تعبيرية
تعبيرية
الأحد 11 فبراير 2024 / 17:21

الموظف الموهوب المبدع حاجة وطنية

الموهبة منحة من الله سبحانه وتعالى، ولكن الاستفادة من الموهبة هي المحكُّ الرئيس لأي مؤسسة كانت، فالموظف الموهوب هو الاستثمار الأمثل ليس فقط للمؤسسات، بل للحكومات أيضاً، لأن رأس المال الحقيقي للمؤسسات الحكومية هو الموظَّف المبدع والموهوب، ولذا فإنه لا بدَّ من استقطاب الموظف المتميز المليء بالشغف والحماسة، بل إن ذلك يمثِّل مطلباً وطنياً، من أجل خلق بيئة عمل فعالة ومثمرة.

من الأهمية بمكان أن يحظى أبناء هذا العصر من الموهوبين بالفرص الواعدة

ومن الأهمية القصوى أن يكون الموظفون الموهوبون غير مقيدين بمهامَّ بعيدة عن مواهبهم، كما لا بد أن يتمتعوا بالأمن الوظيفي العالي، وأن يتلقوا الحوافز المادية والمعنوية المطلوبة بطريقة أو بأخرى.
ومن أهم سماتهم الشخصية امتلاك الشجاعة الكافية في أمر ما في المؤسسة، كما أنهم يتمتعون بمرونة عالية في التفكير، والقدرة على تقبُّل الأشياء الجديدة، والتفاعل مع من حوله بمرونة عالية، مما يؤثر في بيئة العمل، ويظهر أثره في الحراك الاقتصادي، ومن مؤهلات الموظف المبدع الذكي القدرة على مهارات التواصل السليمة، وحل المشكلات، فهم ليسوا موظفين تقليديين بل مبتكرين للحلول المميزة والاستثنائية وهم السر وراء نجاح الكثير من المؤسسات والشركات العالمية.
هذا بالإضافة إلى تمتعه بالخبرة العملية، وبالذكاء والموهبة، والبراعة في التعامل مع المشكلات وحلها وإدارة الأزمات والمخاطر، والقدرة على توظيفها في عملية صنع القرار، وأن لديه قدرة على تحقيق الأهداف المرجوة وكفاءة عالية في المشاركة والتي هي من أهم عوامل نجاح مؤسسته، والتواصل الحيوي مع من حوله، ويمكنه خلق فرص ذكية داخل القطاع الخاص به، وأهم إنجازاته في مجال عمله هو إخلاصه وولاؤه للمؤسسة، كما أنه يدير الأزمات بطريقة مختلفة وبأسلوب غير متوقع، وذلك عبر تقديم أفكار خلاقة.
لكن الحقيقة أنهم يشعرون بالتذمر سريعاً، لا يستقرون في وظائفهم كثيراً، لذا فالحفاظ عليهم أمر تقع مسؤوليته الأولى على أصحاب القرار في كل مؤسسة. وتحتم المسؤولية الوطنية بأن يكون هناك قسم خاص يهتم بالمتميزين والكفاءات الوطنية الفذة.
إننا في أمسِّ الحاجة في الوقت الراهن إلى التنقيب عن هؤلاء الموظَّفين الموهوبين، وتأهيلهم وتدريبهم، ووضعهم في المكان المناسب لهم في المجالات المختلفة والحيوية، وإفساح المجال لهم للإبداع بحرية، لأننا بحاجة إلى العقول البشرية الفذة القادرة على أسطرة الواقع الحضاري لدولتهم.
وتعتبر هذه المنهجية للبحث عن العقول الفذَّة مناسبة لإدارة المؤسسات والشركات، فهناك الكثير من الجامعات العالمية ترى أن الأهمية القصوى تكمُن في إدارة هذه العقول المتميزة، خاصة في المجال "الأكاديمي"، وهذا التوجُّه سوف يساعد بشكل أساسي في رفع رأس المال البشري، فلا شك أن الموظفين الموهوبين هم نواة للمستقبل، ولا بد من تبني هذه المواهب والصفوة والنخبة وجذبهم، وجعلهم في مقدمة الصفوف.
ومن الأهمية بمكان أن يحظى أبناء هذا العصر من الموهوبين بالفرص الواعدة على الصعيد المهني، وتعزيز نظرتهم الإيجابية إلى مستقبلهم، ومنحهم احترامهم المستحق، وتقديرهم سواء مادياً أو معنوياً، لأن الاستثمار في العنصر البشري هو أهم أنواع الاستثمار، وهو الأكثر نفعاً، سواء للمؤسسات أو حتى على مستوى الدولة بشكل عام.
من هنا أقول إنه يتوجب على المؤسسات أن تنظر لهؤلاء الموهبين بعين الاهتمام والرعاية وأن توليهم عنايتها، وتجعلهم في المناصب التي تتناسب مع مواهبهم ومؤهلاتهم.