الخميس 20 سبتمبر 2018 / 11:38

صحف عربية: اتفاق إدلب نهاية للحرب أم بداية أزمة جديدة

فيما استفادت أنقرة من موقف واشنطن الذي كان حاسماً بمطالبة روسيا بالتراجع عن الخيار العسكري في إدلب، فقد النظام السوري سيطرته الكاملة ليس فقط على إدلب، بل على كافة الأراضي السورية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، كانت الحرب في سوريا، ولا تزال تدور بألعاب مكشوفة وتدار بأجندات وغير متطابقة حتى بين الحلفاء أنفسهم داخل كل معسكر. 

إسقاط الطائرة الروسية
وفي "الأنوار" اللبنانية، تساءل رفيق خوري: "هل تنجح أنقرة في الامتحان بالشراكة مع موسكو بحيث تصبح الأولوية للتسوية السياسية في سوريا أم تفشل وتبدو معركة إدلب مؤجلةً"؟، قبل أن يُضيف "أحدث تجربة في امتحان البراعة الروسية هي إسقاط طائرة ايل - 20، روسية بصاروخ من صنع روسي، أطلقته قوات سورية صديقة بالغلط خلال التصدّي لغارة جوية اسرائيلية على مواقع حساسة في محافظة اللاذقية. فالتركيز على إسقاط الطائرة الروسية، أكثر من الاعتداء الاسرائيلي هو تمارين في العبث على طريقة الرهان على مهمة مستحيلة هي الشجرة التي تحجب غابة. والسرّ مكشوف في خانة الاحراج".

وتابع "النظام محرج بالحاجة الى القوة الروسية والقوة الايرانية لاستكمال السيطرة على الأرض، والتسليم بالمصالح الروسية، وضعف الرد على غارات اسرائيلية طاولت مطار دمشق ومطار تي تو ومصياف واللاذقية ودير الزور وأماكن أخرى. والروس محرجون بالتنسيق مع اسرائيل والسماح لها بالغارات على أهداف ايرانية، وإبقاء أميركا في حساباتهم، والتزام الحدّ من الوجود العسكري الايراني في سوريا. والإيرانيون محرجون بالعجز عن حماية مواقع قواتهم وأسلحتهم ولا سيما منها المعدّة لأن يتسلمها حزب الله".

إيران لا يطالها القصف
من جانبها، قالت الكاتبة فاطمة عبدالله خليل، في مقال نشر بصحيفة "الوطن" البحرينية، إن "ما يستحق الإشارة إليه أمران في غاية الأهمية بالنسبة للنظام السوري. الأمر الأول أن النظام بريء دائماً وهو الضحية فيما يجري، وهو المستهدف من الاستعمار والإمبريالية والصهيونية العالمية، فأعداء سوريا والعرب والمسلمين مجرمو حرب يستهدفون المدنيين والمنشآت المحرم قصفها دولياً، ففي الهجوم الأخير ذكر النظام أن ثلاثة مواقع تعرضت لقصف جوي، وهي محطة الغاز على المدخل الشرقي لمدينة اللاذقية، ومؤسسة تقنية قرب منطقة سامية شرقي مدينة اللاذقية، إضافة إلى مركز البحوث العلمية قرب جامعة تشرين على أطراف مدينة اللاذقية".

وأشارت إلى أن "الأمر المهم الآخر يتمثل في أن الصهاينة والإمبرياليين يقصفون ويذهبون ويعودون ويقصفون، لكن لم يذكر يوماً أنهم قصفوا أهدافاً عسكرية لحزب الله اللبناني في سوريا، أو مواقع إيرانية طوال الــ200 غارة. فأصدقاء النظام محميون من السماء بقدرات الولي الفقيه، بالإضافة إلى بسالة رجال الدفاع الجوي السوريين الذين يحمون ضيوفهم الإيرانيين على الأرض من أي هجوم صاروخي عليهم. وثمة قول مأثور يقول: "حدث العاقل بما يعقل".

اتفاق إدلب والنهاية الوشيكة
وفي  صحيفة "اليوم" السعودية، لفتت الافتتاحية، إلى أن "ما يجري على أرض الواقع في إدلب يشير إلى أن النظام الأسدي فقد سيطرته الكاملة ليس على الإقليم فحسب، بل على كافة الأراضي السورية، فالمنطقة العازلة في إدلب انتزعت من النظام سيطرته، فالاتفاق الأخير بإقامة تلك المنطقة جاء لحماية المدنيين من استهداف النظام الذي أوغل في دمائهم، ويبدو أن ما يجري على الساحة السورية، اليوم بعد فشل النظام في السيطرة على الوضع، هو المحاولة اليائسة لفرض سيطرة ضائعة، وتلك محاولة ما عادت مجدية في ظل الأوضاع المتدهورة التي يعيش في أتونها القطر السوري الذي أنهكت مفاصله بفعل مغامرات نظامه، والعمل على إنتاج نفسه من جديد لتعويض خسائره الفادحة".

وأوضحت أن "السيطرة الجغرافية خارج الإرادة الأسدية توحي للوهلة الأولى بمولد واقع جديد من سماته ارتفاع صوت المعارضة في إدلب وإبقاء السلاح بيد الجيش السوري الحُر، وهو أمر يعني فيما يعنيه أن نقطة تحوّل بدأت تلوح في الأفق لفرض واقع سياسي جديد يبتعد تماماً عن سيطرة النظام الأسدي، وإذا ما بقي الوضع على ما هو عليه في إدلب بسريان المنطقة العازلة، فإن ذلك يشير إلى قرب البدء في عملية سياسية جدية سوف تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي، وإنهاء الأزمة السورية من جذورها".

من قمّة سوتشي إلى الحكومة
أما مروان الأمين فقال في "الجمهورية" اللبنانية في مقال بعنوان "من قمة سوتشي إلى الحكومة": "كان الروسيّ والإيراني والنظام السوري متحمسين للبدء بالحسم العسكري في إدلب، وعبّر عن ذلك أكثر من مسؤول من هذه الدول. أما التركي فكان رافضاً لأي حملة عسكرية على المدينة ومحيطها".

وتابع: "في خِضم التوتر التركي الأمريكي، استفادت أنقرة من موقف واشنطن هذا، الذي كان حاسماً بمطالبة الروسي بالتراجع عن الخيار العسكري. وما القمة الثنائية الروسية التركية بغياب الإيراني، والإعلان عن وضع الخيار العسكري في إدلب جانباً، إلّا تعبيراً واضحاً عن تراجع الروسي عن موقفه السابق في قمّة طهران، والانحياز للخيار التركي على حساب رغبات الإيراني والنظام السوري. بدأت تدريجياً تظهر الخطوط الحمراء التي ترسمها مصالح الدول في سوريا. فبعد شرق الفرات، ومناطق الأكراد، ها هي إدلب تنضم إلى الملفات التي لن تُحسم إلا في إطار الحل السياسي النهائي لسوريا، والذي يبدو أن عناصره بدأت تتبلور".