حسن نصر الله. (أرشيف)
حسن نصر الله. (أرشيف)
الثلاثاء 9 يناير 2024 / 19:10

هل يفقد نصرالله السيطرة على الجبهة مع إسرائيل؟

قال الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي، إيال زيسر، إنه من الواضح أن العد التنازلي للانفجار الحتمي في الجبهة الشمالية يقترب من نهايته، ولكن يبقى السؤال الكبير ما إذا كان ممكناً إيقافه أم لا.

وقال في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "بعد الاغتيال الدراماتيكي في لبنان.. مخاوف لدى حسن نصرالله من فقدان السيطرة"، إن هناك حرباً حقيقية في الجبهة الشمالية مع تنظيم "حزب الله" اللبناني، الذي يهاجم بشكل يومي مواقع عسكرية ومستوطنات مدنية على طول الحدود، إلا أن إسرائيل على المستوى الرسمي تفضل التعامل مع تلك الأحداث على أنها "صراع محدود" لا يتطلب بعد خلع القفازات كما حدث مع حركة "حماس" الفلسطينية بقطاع غزة.

وأشار إلى أن مثل تلك الهجمات لو كانت حدثت قبل أشهر، لكانت دخلت إسرائيل في حرب شاملة مع التنظيم اللبناني، إلا أن قواعد اللعبة تغيرت.

 

نار هادئة

ورأى الكاتب أن إبقاء الصراع على نار هادئة وضع ملائم للجانبين، إسرائيل وحزب الله، حيث يفضل الجيش الإسرائيلي تركيز كل جهوده على غزة في محاولة لاستكمال المهمة الموكلة إليه، وهي القضاء على قدرات حماس العسكرية، في حين يعتقد المستوى السياسي أنه قبل اتخاذ قرار بشن حرب في الشمال، يجب عليه حشد الدعم الدولي، وخصوصاً الدعم الأمريكي.
أما عن حزب الله، فلا يخفي قادته تخوفاتهم من احتمال نشوب حرب كبيرة وشاملة قد تتحول فيها بيروت إلى غزة ثانية، ولهذا السبب إنهم يمتنعون عن الهجوم في عمق إسرائيل وظلوا يركزون على القتال على طول الحدود.

مأزق نصرالله

ورأى الكاتب، أن الرد الضعيف لحسن نصرالله على اغتيال صلاح العاروي نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، يشير إلى مخاوفه  من خسارة هيبته في نظر أنصاره من أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، وفي نظر العالم العربي.
وأضاف زيسر أن نصر الله يخشى أيضاً من أن تفسر إسرائيل تردده في الرد على أنه علامة ضعف وتزيد من الهجمات عليه.

 

جهود دبلوماسية

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها تسعى إلى منع التصعيد الذي يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط ويعرض المصالح والقوات الأمريكية في المنطقة للخطر، ولذلك فهي تستثمر الجهد الدبلوماسي بهدف التوصل إلى اتفاق يسمح لحزب الله بـ"النزول عن الشجرة العالية" التي تسلقها مقابل تنازلات إسرائيلية في مسألة ترسيم الحدود البرية بين البلدين.
وفي هذا الإطار، يأمل الأمريكيون أن يوافق حزب الله على انسحاب قواته إلى ما بعد نهر الليطاني، كما يتطلب قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في صيف عام 2006، وهو القرار الذي انتهكه "حزب الله" على مر السنين منذ ذلك الحين، وفقاً للكاتب.

عد تنازلي

وأضاف الكاتب أن الجيش الإسرائيلي يعمل على زيادة وتيرة ونوعية هجماته ضد حزب الله، وهو ما يدفعه لتكثيف الهجمات، موضحاً أن صبر إسرائيل بدأ ينفد، وتابع: "حتى الآن لا جديد في الشمال، لكن يبدو أن العد التنازلي للانفجار الحتمي قد بدأ، والسؤال الكبير هو ما إذا كان من الممكن إيقافه أم لا".