الإثنين 22 أبريل 2024 / 09:39

تصوير أدمغة عازفي الجاز يكشف أهمية التدفق الإبداعي

أجرى باحثون في جامعة دريكسيل تجربة قاموا فيها بتصوير للدماغ لعازفي الجيتار أثناء ارتجال عزف الجاز، لفهم عمليات الدماغ الرئيسية التي تكمن وراء التدفق الإبداعي.

ووفق "ستادي فايندز"، وضعت تجربة دريكسيل نظريتين متعارضتين حول التدفق، لمعرفة أيهما يعكس بشكل أفضل ما يحدث في أدمغة الناس عندما يولدون الأفكار.

وتقترح إحداهما أن التدفق هو حالة من التركيز المفرط المكثف على المهمة. بينما تفترض النظرية الأخرى أن التدفق ينطوي على استرخاء تركيز الفرد أو التحكم الواعي.

وفي التجربة شارك 32 عازف غيتار، تراوح مستوى خبرتهم من المبتدئ إلى المخضرم، كما يعكسه عدد العروض العامة التي قدموها.

ووضع الباحثون أغطية أقطاب كهربائية على رؤوسهم لتسجيل موجات الدماغ الخاصة بتخطيط كهربية الدماغ أثناء ارتجالهم لتسلسلات الوتر والإيقاعات التي تم توفيرها لهم.

وإلى جانب تقييم الموسيقيين لأنفسهم من حيث درجة التدفق التي شهدوها خلال كل أداء، تم تشغيل تلك التسجيلات لاحقاً أمام محكمين خبراء لتقييم مستواها الإبداعي.

نتائج التصوير

أظهر الموسيقيون الذين كانوا يعيشون حالة من التدفق أثناء الأداء انخفاضاً في النشاط في أجزاء من فصوص الدماغ الأمامية المعروفة بتورطها في الوظيفة التنفيذية أو التحكم المعرفي.

بمعنى آخر، ارتبط التدفق باسترخاء التحكم الواعي، أو الإشراف على أجزاء أخرى من الدماغ.

وعندما عزف الموسيقيون الأكثر خبرة وهم في حالة تدفق، أظهرت أدمغتهم نشاطاً أكبر في المناطق المعروفة بأنها تشارك في السمع والرؤية، وهو أمر منطقي نظراً لأنهم كانوا يرتجلون .

في المقابل، أظهر الموسيقيون الأقل خبرة القليل جداً من نشاط الدماغ المرتبط بالتدفق.

وقال الباحثون: "لقد فوجئنا عندما علمنا أن الإبداع في حالة التدفق يختلف تماماً عن الإبداع غير التدفقي".

وتوصلت النتائج إلى أن الذين يرغبون في الاستفادة من التدفق عليهم التدريب بكثافة، يتبعها تعلم التراجع والسماح لمهارة الفرد بالسيطرة.

والتدفق، أو "التواجد في المنطقة"، هو حالة من الإبداع المتزايد، والإنتاجية المعززة، والوعي السعيد الذي يعتقد بعض علماء النفس أنه أيضاً سر السعادة.

فهو يعتبر المسار السريع للدماغ نحو النجاح في الأعمال التجارية، أو الفنون، أو أي مجال آخر. ولكن من أجل تحقيق التدفق، يجب أولاً تطوير أساس قوي من الخبرة.