طفل فلسطيني وسط الأنقاض في غزة (أرشيف)
طفل فلسطيني وسط الأنقاض في غزة (أرشيف)
الثلاثاء 26 مارس 2024 / 16:21

نيويورك تايمز: قرار وقف النار في غزة تأخر كثيراً

أتاح امتناع واشنطن عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة تمرير أول إجراء ناجح في أعلى هيئة لصنع القرار في الأمم المتحدة منذ أكثر من خمسة أشهر من الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية ضد حركة حماس المسلحة، وسلط الضوء على اتساع الخلاف بين إدارة الرئيس جو بايدن والحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو.

قرار مجلس الأمن لا أهمية عملية له عندنا.

وخلافاً لقرار  دعمته الولايات المتحدة وفشل المجلس في تمريره في الأسبوع الماضي، فإن القرار الذي دعمته روسيا والصين، لم يربط الدعوة لوقف إطلاق النار بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس. وبدل ذلك، صاغها أحكاماً منفصلة ومستقلة تنفذ خلال شهر رمضان، وأمل أن تؤدي الهدنة الفورية إلى "وقف إطلاق نار مستدام".
ولكن صحيفة "واشنطن بوست" ترى أن بالنسبة لكثيرين في غزة، فإن قرار مجلس الأمن متأخراً جداً في منتصف شهر رمضان، بعدما أدت الحملة الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال، وأجبرت الغالبية العظمى من السكان على الفرار من منازلهم وأغرقت أكثر من نصفهم في مجاعة فعلية.
واعتبر المسؤولون الأمريكيون رد فعل نتانياهو على امتناعهم عن التصويت جزءاً من مواقف رئيس الوزراء في معاركه للبقاء السياسي في الداخل.

كما تدخل نتانياهو في الانقسامات الحزبية في واشنطن، حيث ظهر في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وجهوا انتقادات للمشرعين الديمقراطيين وإدارة بايدن. لكن منافسيه المحليين رفضوا أيضاً تأثير القرار، الذي اعتبره المسؤولون الأمريكيون "غير ملزم".

بيني غانتس

وقال بيني غانتس، الخصم السابق لنتانياهو والوزير في الحكومة الحالية في زمن الحرب إن "لدولة إسرائيل التزام أخلاقي بمواصلة القتال حتى إعادة الرهائن، وإزالة تهديد حماس وهذا ما سنفعله... قرار مجلس الأمن لا أهمية عملية  له عندنا".
وواصلت القوات الإسرائيلية، يوم الاثنين، مداهمتها لمستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسط مزاعم إسرائيلية عن وجود حركة حماس فيه. وهددت إسرائيل أيضاً بوقف التعاون مع أونروا التي يصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ "شعاع الضوء الوحيد للملايين" الذين يعيشون على دعمها.
ومن خلال كل هذا، عملت واشنطن جنباً إلى جنب مع إسرائيل، حيث أعطت الضوء الأخضر لزيادة نقل الأسلحة لتعزيز حملات القصف التي يشنها الجيش الإسرائيلي. ويقول المراقبون المخضرمون للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إن بايدن كان متردداً جداً في تسليط النفوذ الكبير الذي تتمتع به واشنطن على الدولة العبرية، بما في ذلك حجب المساعدات العسكرية أو فرض شروط عليها.

 


وتقول الصحيفة: "هذا شيء فعلته حتى الإدارات الجمهورية في القرن العشرين، رغم أن الحكومات الأمريكية الأخيرة كانت أكثر حرصاً على إبقاء إسرائيل قريبة".
ولفت مارتن إنديك، المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في إدارة باراك أوباما إلى أنه "في السنوات الأخيرة، تضاءلت الرغبة في استخدام علاقة المساعدات وسيلة ضغط بشكل كبير... علاقة التبعية موجودة، فقط في انتظار استخدامها."

شراء الوقت

ولا يجد المنتقدون الفلسطينيون للنهج الأمريكي سبباً يذكر للتفاؤل في الخلافات الطفيفة بين بايدن ونتانياهو. وكتب طارق كيني الشوا من "الشبكة"، وهي مؤسسة فكرية فلسطينية، أن الجهود التي يدعي البيت الأبيض أنه يبذلها لكبح جماح إسرائيل والإسراع بتقديم المساعدات إلى غزة، هي "شراء وقت لإسرائيل من خلال تشتيت انتباه الجمهور بخطابات متغطرسة حول حقوق الإنسان والمخاوف على المدنيين الفلسطينيين"، بينما يبذلون كل ما في وسعهم لضمان استمرار تدفق الأسلحة إلى إسرائيل دون انقطاع.


وتطرح حكومات خططاً غامضة وهشة لإدارة غزة، وتعتمد على إذعان سياسي إسرائيلي لم يتحقق بعد، وعلى تحييد حماس الذي قد يكون مستحيلاً، وعلى الأموال الدولية التي لم تجمع بعد.
وكتب جيسون بيرك، من صحيفة "غارديان"، في مقال متشائم  بمستقبل غزة بعد الحرب: "قليلون يعتقدون أنه يمكن تشكيل أي نوع من قوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات، أو أن دول الخليج ستخصص المبالغ الهائلة اللازمة لإعادة الإعمار... والنتيجة هي انزلاق بطيء نحو الخيار الافتراضي، حيث يتولى الرجال الذين يستطيعون حشد القوة السيطرة".