الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الاتصال المرئي مع الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الاتصال المرئي مع الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين
الأحد 24 مايو 2020 / 20:32

عيدكم آمن

الإنسان روح ووجدان، عقل وذكاء، معارف ومهارات، تطور وتأقلم. منذ بدء البشرية وإلى يومنا هذا، تأتيه التحديات بأشكالها المختلفة، كوارث طبيعية، حروب دموية، أوبئة قاتلة، لكنه يواصل الحياة، ويعود أقوى.

هذا العيد أحسست أن الوباء لم يستطع أن يحاصرنا، نحن من حاصرناه، حاصرناه حصاراً مزدوجاً، مرة ونحن نحد من انتشاره بالتباعد الجسدي، ومرة حين عمقنا من التواصل كماً وكيفاً باستخدام أدوات جديدة. وهذا لم يكن ليحدث لو لم يكن للبشرية قيادة تفكر وتنفذ.

ليلة العيد، شهد الإماراتيون جميعاً زيارة عائلية ألغت المسافة بين أبوظبي والعين، فقد أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اتصالاً مرئياً مع سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين. يصنف في أدبيات التواصل بأنه "اتصال مرئي"، لكني شعرت أنه يحمل الكثير من حميمية العلاقات الأسرية، ودفء الزيارات العائلية، ومتعة أحاديث المجالس، مما يجعله عصياً على التصنيف.

ودية كانت حواراته، عفوية كانت همساته وترحيباته، زينته زهرات الطفولة التي ارتدت ملابس العيد، جلست في مجلس كبير العائلة، هذا هو المعنى الحقيقي للعيد. وهنا تكمن الروح الإيجابية للإنسان.

ولأن شعب الإمارات لماح، ومسؤول، فإن مجالس العيد في يوم العيد، كانت على نفس النهج، أحسست بذلك حقاً. لم نندب الحظ، ولم نتذمر من الزمن، ولم نتحدث عن الفيروس، لم نكن ضعفاء. كنا أقوياء ومسؤولين.

اليوم عيد، والعيد عيد.
وأنا كطوفان عتيد. ركني شديد. عزمي حديد.
ليس يحطمه ابتعاد، ليس يفنيه وباء.
فأنا حروف الحب من حاء وباء.
فالحب يأتي بالمزيد. والسعد يلقاه السعيد.
قاموسنا الخلاق ليس يفنيه نضوب.
يحيي الرميم، يشفي السقيم، وكأنه كف المسيح.
ويحيل ثعبان الوباء إلى عصا للاتكاء، محاكياً فعل الكليم.
وهكذا وصى الرسول.
عيدكم آمن.