طائرات إيرانية. (رويترز)
طائرات إيرانية. (رويترز)
الإثنين 22 أبريل 2024 / 11:02

هل تستطيع الدفاعات الإسرائيلية وحدها ردّ هجمات متزامنة؟

قال الكاتب، إلياس زنانيري، في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه على الرغم من التهديد الذي تشكله إسرائيل، إلا أن دفاعها الجوي غير مستعد لهجمات جوية متزامنة من عدة جبهات، مشيراً إلى أن الضربة التي شنتها إيران على إسرائيل، الأسبوع الماضي، حولت إيران إلى لاعب رئيسي في المنطقة.

ورأى الكاتب الإسرائيلي أن إيران لم تهاجم إسرائيل تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني أو دفاعاً عن القضية الفلسطينية، كما أنها لم تطلق صواريخها نيابة عن تنظيم "حزب الله" أو الجماعات في سوريا أو الحوثيين في اليمن.
وأضاف تحت عنوان "الدروس التي على إسرائيل أن تتعلمها من الهجوم الإيراني"، أن الدافع وراء الهجوم الإيراني هو استراتيجية سياسية تهدف إلى تحطيم الهيمنة الجوية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، مشدداً على أنه من الآن فصاعداً، يتعين على القوات الجوية الإسرائيلية أن تفهم أن هناك لاعباً جديداً قوياً قد انضم إلى سباق التفوق الجوي في المنطقة. 

 رسالة إيرانية

وقال إن الرسالة الإيرانية كانت واضحة، ومفادها أن أي ضربة إسرائيلية على أي هدف إيراني سواء في لبنان أو سوريا أو إيران نفسها، سوف يقابلها هجوم انتقامي فوري بنفس الحجم، موضحاً أن ميزان الردع الاستراتيجي الإسرائيلي تعرض للتدمير إلى الحد الذي قد تحتاج إسرائيل فيه إلى عقود من الزمن لاستعادته.
ورأى الكاتب أنه إذا كانت إيران تهدف إلى توجيه ضربة قاتلة إلى إسرائيل، لما أخبرت نصف العالم بنيتها بتوجيه ضربة، مع تحديد المواقع والأطر الزمنية، وتابع: "تحتاج إسرائيل إلى دعم الولايات المتحدة في أي ضربة قادمة تخطط لها َضد إيران، وإذا قررت إيران كسر كل القواعد، وقلب الطاولة رأساً على عقب، وشن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، أو إذا خرج التصعيد بين الطرفين عن السيطرة وتحول إلى حرب شاملة، فإن فرص إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون مساعدة خارجية ضئيلة"، لافتاً إلى أنه كان من الصعب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية  وحدها إحباط الهجوم الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي.

سيناريو غير سار

وقال إنه لولا التدخل العسكري من جانب الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين ومساعدة الدول المجاورة، التي قيل إنها اعترضت وأسقطت بعض الطائرات بدون طيار، لكانت إسرائيل واجهت سيناريو غير سار قط، وكان من الممكن أن يؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا البشرية، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق للمناطق التي ضربتها الصواريخ والمسيرات. 

 بالون اختبار

ووفقاً للكاتب، كانت الضربة الصاروخية التي وقعت، الأسبوع الماضي، عبارة عن بالون اختبار أراد القادة العسكريون الإيرانيون من خلاله قياس ردود الفعل السياسية والتحديات العسكرية التي يمكن توقعها إذا قرروا مهاجمة إسرائيل في المستقبل، كما كان بالون اختبار للإسرائيليين، الذين تعلموا حدود قدراتهم الدفاعية الجوية، مستطرداً: "بغض النظر عما إذا كان أي هجوم إيراني في المستقبل سيكون رداً على هجوم إسرائيلي، أو مجرد قرار إيراني ببدء حرب مفتوحة، فإن إسرائيل تحتاج إلى شقيقتها الكبرى، الولايات المتحدة، لتكون هناك للمساعدة في الدفاع عن سمائها من الصواريخ القادمة".

الدور الروسي

ولفت إلى أن روسيا الآن حليف استراتيجي لإيران، والأسلحة المتقدمة التي يصنعها الروس الآن في أيدي الإيرانيين، بما في ذلك بطاريات صواريخ أرض-جو إس-300 القادرة على اعتراض وإسقاط القاذفة المقاتلة الأمريكية الرئيسية، إف-35. 

 سيناريو مرعب

وتخيل الكاتب موقف يتم فيه إطلاق الصواريخ في وقت واحد على إسرائيل من حزب الله في لبنان، والجيش السوري، والحوثيين في اليمن، وإيران أيضاً، موضحاً أن كلاً من هذه المجموعات لديها قدرة صاروخية لا يمكن إنكارها والتي ربما لن تدمر إسرائيل، ولكن يمكنها على الأقل أن تسبب صداعاً شديداً.
وأشار إلى أن إسرائيل تستطيع التعرف بسرعة على كل صاروخ يتم إطلاقه من البطاريات الإيرانية في إيران، لأن عامل الوقت في صالحها، مما يتيح الفرصة للدفاعات الجوية لاعتراض تلك الصواريخ وإسقاطها قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي، موضحاً أن أي صاروخ يتم إطلاقه من إيران يحتاج إلى 10 دقائق في المتوسط للوصول إلى إسرائيل، مما يمنح أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الوقت الكافي لحساب وجهة الصاروخ وتنبيه الأهداف المقصودة، إلا أن هذه القدرة غير فعالة عندما يتعلق الأمر باعتراض الصواريخ التي تطلق من البطاريات القريبة من إسرائيل، والقادرة على الوصول إلى أهداف إسرائيلية في غضون دقيقة أو دقيقتين مثل لبنان.


وقال إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست مصممة لمواجهة التهديد المتمثل في سقوط آلاف الصواريخ في جميع أنحاء البلاد في ضربة أو اثنتين من الضربات الضخمة، موضحاً أنه في مثل هذا السيناريو، ستتخذ إسرائيل قراراً بحماية المواقع الاستراتيجية، بما في ذلك المواقع العسكرية والصناعية، وفي الوقت نفسه، سيتعين على الغالبية العظمى من الجبهة الداخلية الاعتماد على الدفاعات المحدودة المتمثلة في الاختباء في الغرف الآمنة والملاجئ حتى نهاية الحرب، واصفاً هذا السيناريو بأنه مروع ولكنه "غير متوقع".