الأربعاء 3 أكتوبر 2018 / 21:36

بعد اتّهام إيران بحادثة "لوكيربي".. من ينصف ليبيا والعرب؟

إذا صحَّت المعلومات التي نشرتها صحيفة" ديلي ميل" البريطانية نقلاً من كتاب جديد للمؤلف الأميركي دوغلاس بويد ــ وتَنَاقَلَها عدد من الصحف العربية ـ يفند فيها فرضية وقوف ليبيا وراء تفجير طائرة لوكيربي في 21 ديسمبر1988، مؤكداً أن إيران هي التي أسقطتها، فإننا سندرك خلفية ما يحدث اليوم في الدول العربية، وذلك من تدخلات مباشرة وغير مباشرة من طرف طهران سواء تلعق الأمر بالدعم العسكري والاستخباراتي، أو توفير الحماية والبيئة الحاضنة، أو إيجاد غطاء سياسي للتنظيمات الإرهابية في الوقت الحاضر، هذا أوَّلاً، وثانيا: الكشف عن مشاريع التدخل التي بدأت منذ عقود، وثالثاً: ممارستها للإجرام على المستوى الدولي، وتحميل ليبيا تَبٍعَاته.

من ناحية أخرى، فإن اتهام إيران في الوقت الراهن، يطرح جملة من الأسئلة، منها: هل كانت بعض الدوائر الأمريكية على علاقة مع إيران؟، ولماذا تمَّ اتهام ليبيا ومحاكمة مُواطِنها عبد الباسط المقرحي(توفي في مايو 2012)؟، ولماذا تظهر هذه الحقائق الآن؟.

الكتاب الذي حمل عنوان: "لوكيربي.. الحقيقة"، يقدم إجابات جاءت قبل ثلاثة أشهر من حلول الذكرى الثلاثين للحادث، الذي اعتبر أسوأ كارثة جوية في تاريخ بريطانيا، كونه تسبب في مقتل 259 شخصاً كانوا على متنها، بالإضافة إلى 11 آخرين كانوا على الأرض لحظة سقوط حطام الطائرة، ما يعني أن التاريخ بعد ثلاثة عقود يطرح اليوم حقائق جديدة.

لقد تلقَّت ليبيا عقاباً على جريمة لم ترتكبها، واعتبر نظامها مارقاً، وأُدِين مدير الأمن بالخطوط الجوية الليبية عبد الباسط المقرحي (47 عاماً) في الحادث بناءً على نسج من الأكاذيب تركزت على زعم صاحب متجر مالطي أنه رأى المقرحي يشتري ملابس مشابهة لتلك التي كانت في الحقيقة مع القنبلة، والتي كانت لتتمزق عبر جسم الطائرة، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في محاكمة يصفها بويد بأنها "استثنائية عقدت في قاعدة عسكرية أمريكية غير مستخدمة قرب أوترخت في هولندا"، في حين أنه سبق لوكالة الاستخبارات بوزارة الدفاع الأمريكية أن أصدرت بياناً في سبتمبر (أيلول) 1989، ذكرت فيه أن التفجير تم التخطيط له والأمر بتنفيذه وتمويله من جانب وزير الداخلية الإيراني السابق علي أكبر موهتشاميبور، بينما تم الاتفاق مع أحمد جبريل قائد (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة) بتنفيذ العملية، وأن التخطيط لإسقاط الطائرة لم يكن في ليبيا وإنما في إيران قبل الحادث بخمسة شهور، بعد إسقاط سفينة بحرية أمريكية لطائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في 3 يوليو 1988، ظناً منها أنها طائرة مقاتلة معادية، وأن تفجير طائرة لوكيربي تم بأمر من الخميني.

ما ورد في كتاب بويد، يدفعنا إلى السؤال الآتي: مَنْ يُنصف ليبيا والعرب من الاتهامات الباطلة؟، ومن يحول دون جرائم إيران في المنطقة؟.. الإجابة تأتينا من خلال وعينا بدورها الإجرامي، وحماية الجبهات الداخلية، وهذا يبدو بعيد التحقق خاصة في ليبيا، التي تعاني اليوم من حرب أهلية مدمرة.