قياديون من حركة حماس.(أرشيف)
قياديون من حركة حماس.(أرشيف)
الأحد 9 فبراير 2020 / 13:43

حماس المعزولة.. فشل في السياسة كما في الميدان

24- زياد الأشقر

أفاد الصحافي سيث فرانتزمان في موقع "منتدى الشرق الأوسط" أن العزلة التي فرضتها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال العقد ونصف عقد الأخيرين، ظهرت الثلاثاء عندما كشفت إسرائيل أنها اعترضت قبل ثلاثة أشهر سفينة صغيرة كانت تحاول تهريب أسلحة إلى القطاع.

ولا يمكن لحماس ان تتخلى عن السياسة لأنها ستخسر غزة. وقادتها يتقدمون في العمر، وشبابها لا يتذكرون الأيام التي سيسمح لهم فيها بزيارة إسرائيل أو المشاركة في تظاهرات بالضفة الغربية

ولم تُعرف طبيعة المواد التي ضبطت، إلا أن حجم السفينة وندرة التقارير من هذا النوع يشيران إلى صورة إقليمية أوسع لحماس، فالحركة معزولة، وقرارها الأخير إرسال رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية في رحلة خارجية، هو محاولة لانتهاج مسار ديبلوماسي-سياسي بعد إخفاقها في ميدان المعركة.

قبل 20 سنة
وذكّر الكاتب بأنه قبل 20 عاماً، اقتربت حماس من ذروة قوتها، وكان مهندسوها خبراء في صنع القنابل وقادتها يهاجمون إسرائيل. وفيما قتل يحيى عياش "المهندس"نجا خالد مشعل من محاولة اغتيال. وكانت حماس تزعم أنها تمثل مساراً مختلفاً عن حركة فتح وقادة السلطة الفلسطينية، وكانت تقاوم وتدعو إلى تدمير إسرائيل، بينما كان قادة السلطة الفلسطينية يعملون على تنفيذ اتفاقات أوسلو.

وقال فرانتزمان إن حماس بدت قوية إبان الانتفاضة الثانية، وعززت شبكاتها في غزة والضفة الغربية. وعلى غرار حزب الله اللبناني، راقبت انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واعتقدت أن الوقت في صالحها. ثم قتلت إسرائيل صلاح شحاذة عام 2002، وابراهيم المقدامة في العام التالي ومن بعدهما أحمد ياسين، وعدنان الغول وعبد العزيز الرنتيسي عام 2004، وأبو زكريا الجمال وآخرين عام 2009 ومحمد المبحوح عام 2010.

فوز في الانتخابات
ولفت الكاتب إلى أن حماس سجلت حركة ارتدادية بعد أعمال القتل هذه من طريق فوزها في الانتخابات الفلسطينية والسيطرة على قطاع غزة عام 2006. لكنها عانت احباطاً متزايداً لدى محاولتها استيراد صواريخ لاختراق القبة الحديدية لإسرائيل عام 2009. وساعدتها بعض الشيء، الفوضى التي دبت في سيناء بعد الثورة المصرية عام 2011. لكن القمع الانقلاب في مصر عام 2013 خنق الحركة. ومنذ حرب 2014، فقدت حماس أنفاقها، ووجدت إسرائيل طريقة لإجهاض مشكلة الأنفاق بشكل يكاد يكون محكماً.

وتساءل الكاتب، ماذا يمكن حماس أن تفعل؟ ففي السنوات الأخيرة كان هناك استخدام للاحتجاجات المدنية وتم إطلاق 2600 صاروخ (بعضها من قبل حركة الجهاد الإسلامي). لكن حماس بدأت التفكير في هدنة طويلة الأمد. وتتلقى غزة مبالغ طفيفة من الأموال من قطر، وتدرك حماس أن الدعم الدولي لن يأتي. وما تفعله هو بعض الاجتماعات مع قطر وماليزيا وإيران. لكن قوة جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، قد انتهت على نحو كبير. وواجهت محاولاتها لتعويض الإحباط العسكري بنجاح سياسي وديبلوماسي الفشل في الضفة الغربية وأماكن أخرى.

هجوم سياسي

مع ذلك، يرى المكاتب أنه لا يمكن القول إنه لم يعد هناك شيء في ترسانة حماس. والفضل يعود إلى المتابعة الأمنية الإسرائيلية اليومية لمنع اندلاع تمرد. لكن حتى الحسابات الإسرائيلية والمصرية يدخل في اعتبارها أن هنية يقود هجوماً سياسياً في الآونة الأخيرة، من خلال السفر إلى تركيا وماليزيا وقطر ومن ثم العودة إلى تركيا وأماكن أخرى يعتقد أنه قد يلقى فيها ترحيباً موقتاً.

وخلص الكاتب إلى أن حماس ليس مرحباً بها في مقر المقاطعة برام الله أيضاً. وهي لا تستطيع أن تقرر ما إذا كانت منظمة إرهابية أو حركة سياسية. ولا يمكنها ان تلقي السلاح وإلا ستشعر بأنها تعرضت للخيانة وغلب على أمرها.

 ولا يمكنها ان تتخلى عن السياسة لأنها ستخسر غزة. وقادتها يتقدمون في العمر، وشبابها لا يتذكرون الأيام التي سيسمح لهم فيها بزيارة إسرائيل أو المشاركة في تظاهرات بالضفة الغربية. وقد يكون رمز هذا الفشل المستمر هو اعتراض القارب الصغير قبل ثلاثة أشهر.