بنيامين نتانياهو وجو بايدن (أرشيف)
بنيامين نتانياهو وجو بايدن (أرشيف)
الثلاثاء 23 أبريل 2024 / 13:58

عقوبات "نتساح يهودا" تهدد العلاقة الوطيدة بين أمريكا وإسرائيل

تتعدد الروابط السياسية والاقتصادية والمالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بحكم تاريخية العلاقة بين الطرفين التي لم تتأثر بأي خلافات كبيرة بين الجانبين، لكنّ ارتدادات الحرب المستمرة في غزة كان لها قول آخر، إذ أحدثت ثلمة في الجدار المتين، وقادت إلى عقوبات أمريكية على الجيش الإسرائيلي، هي الأولى من نوعها.

ورغم محدودية العقوبات الموجهة ضد كتيبة واحدة في الجيش الإسرائيلي، تعرف باسم "نتساح يهودا"، بعد تقارير موثقة عن ممارستها انتهاكات وتعذيباً ضد فلسطينيين في غزة والضفة الغربية، إلا أن صداها أحدث ضجة، ودفع قادة إسرائيل وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى التنديد والاستهجان والحشد ضد قرار الولايات المتحدة. 

وعلقت الصحافية العبرية على القرار الاستثنائي من زاوية مختلفة، بوصفه يؤسس لمرحلة خطرة، ويحمل تداعيات كبيرة، تضر على المدى البعيد بالعلاقة الوطيدة بين البلدين، وتفتح الباب أمام مزيد من العقوبات الأمريكية والغربية. 

ويقول الخبير القانوي الإسرائيلي الدكتور ماتان غوتمان في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن العقوبات مرحلة أولية تؤسس لإنهاء العلاقة الخاصة بين إسرائيل وأمريكا، وثغرة يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات دولية وسياسية وشخصية من قبل دول أخرى ومنظمات دولية على أي كيان إسرائيلي مرتبط بعلاقات مع الغرب، بدءاً من البنوك والقطاع المالي، إلى ضباط وجنود الجيش، وصولاً إلى الإسرائيليين الذين يعيشون في المستوطنات.

ويضيف الخبير القانوني أن العقوبات الجديدة بدون شك تؤثر على الجيش الإسرائيلي ككل، وعلى الاقتصاد، ومكانة إسرائيل الدولية. 

وأقرت العقوبات الأمريكية ضد كتيبة نيتساح يهودا بموجب قانون "ليهي" الصادر عام 1997، والذي ينص على امتناع الولايات المتحدة عن تقديم أي مساعدة أو إجراء أي تعاملات مع قوة عسكرية متهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ما لم يثبت ذلك. كما ينص على اتخاذ الدولة المعنية خطوات فعالة لمحاكمة المسؤولين في الوحدة العسكرية المتهمة بانتهاك حقوق الإنسان، وممارسة القتل العمد، والتعذيب، والإخفاء القسري، والاغتصاب. 

وسبق أن فرضت الولايات المتحدة النوع نفسه من العقوبات على وحدة من القوات الخاصة التابعة للجيش الإندونيسي متهمة بتنفيذ عمليات اختطاف وقتل مدنيين، وعلى وحدات عسكرية في باكستان، وبنغلاديش، وكولومبيا، وغواتيمالا، وهندوراس، وإندونيسيا، والمكسيك، ونيجيريا، وتركيا، وسريلانكا. 
ويرى غوتمان أن العقوبات بمثابة تعبير علني عن عدم ثقة الولايات المتحدة في النظام القضائي العسكري للجيش الإسرائيلي، وقدرته على فرض القانون بين جنوده.  

سابقة 

ويمثل قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات على كتيبة نيتساح يهودا سابقة، وسوف يخلص إلى أن نظام إنفاذ القانون الإسرائيلي قد فشل في الضفة الغربية، وبالتالي فمن الضروري فرض عقوبات دولية صارمة ضد مواطنيها المشاركين في النشاط الإسرائيلي في المنطقة.

ويضيف الخبير أن استخدام العقوبات ضد كتيبة نتساح يهودا مقلق للغاية ويعكس مدى قدرة إدارة بايدن لاستخدام هذا السلاح ضد إسرائيل. 


وبحسب غوتمان، فيبدو أن الولايات المتحدة قررت استخدام عقوبات قاسية ضد الجيش الإسرائيلي لإحداث تغيير جذري في سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

ويختم الخبير "إذا استمر هذا المنحى، فسيأتي اليوم الذي ستصدر فيه مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزراء إسرائيل، وكبار ضباطها، ولذلك يتعين على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لمنع فرض عقوبات أمريكية على الجيش".