عسكري إسرائيلي قرب صاروخ باليستي إيراني سقط قرب قاعدة عسكرية
عسكري إسرائيلي قرب صاروخ باليستي إيراني سقط قرب قاعدة عسكرية
الثلاثاء 23 أبريل 2024 / 12:35

الحرب مع إسرائيل آخر ما تريده إيران

أثارت المواجهات المتبادلة بين إسرائيل وإيران القلق حيال تصعيد يجر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، لكن مثل هذه السيناريوات تبقى غير مرجحة، لأن إسرائيل وليس إيران ستستفيد من نزاع واسع.

تأكدت هشاشة إيران أكثر في ضوء مشاركة حلفاء إسرائيل في الدفاع عنها

كتبت لينا الخطيب في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن المصلحة الرئيسية لإيران تبقى الحفاظ على الذات، فهي تريد حماية منشآتها النووية داخل أراضيها، ونفوذها في الشرق الأوسط، وبشكل أساسي الجماعات التي تدعمها، مثل حزب الله.

وتواصل إيران الادعاء بأنها لم يكن لديها علم بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لأنها لا تريد من إسرائيل وحلفائها أن يستهدفوها، أو أن ينتقموا بطريقة تؤدي إلى تآكل دورها ونفوذها في المنطقة.
وبصرف النظر عن طبيعة التورط الإيراني بهجوم حماس غير المسبوق، فإن هذا البلد هو داعم مالي وعسكري رئيسي للحركة ويتحمل جزءاً من المسؤولية عن أفعالها.

كما أن إيران هي الراعي لميليشيات مختلفة تعمل في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان، ومروحة واسعة من المجموعات المسلحة في سوريا والعراق. 

وقالت الخطيب إن أياً من هؤلاء الوكلاء الآخرين لم يستخدم كل قوته في القتال الدائر مع إسرائيل، وحافظوا على تدخلهم في سياق محدود.

وإلى جانب الخطاب الإيراني المستمر الذي ينأى بنفسه عن المسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر(تشرين الأول)، فإن النطاق الضيق لعمل تلك الجماعات المدعومة من إيران، يظهر أن طهران في موقف دفاعي وليس هجومياً، وهي تدرك بشكل متزايد مدى التهديد الذي يتعرض له نظامها من إسرائيل، في وقت لا تملك فيه القدرة على الانخراط في حرب شاملة.

هجوم شامل

وبينما تنخرط إسرائيل بهجوم شامل على حماس، تسبب بدمار واسع في غزة، فإنها ترد على هجمات من قبل وكلاء آخرين على نحو استراتيجي.

وقتلت ضرباتها 300 من مقاتلي حزب الله. وفي سوريا، تهاجم مستودعات الأسلحة والقواعد العسكرية للمجموعات المدعومة من إيران. وتفوق الأضرار الناجمة عن هذه الهجمات بكثير الضرر الذي يلحقه وكلاء إيران بإسرائيل.
ويظهر هذا الرد الاستراتيجي أن إسرائيل لا تحتاج إلى استخدام القوة الشاملة لمحاولة إضعاف الجماعات المدعومة من إيران في أماكن مثل سوريا ولبنان. وفي لبنان، تمكنت إسرائيل من ضرب قادة حزب الله خلال تنقلاتهم في السيارات وأثناء الاجتماعات في منازل بالقرى. ومن خلال إظهار معرفتها بالأهداف المرتبطة بإيران ووسائل الوصول إليها، تبعث إسرائيل برسالة قوية إلى إيران بأنها عرضة للاستخبارات والمراقبة الإسرائيلية. وهذا يحد بشكل كبير من مدى استعداد إيران لتصعيد انخراطها في الحرب ضد إسرائيل.

هشاشة إيران

وتأكدت هشاشة إيران أكثر في ضوء مشاركة حلفاء إسرائيل بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا في عملية الدفاع عنها ضد الصواريخ الإيرانية في 13 أبريل (نيسان).

وبينما يمكن إسرائيل التباهي بأنها تملك مثل هذا الدعم الخارجي الذي لا يتزعزع، تفتقر إيران ووكلاؤها إلى مثل هذا الدعم. 

وتسعى طهران ووكلاؤها إلى حفظ ماء الوجه.

وبعد 7 أكتوبر، طلبت إيران من وكلائها فعل شيء لأن مؤيديهم وخصومهم على حد سواء كانوا يتوقعون منهم خطوة ما، بعد الخطوة الدراماتيكية التي قامت بها حماس.

وكان يمكن أن يزيدوا الضغط على إسرائيل عبر عمل جماعي مهم، لكن إيران لم تطلب منهم انتهاج هذه الطريق، إن دافع إيران الأساسي من وراء تدخلهم هي تقديم صورة عن نفسها كزعيمة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما.
وبحسب الكاتبة، فإن استخفاف إيران بالهجوم اللاحق على أصفهان في 19 أبريل (نيسان)، والذي يُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل، يتماشى مع رغبتها في الحد من المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

وتعرف إيران أن إسرائيل باستهداف أصفهان بالقرب من المنشآت النووية، تبعث لها برسالة حول ما يمكن لإسرائيل أن تفعله وإلى أين يمكن أن تصل.