المجمع الانتخابي  الأمريكي في 1877 (أرشيف)
المجمع الانتخابي الأمريكي في 1877 (أرشيف)
الجمعة 20 نوفمبر 2020 / 13:02

ما هي العاصفة المثالية التي قد تكسب ترامب ولاية ثانية؟

يرى البروفسور الفخري في كلية هارفارد للقانون ألان درشوفيتز أن للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب طريقاً واحداً للفوز، وسيتطلب الأمر عاصفة مثالية، تبدو اليوم غير مرجحة، لتحقيقه.

جو بايدن ليس الرئيس المنتخب من الناحيتين الدستورية والقانونية، إذ أُعلن فائزاً من قبل الإعلام والسياسيين وغالبية الأمريكيين

وكتب في "معهد غيتستون" الأمريكي أن هدف الفريق القانوني لترامب منع حصول منافسه جو بايدن على 270 صوتاً. ويَظهر أن هذا الهدف، خارج نطاق كل الاحتمالات حالياً، وبالتالي يتحول السؤال إلى كيف يمكن منع بايدن من الحصول على 270 صوتاً، دون أن يحصل ترامب نفسه عليها؟.

وتعد الإجابة على هذا السؤال مدخلاً لفهم ما يحاول فريق ترامب القانوني تحقيقه الآن.

الاستراتيجية

يضيف درشوفيتز أنه إذا بقيت أصوات قابلة للطعن بحلول منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وإذا حصل أقل من 270 ناخباً كبيراً على المصادقة من قبل ولاياتهم، يمكن عندها ألا يحصل بايدن على الرقم المطلوب، من الناحية النظرية.

إذا حصل ذلك، فستحول الانتخابات إلى مجلس النواب، وهو ما حدث في مناسبات عدة في القرن التاسع عشر.

وفقاً للدستور، تحتسب أصوات مجلس النواب، لا عبر جمع صوت كل نائب، بل بجمع أصوات الوفود التي تمثل كل ولاية.

وتحصل كل ولاية على صوت واحد ويتحتم على الغالبية، أي على 26 ولاية، أن تنتخب الرئيس.

ورغم أن عدد الديموقراطيين في مجلس النواب أكبر من عدد الجمهوريين، إلا أن هناك عدد أكبر من الولايات التي تمثلها غالبية من النواب الجمهوريين. وانطلاقاً من هنا، إذا ذهبت الانتخابات إلى مجلس النواب، فسيحسم الجمهوريون اسم الرئيس المقبل.

بين الدفاع والواقع
يوضح درشوفيتز أنه لا يدافع عن هذه الاستراتيجية أو يوافق عليها، ولكنه وباعتباره محللاً دستورياً، فإنه يطرح فقط الاحتمال الذي يؤمنه الدستور. ويُملي هذا الاحتمال على المراقبين استنتاج أن هذه الاستراتيجية، هي التي يتبعها فريق ترامب القانوني اليوم.

حصل بروفسور القانون على رسالة إلكترونية تطلب منه توقيع عريضة لمنع محامي ترامب من مزاولة مهنتهم بسبب دفاعهم عنه. لكنه يصف المطلب باتهام اعتباطي، ذلك أنه يحق للمحامين الدفاع عن جميع الاستراتيجيات المعقولة، والأخلاقية، والمسموحة، التي تخدم مصلحة موكّليهم. ويضيف أنهم مجبرون طبعاً على العمل وفق القواعد القانونية والأخلاقية، لكنه لا يرى دليلاً على أنهم لا يفعلون. 

ممكن نظرياً
يعيد درشوفيتز تأكيد أن نجاح استراتيجية الفريق القانوني ضئيل، ويتطلب عاصفة مثالية من القرارات المؤاتية من قبل المحاكم، وقرارات مماثلة من قبل عدد من وزراء الولايات، وعدداً مؤاتياً من عمليات إعادة الفرز إضافة إلى تحديات أخرى.

ولن يكون كافياً الفوز بولاية واحدة، حتى لو كانت بنسلفانيا، إذ يجب أن يكون هنالك أكثر من 35 ناخباً كبيراً لم يحصلوا على المصادقة عند انعقاد المجمع الانتخابي لاختيار الرئيس، وهو أمر غير مرجح إلى حد بعيد، لكنه ممكن نظرياً.

قد يفسر هذا السيناريو للعاصفة المثالية لماذا لم يعترف ترامب بخسارته، ولماذا لم يتراجع عن طعونه القانونية.

لكنه لا يفسر سبب رفض إدارة ترامب التعاون مع الفريق الانتقالي لبايدن.

يؤكد بروفسور القانون أن لا سبب وجيهاً يمنع هذا التعاون خاصةً في مسائل مثل تفشي فيروس كورونا والأمن القومي. وبإمكان إدارة ترامب تأمين تعاون مع فريق بايدن دون اعتراف الرئيس بالخسارة أو سحب طعونه.

تذكير بالمعقول وغير المعقول
يذكّر درشوفيتز القراء بأن جو بايدن ليس الرئيس المنتخب من الناحيتين الدستورية والقانونية، إذ أُعلن فائزاً من قبل الإعلام والسياسيين وغالبية الأمريكيين، لكن ليصبح الرجل رئيساً رسمياً، يجب على الأقل الحصول على مصادقة ما يكفي من الولايات لإعطائه 270 ناخباً، وهو ما لم يحصل، ولا ترامب اعترف بالهزيمة. ولذلك فإن بايدن هو الرئيس المنتخب افتراضاً، أو الرئيس المحتمل، أو حتى الرئيس المرجح، لكنه ليس الرئيس المنتخب رسمياً لأسباب قانونية ودستورية.

ويدعو درشوفيتز ختاماً إلى مواصلة إعادة الفرز، والطعون القضائية، وإلى ترك الرئيس يقول ما يشاء عن الانتخابات، فهذه كلها جزء من النظام الانتخابي الديموقراطي الذي تتمتع به الولايات المتحدة.

ولكنه يدعو أيضاً في المقابل إلى تفعيل الانتقال بالتعاون بين إدارة ترامب وفريق بايدن الانتقالي، فهذا أيضاً مسار أمريكي.