطائرة أنه مرهق أو أن وزن الحقيبة يسبب له إشكالية في التمكن من الحركة بسهولة، يبادر فوراً إلى مساعدته، متسائلاً: "كيف إذن الحال بالنسبة لأطفال يحملون حقائبهم المدرسية التي يصل ثقلها إلى ما يمثل أكثر من10% من أوزانهم، فهل نوظف لأولادنا عمالة مساعدة مهمتها مساعدتهم في حمل هذه الحقائب؟"

عدد الكتب والواجبات
أما سالي رفعت، ولية أمر طالب صف ثاني، فقالت إن "ثقل الحقائب المدرسية يعود إلى كمية الكتب المخصصة لكل مادة، والتي يطالب الطالب بحملها طوال الأسبوع، وعددها لا يقل عن 11 كتاباً على مدار 8 حصص يومياً".

وأضاقت أن "كمية الواجبات المدرسية لا تسمح للطالب بترك كتبه في الخزائن المدرسية إذا ما توفرت في مدرسته"، لافتة إلى أن ابنها يشكو كثيراً من ثقل حقيبته، ويحاول التهرب من حملها، متمنية إيجاد حلول ناجعة لإيجاد حل لهذه الشكاوى المتكررة بخصوص مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية، والتي يدفع ثمنها الأطفال من صحتهم.

مخاطر صحية
وبدورها، حذرت أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديكلينك أبوظبي الدكتورة زينب الجباس، من مخاطر ثقل الحقيبة المدرسية على صحة الطلبة، خاصة أن وزن الطفل في الصف الأول الابتدائي قد لا يتعدى 18 إلى 20 كيلو، بينما ثقل حقيبته يتجاوز 6 إلى 10 كيلو، علماً أنه يجب أن لا يزيد عن 10% من وزن الطفل.

وأشارت إلى أن من أبرز هذه المخاطر، أن معظم الأطفال في دولة الإمارات يعانون من نقص فيتامين (د)، ما يزيد من آلامهم المزمنة عند حمل الأوزان الزائدة، مثل وجع الظهر، والأكتاف، والرقبة، إلى جانب الصداع، نظراً للشد العضلي الناتج عن الأحمال الثقيلة على الظهر والأكتاف، إلى جانب الانحراف في العمود الفقري الذي يؤثر مستقبلاً على الجهاز التنفسي وطريقة الطفل بالمشي لتأثر أطرافه السفلية.

ولفتت عبر 24، إلى أن انحراف العمود الفقري نتيجة حمل الطلبة للحقائب الثقيلة، يؤثر على الأعصاب، كما أنه له مخاطر تتعلق بفتيات على وجه الخصوص، مثل التأثير على مساحة الحوض مما يسبب لديهن مستقبلاً مشاكل أثناء الولادة.

ونبّهت إلى زيادة إصابات الأطفال بأمراض "الديسك" والعمود الفقري، نتيجة زيادة ساعات جلوسهم خلال اليوم لفترات طويلة، سواء خلال 8 حصص دراسية على مقاعد الدراسة، أو بعد العودة إلى المنزل لأداء الواجبات، أو أمام جهاز الكمبيوتر أو الآيباد.

وأضاقت أن "مشكلة حمل الطلاب للأوزان الزائدة لا يتوقف على عدد الكتب التي تحتويها الحقيبة المدرسية فحسب والتي تزيد نوعية أغلفتها وأوراقها من ثقلها، بل يضاف إلى ذلك كمية الدفاتر الخاصة بكل مادة، والأدوات اللازمة لإنجاز المشاريع المدرسية، إلى جانب حقيبة الطعام وزجاجة الماء".