الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في طريقه إلى المحكمة (رويترز)
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في طريقه إلى المحكمة (رويترز)
الأربعاء 24 أبريل 2024 / 10:11

ترامب المنهك يقدّم نفسه كبطل خارق ضد النظام  

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو فعلاً في السجن، ويتم وضعه في قفص الاتهام كل يوم من أيام الأسبوع، باستثناء أيام الأربعاء، ويحضر من دون أية أعذار، في الساعة 9.30 صباحاً، إلى قاعة المحكمة الكئيبة في مانهاتن، ويجب عليه الاستماع.   

ترامب وضع استراتيجية تمكنه من استخدام المحاكمة كمنصة له

وكتب سيدني بلومنتال في صحيفة الغارديان البريطانية، أنه منذ أن طُلب من ترامب الحضور إلى قاعة المحكمة كمتهم جنائي، فقد حريته الأساسية.   
وبالنسبة لترامب، تعتبر المحاكمة "مِحنة" بالمعنى الحرفي للكلمة، على غرار محاكمات القرون الوسطى، حيث كان يتعرض الجاني للتعذيب لتحديد ما إذا كان مذنباً أو بريئاً، ولم تكن هناك وثائق أو شهود في محاكمات العصور الوسطى. كان يتم الحصول على الحكم من خلال اختبارات المشي على النار أو الغليان في الماء.

من جانبه، يقلب ترامب النص التاريخي، إنه هناك لتشويه سمعة الوثائق والشهود، ويتصرف كما لو أن الحقيقة الوحيدة تظهر عندما يتحدث خارج قاعة المحكمة. إنه يريد من أتباعه أن ينظروا إلى المحاكمة على أنها محنة قديمة هو المحارب فيها، وليس الجاني.

مسرحية أخلاقية

ويعتبر الكاتب أن المحاكمة هي مسرحية أخلاقية، لكنها أصبحت أيضاً مسرحية مميتة، إن جاذبية ترامب الأساسية هي أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، وأن قوته تستمد من الاستهزاء بالقواعد، فهو يريد أكثر من مجرد الحصانة الرئاسية عن أي شيء قام به، من محاولة الانقلاب في 6 يناير (كانون الثاني) إلى سرقة أسرار الأمن القومي، ويطالب بالحصانة المطلقة من الأعراف والتقاليد الاجتماعية.

وبحسب الكاتب فإن "التحدي الذي يظهره، لم يخلف عواقب حتى الآن، وهو ضروري لإظهار قوته، إذ يبدو محصناً ضد القيود العادية، لكن الرجال الأقوياء لا يمكن أن يتواجدوا ضمن نظام شخص آخر، المحاكمة هي مقدمة لوضعه في قفص، إنه لا يلعب وفقاً للقواعد، لكن عليه الآن أن يطيعها". 

لقد وضع ترامب استراتيجية تمكنه  من استخدام المحاكمة كمنصة له، ولتصوير نفسه على أنه البطل الخارق ضد النظام، وسيقلب شروط الادعاء ويحول المحاكمة إلى مسار يخدم حملته الانتخابية، وسيصور نفسه باعتباره ضحية لقوى النخب الشريرة، ولذا سيضخم نفسه ليصبح مقاتلاً أكبر لأتباعه ويقول لهم: "أنا انتقامكم!"  
وبحسب الكاتب فقد أكثر من قدرته على التعبير، وأصبح مفككاً كشخصية، وصرح خارج المحكمة "إنه عار.. أنا أجلس هنا منذ أيام، من الصباح حتى الليل في تلك الغرفة المتجمدة، كان الجميع يتجمدون هناك! إنه أمر غير عادل إطلاقاً".

منهك ومتجعد

وكتبت صحيفة النيويورك تايمز عن ترامب، أنه تحت وطأة المحاكمة تدهور وضعه وصار "منهكاً ومتجعداً، ومشيته غير مستقرة ، وعيناه فارغتين".  
وخلصت الصحيفة إلى أن تعفن ترامب في قاعة المحكمة هو دحض لادعائه بالملكية، بصرف النظر عن أي حجة قانونية قد يأخذها المحافظون في المحكمة العليا في الاعتبار، للموافقة على طلبه بالحصانة كما لو كان ملكاً.   

ويشتكي ترامب قائلاً: "من المفترض أن أكون في جورجيا وكارولاينا الشمالية وفي كارولاينا الجنوبية. يفترض بي أن أكون في أماكن كثيرة أقوم فيها بحملاتي الانتخابية، لكنني هنا طوال اليوم، إنه أمر مثير للغضب والجميع غاضب من هذا الأمر".