الرئيسان الأمريكي جو بايدن والأسبق باراك أوباما.
الرئيسان الأمريكي جو بايدن والأسبق باراك أوباما.
الجمعة 19 أبريل 2024 / 16:55

العالم يدفع ثمناً باهظاً لإرث سياسات أوباما

لو أطْلَقَت دولة 186 طائرة مُسيرة متفجرة و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض - أرض من ثلاث جبهات مختلفة على أهدافٍ مدنية داخل الولايات المتحدة، فهل سيصف الرئيس الأمريكي جو بايدن ذلك بـ"الانتصار"؟

نشهد الآن عواقب استرضاء الأيديولوجيين المتطرفين

ويقول ديفيد هارسانيي، محرر أول في مجلة "ذا فيدراليست" إن هذا هو ما يُطالب به جو بايدن وأعوان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما والمنخدعون بالإيرانيين وخصوم إسرائيل الذين أحاطَ نفسه بهم.

سرطان متفشي في الحزب الديمقراطي

ويرى أن نظرة هؤلاء للعالم سرطان تفشى داخل الحزب الديمقراطي. بالنسبة لهؤلاء، يقول الكاتب، ستكون إسرائيل دائماً الطرف الشرير.

وإذا لم يكن قتل النظام الإيراني لأكثر من 600 جندي أمريكي قادراً على التخفيف من حدة هذه العداوة، فإن 1300 قتيل يهودي بالتأكيد لن يفوا بالغرض. 

وأضاف هارسانيي: بدايةً، كانت جهودجاريد كوشنر، مستشار الرئيس السابق دونالد ترامب، في السياسة الشرق أوسطية أنجح بكل المقاييس، لا من جهود أوباما فقط وإنما أيضاً من الإخفاقات التي عانت منها المنطقة على مدى عقود.

وقوَّضَت إدارة الطموحات الإيرانية، وسرعان ما أهدرَ بايدن تلك المكاسب، وعادَ إلى سياسة تعزيز إيران.

ويحذر الكاتب من "إننا نشهد الآن عواقب استرضاء الأيديولوجيين المتطرفين. ربما يكون أوباما قد أرسلَ إلى الملالي أموالاً طائلة في الخفاء، لكن إدارة بايدن دعمت الحرس الثوري علناً بدفع فدية قيمتها 6 مليارات دولار، وتخفيف عقوبات بلغت قيمتها على الأقل 25 مليار دولار، بما في ذلك 10 مليارات دولار عن طريق الإعفاء، وعلينا ألّا ننسى أيضاً أنّ أحد قرارات بايدن الأولى في السياسة الخارجية كان قَلْب سياسة عهد ترامب بالإفراج عن الملايين لحماس، ورفع اسم الحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب". 

حيرة وإجابة عقيمة

من المحير، يقول الكاتب، أنَّ بايدن كان يعلم على الأرجح أنّ إيران ستمضي قدماً في هجومها ومع ذلك أجابَ إجابته العقيمة بالقول: "لا أعرف" عندما سأله مراسلو الصحف عن ذلك.
والواقع أن موقف إدارة بايدن هو أن الوجود العسكري والدفاعي لإسرائيل يهدف إلى السماح لإيران بأن تُنفِّس عن غضبها بطريقةٍ صبيانية وتحفظ ماء وجهها. إن الهجوم الإيراني ليس سوى هجوم "رمزي" لأنه باء بالفشل.

وبحسب المسؤولين، فإن الهجوم الذي استهدف المدنيين عشوائياً كان يُرَاد منه إحداث "إصابات جماعية"، ويرى الكاتب أنه لمجرد أنك تصوب سلاحك على أحدهم وتخطئ هدفك لا يعني ذلك أنك لا تحاول قتله، فمع أن الإيرانيين تعرضوا للحرج، على الأرجح يعتبرون هذا الأمر انتصاراً، كما أنهم تجاوزوا خطاً أحمر بقصفهم إسرائيل من أراضيهم.
ولفت الكاتب إلى أن الديمقراطيين لم يلقوا اللوم على حماس أو إيران، بل على عدوهم الوهمي، بنيامين نتانياهو، لمحاولته "جرّ" العالم إلى الحرب.