صحف إماراتية.
صحف إماراتية.
الإثنين 22 يناير 2024 / 17:34

تعزيز التربية الإعلامية لدى الشباب الإماراتي

نقترح مناهج تحاول تطبيق رؤية منهجية للتربية الإعلامية


التربية الإعلامية هي أحد أهمِّ أركان بناء مجتمع متحضر ومتعلِّم؛ ولهذا تأتي أهمية استكشاف وتحليل دور وسائل الإعلام الحديثة في تعزيز التربية الإعلامية لدى الشباب الإماراتي، إذ يلعب الشباب دورًا حيويًّا في تحقيق أهداف الوطن، وفي التغلُّب على الكثير من التحديات التي تواجهه.
الإعلام الحديث يمتلك قدرة استثنائية على تشكيل وجهات نظر الجمهور، وفي ظلِّ التطورات الرائعة التي تشهدها وسائل الإعلام الجديدة، يزداد التأثير في الفرد، خاصة الشباب الإماراتي، الذي يجد نفسه معرضًا للمحتوى الإعلامي بكل تنوعه وتعدد وجوهه؛ إذ إن العصر الحديث يواكب طفرات متسارعة في تكنولوجيا الإعلام، مما يطرح تحديات مستمرة أمام التربية الإعلامية للشباب، وهو ما يفرض التفكير في كيفية تعزيز هذه التربية بشكل فاعل ومستدام.
وإذا ما اتجهنا بالحديث عن الإعلام الإماراتي تحديدًا، نقول إننا نشهد تقدمًا إماراتيًّا متسارعًا في مجال التكنولوجيا والإعلام، ما يجعل الإعلام الوطني أكثر أهميَّةً وتأثيرًا في في شكل وتطوير الشخصية الإعلامية للشباب.
وهنا أشير إلى أن الحاجة ملحة إلى إسهامات علمية أكاديمية تثري الأدب العلمي في مجال التربية الإعلامية، كما أنه لا بدَّ من توفير رؤى تطبيقية تُسهم في تطوير استراتيجيات فعّالة قائمة على الوسائل الإعلامية الحديثة؛ بهدف تحسين التربية الإعلامية للشباب الإماراتي، خصوصًا في ظلِّ كثرة البدائل الاتصالية والتقنية العالية التي تفرض على الجميع التفاعل الإيجابي، لتحقيق أقصى فائدة في تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الشباب الإماراتي الجامعي تحديدًا كفئة فعّالة في تحقيق التطورات الإعلامية، كما تتيح فرص تحليل ومناقشة القضايا الإعلامية المختلفة، وفهم المعاني الخفية التي تعرض بدون فلترة أو تدقيق؛ بغية خلق ثقافة إعلامية ترفع مهارات الاتصال بأخلاقيات الإعلام، وتلتزم بمواثيق الشرف الإعلامي. وتسهم في محو الأمية الإعلامية لدى الشباب الإمارات، من خلال الوعي بتأثير وسائل الاتصال الحديثة.
وهذا بقتضي من المعنيين بالشأن الإعلامي تحليل دور وسائل الإعلام الحديثة في تعزيز التربية الإعلامية للشباب الإماراتي، وفحص تأثير هذه الوسائل في مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الشباب، واقتراح إستراتيجيات تطويرية تعتمد على وسائل الإعلام الحديثة لتحسين التربية الإعلامية.
وفي هذا الصدد نقترح مناهج تحاول تطبيق رؤية منهجية للتربية الإعلامية؛ لتؤثر في جودة إنتاج الرسائل، وتهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة والتوجيه، والقدرة على تحليل الرسائل الإعلامية، والفهم الناقد المعتمد على الوعي الجمعي.
فلا يخفى على أحد ما تمثله وسائل الاتصال الجماهيرية من توجيه دفة الثقافة اليومية للشباب؛ ولذا يجب تقليص الاستهلاك السلبي عند الشباب، وأقصد بالاستهلاك السلبي هنا هو التعاطي الخالي من إعمال الفكر عند التعرض لمضامين الإعلام الحديث، وخصوصًا في مجال الشائعات المغرضة التي تحاول النيل من وطننا أو تشوه مقدساتنا أو تقاليدنا الراسخة.
ولعله يكون واضحًا أنني أستهدف في هذا المقال الطلبة الجامعيين، وأدعو إلى ضرورة تثقيفهم وتسليحهم بالوعي الكافي القادر على صدِّ كل ما يُحاك من مؤامرات ضد وطننا وأمننا واستقرارنا؛ لأنهم هم النموذج على المتلقي النشط الذي يشارك بحيوية ويغوص في عمق المضمون المراد طرحه؛ وكل هذا يهدف إلى ما يمكن تسميته (الاستهلاك بوعي)، كما يهدف إلى رفع المواطنة المسؤولة، ورفع الإحساس بالقيم الجمالية والوطنية والاجتماعية والثقافية المراد تحقيقها من الوسائل الحديثة، وخلق إعلام راقٍ، وتحقيق مبدأ الدقة والمهنية في إدارة الأخبار والبعد عما يؤجج الأزمات، وكل هذا لا يتحقق إلا بالتوعية والتدريب على آليات التفاعل مع متغيرات العولمة الإعلامية.
إن ما أدعو له من تطبيق الرؤية المنهجية المقترحة للتربية الإعلامية، وتحقيق متطلبات التطبيق التمكيني للتربية الإعلامية كمدخل للتعليم المستمر بالجامعات، سوف يؤدي بالضرورة إلى تحسين ملحوظ في جودة إنتاج الرسائل الإعلامية من قبل طلاب الجامعات على وجه الخصوص، وإلى حسن تلقي الرسائل الإعلامية في آن واحد؛ مما يؤكد أهمية تضمين التربية الإعلامية في المناهج الدراسية.
مرحبًا بكل جديد في مجال الإعلام، ونحن على أهبة الاستعداد للتعامل بجدية وفاعلية مع كل ما يرفع من شأن وطننا ويحافظ على هويتنا ويحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها، ويديم عزها بين الأمم.