رئيس أركان الجيش الأمريكي راندي جورج في مركز للتدريب
الجمعة 23 فبراير 2024 / 10:43
خلصَ البنتاغون إلى دروس عظيمة من الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا والتي دخلت عامها الثالث ولا تبدو في الأفق أي إشارة إلى أنها ستضع أوزارها قريباً.
سلّطت الحرب الضوء على الحاجة إلى التكيف مع الطبيعة المتقلبة للحروب
ووفقاً لصحيفة
"واشنطن بوست"، أدرك الكونغرس
الأمريكي أن حسابات ميدان المعركة تغيرت تغيراً شاملاً منذ آخر عملية نشر للقوات الأمريكية على نطاقٍ واسع، إذ زاد استخدام الأسلحة فائقة الدقة وأساطيل الطائرات المسيرة والمُراقبة الرقمية، ووسَّعَ هذا الاستخدام نطاق الحرب إلى ما يتجاوز الخطوط الأمامية للقتال، مما شكَّلَ مخاطر جسيمة على الأفراد.
فرص بحثية عظيمة
وقالت الصحيفة في تقريرها: "أمَدَّت الحرب في أوكرانيا البنتاغون أيضاً بفرصٍ بحثية عظيمة من الممكن أن يسترشد بها استراتيجياته المستقبلية، وثمة دراسة بالغة السرية امتدت على مدار عام كامل واستُخلصت من الحرب بين طرفي الصراع ستساهم مساهمةً عظيمة في تطوير استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية التالية، وتتسق وثيقة الاستراتيجية هذه مع الأولويات العديدة للبنتاغون الأمريكي وتوجِّه عملية صنع القرار فيه".
ومن بين النتائج البارزة التي خلصت إليها هذه الدراسة الحاجة إلى رصد محسَّن ومساءلة أفضل عن الدعم العسكري المُقدم إلى أوكرانيا ومن ثم إلى غيرها من الدول الحليفة التي يمكن أن تتعرض لما تتعرض له أوكرانيا.
وكشف تقرير وضعه المراقب العام لوزارة الدفاع الأمريكية عن أن مسؤولي الدفاع والدبلوماسيين الأمريكيين أخفقوا بشدة في مراقبة نحو 40 ألف سلاح أُرسلَ إلى أوكرانيا.
وهذه الأسلحة التي تشمل دبابات وأنظمة دفاع جوي وأجهزة إطلاق قذائف مدفعية وذخيرة حية كان من المفترض مراقبتها عن كثب، نظراً لأثرها في ميدان المعركة واستقطابها لتجار السلاح ومهربيه، ولا يقدِّم التقرير أي أدلة على سوء استخدام هذه الأسلحة، غير أنه يسلط الضوء على الحاجة إلى اتباع ممارسات مراقبة أفضل بكثير من الممارسات القائمة حالياً.
وسمحت الحرب في أوكرانيا أيضاً للجيش الأمريكي بدراسة تعقيدات خوض حرب برية واسعة النطاق بالأسلحة الحديثة.
وأثَّرَت دراسة الجيش الأمريكي تلك على متطلبات أسلحة الجيش، وربما أفضت إلى تعديلات في برامج النماذج الأولية السريعة للأسلحة.
ومن بين المجالات ذات الأهمية الخاصة الدفاع عن النفس في مواجهة الطائرات المُسيرة، إذ إن الصراع الدائر في أوكرانيا شهد استخداماً واسع النطاق لطائرات مُسيرة صغيرة كان لها أثر كبير في ترجيح كفة القتال.
تحديات الدعم الأمريكي لأوكرانيا
ورغم ذلك، كانت هناك تحديات في سياق دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا. فقد صرَّح البنتاغون الأمريكي بأن الأسلحة الأمريكية التي أُرسِلَت إلى أوكرانيا تتعثر لأن الولايات المتحدة لا تستطيع مد يد العون في إصلاحها وصيانتها.
وعزا التقرير ذلك إلى حجب الكونغرس لمزيد من التمويل لأوكرانيا، وهو القرار الذي لم يفضِ إلى حظر المساعدات الجديدة وحسب، وإنما امتد ليشمل حظر الدعم المستمر للمعدات الحالية أيضاً.
وتجلى أيضاً للولايات المتحدة من واقع الحرب في أوكرانيا الدور الذي أدّته تركيا في الصراع، وعلاقتها بروسيا التي كانت مصدراً للقلق لكل من الولايات المتحدة وحلفائها.
وختاماً، أتاحت الحرب في أوكرانيا رؤى ثاقبة عظيمة النفع للبنتاغون، إذ سلّطت الضوء على الحاجة إلى التكيف مع الطبيعة المتقلبة للحروب، والارتقاء برصد الولايات المتحدة لمساعداتها العسكرية وضمان المساءلة عليها، والتعاطي مع التحديات التي تواجه تقديم الدعم المستمر للمعدات في أرض المعركة.
وأكد التقرير أن استراتيجيات البنتاغون المُستقبلية وخططه وعمليات صنع قراراته كلها ستسترشد بهذه الدروس.