صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 1 فبراير 2022 / 10:24

صحف عربية: "مخطئ من يمتحن الإمارات"

مضت ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، في جرائمها باستهداف الإمارات مرة جديدة، فجر أمس الإثنين بصواريخ باليستية، فشلت في بلوغ أهدافها، بعد أن تكفلت الدفاعات الجوية بتدميرها، وبدك قاعدة إطلاقها في الجوف اليمنية.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، اعتبرت مصادر أن التصعيد الحوثي يكشف التمسك بتحدي القرارات الأممية، ومحاولتها وقف عجلة انكساراتها العسكرية بعد تدخل ألوية العمالقة في المعارك اليمنية.

أمر عابر
في صحيفة العرب اللندنية، قال متابعون للشأن الخليجي إن الاعتداءات الحوثية على الإمارات، يعكس إحساس الميليشيا بالخطر والتحول النوعي في الاستراتيجية العسكرية، التي تعتمدها الإمارات في اليمن، والتي تعتمد على الرد السريع والاستهداف المحدد لمنصات الإطلاق، والابتعاد عن الضربات واسعة النطاق، ودعم قوات يمنية على الأرض قادرة بحكم معرفتها بالأرض وطبيعة القتال، من المواجهة المباشرة ضد الحوثيين.

ونقلت الصحيفة في السياق تغريدة المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، بعد الاستهداف الأخير، الذي وصفه بـ "استفزازات لا طائل من ورائها سيتم التعامل معها صوناً لأمن الإمارات وسيادتها" مضيفاً "نحن لا نرى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن أمننا وسيادتنا الوطنية. ومخطئ من يمتحن الإمارات".

وفي هذا الإطار قال الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى "رغم أن استهداف الحوثيين للإمارات لم يتجاوز لفت النظر إعلامياً، إلا أنهم يأملون أن تغطي اعتداءاتهم الفاشلة على الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدوها، من خلال تجنيد محدودي الخبرات، ما جعلهم مثار نقمة في مناطق سيطرتهم، خاصة أنهم يجبرون القبائل على تجنيد أبنائها للقتال".

تدمير أجندة إيران
وفي موقع الحرة، قال محللون إن الهجوم الإرهابي الأخير، كان بإيعاز إيراني صريح للجماعة اليمنية الإرهابية.

وقال الباحث في معهد بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، مردخاي كيدار، إن "الهجوم الأخير على الإمارات بإيعاز وتمويل من إيران"، لافتاً إلى أن "من ضرب أبوظبي هو الأخطبوط الإيراني عبر ذراعه اليمني".

وفي نفس السياق، قال المحلل السياسي الإماراتي رعد الشلال، إن "الحوثي يفعل ما يخدم إيران، وأن ممسكه ومحياه ومماته بيد إيران الرافضة لعلاقات الإمارات مع إسرائيل".

وأشار الشلال إلى أن الحوثيين وإيران "أصحاب شعارات تسويقية لجذب الجماهير، مثل الموت لإسرائيل وغيرها للتغطية على حقيقة أنهم العدو الأول للمنطقة" مضيفاً أن التقارب مع إسرائيل يزعج طهران التي تخاف تعثر أجندتها التي قامت طيلة عقود على محاولة استغلال العداء العربي لإسرائيل، وأقامت "الكثير من مشاريعها على هذه الفرضية ونجحت في تحقيق بعضها" لذلك فإن "إلغاء هذه الفرضية وإحباط فكرة أن إسرائيل عدو للعرب يدمر كل أجندة ايران في المنطقة".

الردع قادم
أما صحيفة البيان فقالت في افتتاحيتها: "ما تحمله ميليشيا الحوثي الإرهابية من أجندات فوضوية وتخريبية، بات اليوم يشكل أكبر تهديد لأمن واستقرار وتنمية الإقليم كاملاً، بل وللسلم العالمي، فاستمرارها بما تقوم به من عبث، يعرض حياة الآمنين والمدنيين للخطر، وجرائمها الإرهابية تحاول استهداف منشآت حيوية في دول المنطقة، واستهتارها بالقوانين والأعراف الدولية يضع خطوط الملاحة في البحر الأحمر وإمدادات الطاقة العالمية في دائرة الخطر الحقيقي".

وتابعت "جرائم هذه الشرذمة، تنطلق من أوهام ظلامية، تدرك هي كما يدرك الجميع أنها غير قادرة على النيل من أمن واستقرار الإمارات التي تقف بقوتها ومنعتها، حصناً صلباً في حماية مواطنيها والمقيمين على أرضها الطيبة، ومكتسباتها الوطنية، بل وتقف أيضاً سداً في وجه أطماع هذه الأجندات في تهديد استقرار وتنمية المنطقة".

ولفتت إلى أن "المناورات الدنيئة لهذه الميليشيا في اختبار الإمارات وقوتها ستجد الردع والحزم، لتدرك تماماً حجم إصرار وعزم الإمارات على تحقيق رؤيتها في ترسيخ استقرار المنطقة والنهوض بتنمية شعوبها، وفي المضي قدماً للارتقاء بنموذجها التنموي المتفرد عالمياً ونشر نوره وتعميم خيره للجميع".

ابتزاز إيراني
وفي صحيفة الشرق اللبنانية، تساءل عماد الدين أديب "هل تصدق إيران التي أبلغت مستشار الأمن القومي الإماراتي عند زيارته الأخيرة لطهران بأنها تمد يدها للتعاون مع الإمارات في كل المجالات؟ أم تصدق إيران التي أمرت باختطاف سفينة شحن ترفع العلم الإماراتي، وبقصف خزانات وقود قرب مطار أبوظبي، ثمّ تعاود الكرة بعد 36 ساعة؟".

ومضى الكاتب في سياق اتهامه لطهران بتشجيع طهران على استهداف الإمارات قائلاً: "إيران هذه مثل بندقيّة بماسورتين، إحداهما فيها مقذوف والثانية خالية تماماً، لكنها في الحالتين ستصيبك بضرر".

واعتبر الكاتب أن إيران تسعى بهذه السياسة إلى الابتزاز على نطاق يتجاوز الإقليم والمنطقة، وأن "ما تقوم به إيران هو تمهيد لشكل المنطقة الجديد التي لا تحتمل إلا احتمالين، إما أن يتمّ اتفاق نووي أو لا يتم، إذا تم ستوظف إيران الأرصدة المفرج عنها في العبث والسيطرة وتوسيع النفوذ في المنطقة، خصوصاً بعد إعادة التموضع الاستراتيجي الأمريكي الذي خلق فراغاً استراتيجياً وارتباكاً سياسياً وأمنياً غير مسبوق، وإذا لم يتمّ الاتفاق، وهو احتمال ضعيف، فإن المنطقة سوف تشهد تسخيناً أمنياً وطائفياً غير مسبوق من بغداد إلى دمشق، ومن بيروت إلى غزّة، ومن صنعاء، إلى ليبيا".