علم إيران في مدينة أصفهان (أرشيف)
علم إيران في مدينة أصفهان (أرشيف)
السبت 20 أبريل 2024 / 11:33

الضربات الإسرائيلية والإيرانية تغير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط

تدفع إسرائيل وإيران منطقة الشرق الأوسط إلى عصر خطير من الضربات العسكرية المتبادلة بشكل علني على أراضي كل منهما، والكرة أصبحت الآن في ملعب إيران بعد أن شنت إسرائيل ضربات قرب مدينة أصفهان أمس الجمعة.

وحسب تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، اختارت إسرائيل هدفاً داخل إيران بدل الرد على وكلائها في سوريا والعراق، وترغب في زيادة حجم المواجهة بشكل كبير ما ينذز بخروج المواجهة عن السيطرة.

كما تحاول الضربات الإسرائيلية إظهار قدرتها على التهرب من الدفاعات الإيرانية متى شاءت وعلى مقربة من المنشآت النووية الإيرانية في حين أنها لا تخلق وضعاً من شأنه أن يجبر إيران على الرد بقوة، فأي تصعيد آخر قد يدفع الخصمين نحو حرب شاملة.

حرب إقليمية كبرى

وقال التحليل إن الخطر في محاولة اجتياز هذا المسار الضيق هو أن المنطقة أصبحت على حافة الهاوية بعد ستة أشهر من الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، وأن التوترات السياسية حادة للغاية داخل كلا البلدين لدرجة أنه من الصعب على كل جانب أن يقيم بدقة كيف يمكن أن يحدث ذلك.

وقبل ساعات من الضربات الإسرائيلية، قالت إيران إن أي هجوم إسرائيلي سيقابل برد قوي. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لشبكة  سي إن إن: "مثل هذا الإجراء سيكون فورياً وعلى أقصى مستوى"،  إذا هاجمت إسرائيل.

ومع ذلك، ظهرت مؤشرات مبكرة يوم الجمعة على أن إيران مستعدة لإنهاء هذه المرحلة المحددة من التصعيد دون تصعيد، وأن إسرائيل، رغم رفضها الدعوات الدولية لضبط النفس، ربما تتقبل المخاوف الأمريكية والغربية من إمكانية إشعال حرب إقليمية كبرى.

ويمثل الهجوم الإسرائيلي على إيران أيضاً رفضاً من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لنصيحة الرئيس جو بايدن باعتبار الاعتراض الناجح لجميع الطائرات دون طيار والصواريخ الموجهة نحو إسرائيل بمثابة انتصار. وقال الرئيس إن العملية الدفاعية الضخمة أثبتت أن إيران لا يمكن أن تشكل تهديداً لأمن إسرائيل وأن المزيد من الانتقام ليس مطلوباً.

والآن تعمل إسرائيل وإيران على دفع الشرق الأوسط إلى عصر جديد وخطير بتجاوز المحظور الذي يمنعهما من توجيه ضربات عسكرية علنية إلى أراضي الطرف الآخر.

عواقب خطيرة

وبينما يبدو أنه كانت هناك جهود من إسرائيل للنظر في المخاوف الأمريكية والغربية من حرب أوسع نطاقاً، فقد تجاهل نتانياهو مناشدات بايدن، الذي واجه أيضاً أن إسرائيل دولة ذات سيادة، ورغم اعتمادها القوي على الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن تسمح على الإطلاق بهجوم موجه على أراضيها دون رد.

وفي أعقاب التطورات الأخيرة، تركز واشنطن على جهد جديد لوقف تصاعد التوتر بشكل أكبر بينما تنأى بنفسها عن الإجراء الإسرائيلي، حسب التحليل.

وأوضح البيت الأبيض في الأيام الأخيرة أنه لن ينضم إلى أي أعمال هجومية إسرائيلية ضد إيران. لكن يكاد يكون من المؤكد استدعاء القوات العسكرية الأمريكية للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى في حالة انتقام إيراني كبير. 

وستكون العواقب السياسية خطيرة على الرئيس بايدن قبل انتخابات الرئاسة المقبلة، حيث يقول المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب إن العالم يخرج عن السيطرة في عهده. ودفع بايدن بالفعل ثمناً باهظاً بين الناخبين التقدميين والشبان والعرب الأمريكيين بسبب دعمه لإسرائيل، الأمر الذي قد تكون له آثار خطيرة على أدائه في الولايات المتأرجحة التي ستحسم الانتخابات الرئاسية.

وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي البارز ومفاوض السلام المخضرم في الشرق الأوسط، لشبكة "سي إن إن"، إنه حتى لو مرت هذه المرحلة دون انتقام إيراني كبير، فإن الحقيقة هي أن إسرائيل وإيران ستخوضان هذا الصراع التنافسي، ولا يوجد حل لمشكلة وكلاء إيران. لا يوجد لأن إيران دولة على عتبة الأسلحة النووية. وستكون هذه العلاقة معلقة فوق المنطقة وربما المجتمع الدولي.