جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة هاون  على مواقع روسية في دونيتسك الأوكرانية (أ ب)
جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة هاون على مواقع روسية في دونيتسك الأوكرانية (أ ب)
الثلاثاء 23 أبريل 2024 / 21:15

أوكرانيا على شفا خسارة معاقلها الرئيسية

حذر مراقبون من احتمال خسارة أوكرانيا لمدنها ومعاقلها الرئيسية أمام الجيش الروسي قبل أن تتمكن من استقبال المساعدات الأمريكية والغربية التي من بينها حزمة بـ61 مليار دولار، وافق عليها مجلس النواب الأمريكي، السبت الماضي.

وحققت القوات الروسية مكاسب متزايدة منذ استيلائها على أفدييفكا في دونيتسك في 17 فبراير (شباط)، حيث قالت كييف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد الاستيلاء على تشاسيف يار، في الشمال، في ذكرى يوم النصر في 9 مايو (أيار) يوم احتفال موسكو سنوياً بدورها في هزيمة ألمانيا النازية.

ويقدم الاتفاق الأمريكي السبت الماضي دفعة معنوية للقوات الأوكرانية التي تصد الهجمات في الأجزاء الشرقية والجنوبية من الجبهة، لكن على ضخ المساعدات أن يحيي قوة تقاتل بميزة 10 مقابل واحد أمام نيران المدفعية في بعض المناطق، كما يقول مراقبون لمجلة "نيوزويك".

وقال المحلل والمحارب الأوكراني السابق فيكتور كوفالينكو: "هذه الحزمة الأمريكية ستساعد الأوكرانيين بالتأكيد، لكنها لا تعني، للأسف، أن أوكرانيا ستفوز الآن بالحرب أو أنها ستفوز بها قريباً".

مساعدات أمريكية

وقال: "أوكرانيا، حتى وهي مسلحة بحزمة المساعدات الأمريكية بـ 61 مليار دولار، لا تزال تفتقر إلى العديد من الشروط المسبقة اللازمة، بما فيها  القوى العاملة المدربة والمتحمسة لاستعادة أراضيها".

وتابع "دون تعبئة وتدريب المزيد من الرجال الذين يريدون القتال حقاً لاستعادة أراضيهم، ستكون كييف معرضة لخطر إهدار حزمة المساعدات الأمريكية هذه للدفاع الجوي والضربات بعيدة المدى".

وحسب التقارير، من المحتمل أن يكون هناك تخطيط تحضيري من شأنه تسريع التسليم بمجرد توقيع الرئيس جو بايدن على التشريع، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء باتريك رايدر، إن هناك "شبكة لوجستية قوية للغاية تمكننا من نقل المساعدات بسرعة كبيرة حتى في غضون أيام".

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن بعض المساعدات الأمريكية، بما فيها الأسلحة والذخيرة، كانت معبأة بالفعل في مستودعات في بولندا، وأماكن أخرى في أوروبا، وجاهزة للنقل.

وقال بيل كيتنغ، عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، في مؤتمر صحافي في كييف  الإثنين الماضي، إن الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية الأمريكية سُسلم "في وقت أقرب مما يعتقد أي شخص".

ولكن اللواء المتقاعد في الجيش الأسترالي ميك رايان أشار في منشور يوم الإثنين إلى أن الكمية الكاملة من المساعدات الأمريكية ستستغرق بعض الوقت لتسليمها و"لن تأتي دفعة واحدة كبيرة".

مكاسب روسية

وفي الوقت نفسه، هناك تقارير مستمرة عن مكاسب روسية هامشية، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية الإثنين الماضي إن قواتها استولت على نوفوميخايليفكا، بين مارينكا وفوليدار، رغم أن وزارة الدفاع الأوكرانية لم تؤكد ذلك.

وقال معهد دراسة الحرب أيضاً يوم الإثنين إن القوات الروسية تقدمت حديثاً في منطقة الحدود بين دونيتسك وزبروجيا.

وقال كوفالينكو إن روسيا تركز على مكاسب إقليمية طفيفة في دونباس في شرق أوكرانيا، واحدة تلو الأخرى، لأن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها.

وأوضح قائلًا: "يعمل بوتين على تحقيق هدفه الأولي المتمثل في الاستيلاء على كل دونباس الشرقية، مع استراتيجية التقدم البطيء هذه، تحقق روسيا أيضا هدفها بإبقاء القوات الأوكرانية مشغولة وعاجزة عن بلوغ لحظة استعادة أي أرض".

ومن جهته، قال زيف فينتوش، كبير محللي الاستخبارات في شركة الأمن "غلوبال غارديان"، إنه بينما تنتظر كييف وصول المساعدات، كانت جبهة أفدييفكا هي الأكثر ضعفاً.

وأضاف "ستحتاج أوكرانيا على الأرجح إلى التراجع إلى أرضية أكثر قابلية للدفاع في الأسابيع المقبلة. ربما ستستخدم ميزات المياه الطبيعية لنهر فوفشا وخزاناته الكبيرة".

استراتيجية كييف

ومع ذلك "في هذه المرحلة، لا يزال بإمكان أوكرانيا تداول الأراضي مقابل الوقت، ولا يقترب أي من الطرفين من تحقيق أهدافه المعلنة".

وتابع "يحتاج الروس والأوكرانيين إلى تحسين ملف المفاوضات قبل الانتخابات الأمريكية، حيث سنرى نقطة تحول رئيسية في السياسة من حيث الدعم".

وأشار إلى أن "أوكرانيا ستحاول الاستمرار في عزل شبه جزيرة القرم، ومهاجمة النفط الروسي، والبنية التحتية الصناعية، فضلا عن المستودعات. وستواصل روسيا محاولة الاستيلاء على المزيد من دونباس".

وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن تتمكن المساعدات الأمريكية من سد الثغرات، خاصة أن الهجمات الجوية الروسية أدت إلى نفاد بعض وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية من الصواريخ الاعتراضية.

وقال فينتوش: "ستساعد قذائف المدفعية على تثبيت الجبهة، وستساعد أنظمة الدفاع الجوي والذخائر على إبطاء حملة روسيا الفعالة لتدمير البنية التحتية الرئيسية.. لكن أوكرانيا ستظل في حاجة إلى فواتير تمويل إضافية لاستئناف العمليات الهجومية الكبيرة واستعادة الأراضي المفقودة في المستقبل".