عناصر من الشرطة الأمريكية يتصدون لمظاهرة مناصرة لفلسطين في جامعة نيويورك (وكالات)
عناصر من الشرطة الأمريكية يتصدون لمظاهرة مناصرة لفلسطين في جامعة نيويورك (وكالات)
الثلاثاء 23 أبريل 2024 / 09:19

تصعيد واعتقالات ضد مؤيدي فلسطين في جامعات ييل ونيويورك وكولومبيا

اعتقلت الشرطة عشرات المحتجين المؤيدين للفلسطينيين في جامعتي ييل في كونيتيكت ونيويورك في مانهاتن أمس الإثنين، مع استمرار تردد صدى الحرب على غزة في حُرم الجامعات الأمريكية.

وجاءت الاعتقالات بعد ساعات من إلغاء جامعة كولومبيا حضور الطلاب لتهدئة التوتر في حرمها الجامعي بنيويورك، بعد أن سمحت إدارة الجامعة للشرطة بإخلاء مخيم نصبه طلاب احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية في غزة

وأظهرت مقاطع مصورة بثتها مواقع للتواصل الاجتماعي محتجين أوقفوا أمس حركة المرور في حرم جامعة ييل في نيو هيفن بكونيتيكت، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية.
وذكر موقع "ييل ديلي نيوز" الإخباري الذي يديره طلاب، أن الشرطة اعتقلت أكثر من 45 محتجاً. ولم يرد مسؤولو جامعة ييل على طلبات التعليق.
وفي نيويورك، تحرك الضباط لتفريق حشد جامعة نيويورك بعد وقت قصير من حلول الظلام، حيث تحدى مئات المتظاهرين لساعات تحذيرات الجامعة بأنهم سيواجهون عواقب إذا لم يخلوا الساحة التي تجمعوا فيها. 

وأظهر مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الشرطة وهي تزيل الخيام في مخيم المتظاهرين.
واشتبك المتظاهرون مع الضباط وهتفوا قائلين: "لن نتوقف، لن نهدأ. اسحبوا الاستثمارات".
وقال متحدث باسم شرطة نيويورك، إن الاعتقالات تمت بعد أن طلبت الجامعة من الشرطة فرض مخالفات التعدي على ممتلكات الغير، لكن العدد الإجمالي للاعتقالات سيظل مجهولاً حتى وقت لاحق. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وبدأت الاحتجاجات في مقار جامعات ييل وكولومبيا ونيويورك وغيرهما في أنحاء الولايات المتحدة، رداً على أحدث تصعيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي بدأ في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بهجوم لحركة حماس ثم هجوم إسرائيل على قطاع غزة الذي تديره الحركة.
وأشار مدافعون عن حقوق الإنسان إلى تصاعد عام في التحيز والكراهية لليهود والعرب والمسلمين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وتزايد القلق في الآونة الأخيرة مع بدء عطلة عيد الفصح اليهودي أمس الإثنين. 
وقالت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق، وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفي وطلاب الجامعة أمس، إن الجامعة ألغت حضور الطلبة وانتقلت إلى التدريس عبر الإنترنت "لتخفيف الضغينة، ومنحنا جميعاً فرصة للنظر في الخطوات التالية".
وفي خطوة استثنائية استنكرها بعض أعضاء هيئة التدريس، استدعت شفيق الأسبوع الماضي شرطة نيويورك لإخلاء خيام أقامها محتجون في الحديقة الرئيسية لمطالبة الجامعة بسحب الاستثمارات المتعلقة بأنشطة إسرائيل.
وقالت الجامعة إن إقامة الخيام تنتهك القواعد. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 طالب من كولومبيا وبارنارد كوليدج المجاورة لاتهامهم بالتعدي على ممتلكات الغير. وأوقفت كولومبيا وبارنارد عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات عن الدراسة مؤقتاً.
وقالت شفيق التي أدلت بشهادة الأسبوع الماضي أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكي دافعت فيها عن رد الجامعة على معاداة السامية المزعومة: "تم استغلال هذا التوتر وتضخيمه من أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا جاءوا إلى الحرم الجامعي لتحقيق قائمة أولوياتهم.. نريد إعادة الأمور لنصابها".
وطالب الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عضو ديمقراطي واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، باستقالة شفيق في رسائل وبيانات أمس الإثنين.
ونشرت إدارة شرطة نيويورك عشرات من أفرادها في شوارع مانهاتن المزدحمة حول حرم جامعة كولومبيا بعد نشوب مواجهات غاضبة بين المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل.
وقال كبير المتحدثين باسم الشرطة طارق شابارد، في مؤتمر صحفي أمس الإثنين، أمام الحرم الجامعي: "تلقينا تقارير تفيد بأن طلاباً إسرائيليين كانوا يسيرون في الحرم الجامعي تم انتزاع أعلامهم منهم، وخطفها من أيديهم.. لكننا لم نتلقّ أي تقارير عن إلحاق أي أذى بدني بأي طالب". 

وأمضى الطلاب المحتجون بضع ليالٍ نائمين في العراء على العشب، ونصبوا خياماً مرة أخرى. وأقام الطلاب صلوات الإسلام واليهودية في المخيم،  وأقيمت مخيمات مماثلة مؤيدة للفلسطينيين في إيمرسون كوليدج في بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج المجاورة.
وانضم أكثر من 100 من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا إلى الطلاب أمس تضامناً في المخيم، حيث من المقرر إقامة مأدبة في الهواء الطلق للاحتفال باليوم الأول من عطلة عيد الفصح اليهودي.

"يستحق الشجب وخطير"

وقال الرئيس جو بايدن في بيان أمس الأحد، إن إدارته تضع كامل قوة الحكومة الاتحادية في خدمة حماية الجالية اليهودية.
وأضاف "حتى في الأيام القليلة الماضية، شهدنا مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود. معاداة السامية الصارخة هذه تستحق الشجب وأمر خطير، ولا مكان لها بالمرة في الحرم الجامعي، أو أي مكان في بلدنا".
وقال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز في بيان أمس الأحد، إنه "يشعر بالفزع والاشمئزاز من معاداة السامية التي يتفوهون بها في حرم جامعة كولومبيا وحولها". واستشهد بامرأة كانت "تصرخ: نحن حماس، أو مجموعات من الطلاب يهتفون: لا نريد صهاينة هنا".
وانتقد منظمو تحركات الطلاب من مخيم جامعة كولومبيا تصريحات بايدن وآدامز وادعاءاتهما بمعاداة السامية، قائلين إن بعض المنظمين يهود وإن وسائل الإعلام ركزت على "المثيرين للتوتر وهم لا يمثلوننا".
وقالوا في بيان: "نرفض بحزم أي شكل من أشكال الكراهية أو التعصب، ونتوخى الحذر ممن ليسوا طلاباً ويحاولون العصف بالتضامن الذي يتشكل بين الطلاب، من زملاء ورفاق فصول فلسطينيين ومسلمين وعرب ويهود وسود ومؤيدين للفلسطينيين".
وقالت ليا سالم، وهي طالبة في السنة الثانية بجامعة بارنارد، إنها كانت واحدة من 15 طالباً يهودياً اعتُقلوا في حديقة كولومبيا الأسبوع الماضي: "من الواضح للغاية بالنسبة لنا أن الناس في الخارج لا يفهمون معنى هذا المخيم". وأضافت أن انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية.
وأردفت أن الطلاب "ينددون بشدة بهؤلاء المتعصبين" الذين ضايقوا الطلاب اليهود في الشوارع العامة حول الحرم الجامعي.
وقال نشطاء طلابيون إنهم يطالبون الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من الأعمال الإسرائيلية في غزة، وبالشفافية في الاستثمارات المالية للجامعة، وبالعفو عن الطلاب الخاضعين للتأديب من الجامعة بسبب دعواتهم لتحرير فلسطين.
وكتبت رئيسة جامعة كولومبيا في بريدها الإلكتروني الخاص بالحرم الجامعي تقول، إنه يتعين على المحتجين قبول الحلول الوسط. وأضافت شفيق "يتعين ألا تملي مجموعة واحدة الشروط وتحاول تعطيل المراحل المهمة مثل التخرج لدعم وجهة نظرها".
ومن المقرر بدء حفلات التخرج في الجامعة في 15 مايو (أيار).