الجمعة 4 فبراير 2022 / 16:08

الجولة المقبلة من محادثات فيينا أمام نقطة اللاعودة

24-زياد الأشقر

بينما ينشغل الرئيس جو بايدن بأزمة الخطر الروسي على أوكرانيا، فإن ثمة أزمة حرجة أخرى تلوح في الأفق، بعدما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، إن "اللعبة ستنتهي" في غضون أسابيع.

إذا ما أخذنا في الإعتبار الخطوات التي تتقدم بها إيران، على الصعيد النووي، فإننا نملك فقط بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق- وبعد هذه المهلة لن تكون هناك لسوء الحظ عودة محتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة

ومن المقرر إن تعاود المفاوضات النووية هذا الأسبوع في جولتها التاسعة، فيما لاتزال الولايات المتحدة وإيران تتفاوضان بشكل غير مباشر حول كيفية العودة إلى التزام الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015.

وأفاد موقع شبكة "أي بي سي" الأمريكية للتلفزيون، أنه يمكن لهذه الجولة أن تكون الأخيرة قبل التوصل إلى تسوية، وإلا ستعمد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى الانسحاب من المفاوضات، لأنه بعد عشرة أشهر من التفاوض مع حكومتين إيرانيتين، فإن البرنامج النووي الإيراني يتقدم إلى نقطة اللاعودة، وفق ما تقول الولايات المتحدة.

وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية: "إن هذا ليس تهديداً، وليس موعداً مصطنعاً. إنه المطلوب فحسب... وإذا ما أخذنا في الإعتبار الخطوات التي تتقدم بها إيران، على الصعيد النووي، فإننا نملك فقط بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق، وبعد هذه المهلة لن تكون هناك لسوء الحظ عودة محتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة والاستفادة من فوائد منع الانتشار النووي التي يوفرها الاتفاق".

ويقول بعض المنتقدين أنه كان يجدر بالولايات المتحدة الانسحاب من المفاوضات منذ وقت طويل، مع تخصيب إيران للأورانيوم بنسبة 60 في المئة وتخصيب معدن الأورانيوم، وتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ومنع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مزاولة عملهم. ويتطلب صنع السلاح النووي تخصيب الأورانيوم بنسبة 90 في المئة، بينما حدد الإتفاق النووي سقف التخصيب لإيران ب3.67 في المئة لمدة 15 عاماً.

مسافة أسابيع
ومع هذه الخطوات، فإن إيران هي الآن على مسافة أسابيع من امتلاك ما يكفي من المواد الإنشطارية لصنع قنبلة نووية، وفق ما قال المسؤول. وسبق لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن وآخرين أن حذروا منذ أسبوعين، من أن إيران هي الآن على مسافة "بضعة أسابيع" من تلك العتبة الحاسمة-على رغم أن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية، قال إنه سيستغرق إيران بعض الوقت الإضافي لصنع القنبلة فعلياً، رافضاً إعطاء جدول زمني لذلك.

وهذا ما يضع ضغطاً على هذه الجولة من المفاوضات للتوصل إلى تسوية قبل نفاد الوقت.

وقبيل معاودة المفاوضات، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداده لتقديم تنازلات والعودة للامتثال لبنود الإتفاق من خلال رفع عقوبات عن إيران.

ومع توقع معاودة المفاوضات هذا الأسبوع، فإنه يجب مراقبة مؤشر رئيسي، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستنخرطان في نهاية المطاف في مفاوضات مباشرة.

انفتاح إيراني
وأبدى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انفتاحاً الأسبوع الماضي في هذا الشأن إذا كانت ستؤدي إلى "اتفاق جيد". لكن المسؤول الأمريكي الكبير في وزارة الخارجية قال إنه لا مؤشر حتى الآن على أن الإيرانيين سيجلسون إلى الطاولة. وكانت الولايات المتحدة تطالب دائماً بالحوار المباشر معتبرة أن المفاوضات غير المباشرة هي عائق أمام التوصل إلى اتفاق.

وبحسب المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الامريكية، إن الولايات المتحدة "مستعدة لتعزيز ردنا، وهذا يعني المزيد من الضغط الإقتصادي والدبلوماسي وأمور أخرى.. وسنستخدم الوسائل لضمان أن مصالحنا يجري الحفاظ عليها وبأن إيران لا يمكنها الحصول على سلاح نووي".