الأحد 25 يونيو 2023 / 12:35

سيرة زايد وإمارات السلام

عيسى العميري- الاتحاد الإماراتية

الشيخ زايد كان شغوفاً برؤية الوفاق والوئام سائدين بين شعوب الأمة العربية

وتستمر مسيرة السلام والتنمية في ظل رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.. هذه المسيرة التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. إنها مسيرة شاملة، سياسية ودبلوماسية واجتماعية واقتصادية وثقافية.. وقد كانت وما تزال نبراساً ينير الطريق للأجيال القادمة، ويعكس نظرة طويلة المدى تتجاوز كل الحدود والتوقعات. إن كل عمل أو تصرف قام به الوالد المؤسس كان له مغزى ومعنى كبير في حياة الرفاه والازدهار التي تعيشها دولة الإمارات وشعبها في الوقت الحالي.
فكل موقف أو تصرف قام به إنما كان يصدر عن نظرة حكيمة للحياة ورؤية سديدة للأمور العامة. كانت علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة في عهده، وما تزال، في أسمى صورة وأفضل حالة على جميع الأصعدة، وكان قريباً جداً من محيطه الخليجي، وكان ذا رأي مسموع ومهم جداً في الأمة العربية، إذ كان قريباً كذلك من محيطه العربي، حيث كانت الشعوب العربية في كثير من الأحيان تلهج باسمه وبذكر مآثره، لما كان يقدمه لها من دعم إنساني ومساندة خيرية في مواجهة ظروف الحياة.
ومن الناحية الدبلوماسية، كان الشيخ زايد شغوفاً برؤية الوفاق والوئام سائدين بين شعوب الأمة العربية، ولم يكن يطيق رؤية الخلاف يدب ويتفاقم ويستمر بين الإخوة الأشقاء. وعلى سبيل المثال، فقد ساهمت جهوده المثمرة في رأب الصدع بين الإخوة المتحاربين في لبنان إبان الحرب الأهلية، وعملت على التقريب بين أبناء الوطن الواحد.
لم يوفر الشيخ زايد أي جهد أو بادرة تساهم في الوصول إلى حل يجمع أولئك الإخوة، بل قدم الكثير من الدعم في كثير من المواقف لحقن دماء الشعب اللبناني، وقد نجح في ذلك بالتعاون والتنسيق مع إخوته زعماء الدول العربية آنذاك. وبالطبع، فإن الرؤية التوافقية التقاربية كانت وما تزال تمثل صلب الدبلوماسية الإماراتية، مما أعطى دفعاً آخر لنجاح دولة الإمارات في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن سيرة الشيخ زايد يتوجب أن تكون حاضرة دائماً وأبداً في ذهن الأجيال الجديدة من شعوب الأمة العربية، للاقتباس والاستلهام منها، نظراً لما تحتويه من مواقف عميقة وثرية بكل ما تعنيه الكلمتان من معانٍ. كانت مرحلة تأسيسية ذهبية ومهمة، وقد شهدت نقلة نوعية في مسار الدولة، كما وضعت الأسس والقواعد العامة لتوجهاتها وخططها الناجحة الحالية تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.