زعيم الأقلية ميتش ماكونيل.
زعيم الأقلية ميتش ماكونيل.
الخميس 25 أبريل 2024 / 15:36

كيف تجاوز الكونغرس أزمة المساعدات الأوكرانية؟

ربما كان زعيم الأقلية الجمهورية في الكونغرس الأمريكي ميتش ماكونيل، وزعيم الغالبية الديمقراطية جاك شومر، والرئيس جو بايدن على بعد خطوة من إقرار المساعدة لأوكرانيا، لكن ثمة أمور تعين على زعيم الأقلية تشاك شومر وحده تحمل أعبائها، على غرار خوض معركة ضد حزبه، في أفضل وقت من العام.

تسوية هذه المشكلة تمت بعدما اتخذ غالبية السناتورات الجمهوريين جانب ماكونيل


ونقل برجيس إيفريت وجنيفر هابركورن في موقع بوليتيكو الأمريكي، عن ماكونيل قوله الثلاثاء: "لا أريد أن أبتعد عن تشاك. لم يكن لديه أية مشاكل مع أوكرانيا، لقد تحملتها كلها. لكن اتفقنا على الهدف العام.. لم يكن ممكناً بالنسبة إليه أن يساعدني فيما يتعلق بالأعضاء الجمهوريين. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس. لقد كانت مشكلة عائلية جمهورية".
وتمت تسوية هذه المشكلة الآن، بعدما اتخذ غالبية السناتورات الجمهوريين جانب ماكونيل في النزاع الذي طال حول المساعدات الخارجية البالغة قيمتها 95 مليار دولار. ونجح ماكونيل في الفوز على الجناح غير المحب للتدخلات الخارجية في الحزب الجمهوري، بحصوله على أصوات أكثر من 12 من المعارضين السابقين، وغيّر موقف تاكر كارلسون المناهض بقوة لأوكرانيا ليعلن الانتصار في مؤتمر صحافي مطول.
ولكن بعيداً عن المعركة داخل الحزب الجمهوري، فإن تمرير الكونغرس مبلغ 60 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا، يرجع إلى شيء بسيط ولكنه نادر في السياسة الحديثة: ميثاق ثقة صارم بين زعماء الأحزاب السياسية المتعارضة. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن قرار الكونغرس جاء على رغم سنوات العداء بين شومر، زعيم الغالبية والخبير االسياسي الذي لا يرحم، وماكونيل، زعيم الأقلية المنتهية ولايته الذي يحتفل بما قد يكون نهاية سياسته الخارجية كأعلى جمهوري في مجلس الشيوخ.

 


وتوصل شومر وماكونيل إلى اتفاقين مهمين ساعدا في طلب المساعدات الخارجية لإدارة بايدن، خلال المعركة التي استمرت 7 أشهر: إبقاء مساعدة أوكرانيا مرتبطة بمساعدة إسرائيل، والمضي قدماً معاً في حزمة لا تحتوي على عنصر أمن الحدود.
وقال شومر عن شراكته مع ماكونيل: "لم ننحرف أبداً.. تحدثنا مع بعضنا البعض يومياً حول الإستراتيجية أو ما يجب القيام به أو ما يمكن أن يحدث. ويظهر لك أنه عندما يكون لديك قوة من الحزبين، يمكنك إنجاز الأمور".
وينطبق هذا على مجلس النواب أيضاً، حيث لا يزال رئيسه الجمهوري مايك جونسون وزعيم الأقلية حكيم جيفريز يظهران شراكتهما حيث حققا الهدف نفسه. وساعد الأعضاء الديمقراطيون في تعزيز حزمة المساعدات الخارجية التي قدمها جونسون بحلول نهاية الأسبوع الماضي، والآن يبدو أن الديموقراطيين على استعداد لعرقلة التصويت الوشيك لإقالة رئيس مجلس النواب.
وقد وافق المجلسان معاً على ما طلبه البيت الأبيض منهما تقريباً قبل ستة أشهر من دون أموال أمن الحدود التي طالب بها ترامب. وفي بعض الأحيان بدا الأمر غير محتمل، حيث استوعب ماكونيل الانتقادات المنتظمة من حفنة من المنتقدين المحافظين، وانهار اتفاق الحدود بين الحزبين، ونجح ترامب في ضمان ترشيح الحزب الجمهوري، وهزئ الجمهوريون في مجلس النواب بتركيز مجلس الشيوخ على أوكرانيا.
عمل ماكونيل وشومر بشكل وثيق على تمويل الحكومة في وقت سابق من هذا العام وحققا تعاوناً مفاجئاً خلال رئاسة بايدن في كل شيء بدءاً من البنى التحتية وحتى سلامة الأسلحة. ولكن حتى لا تفكر بأن الأمر برمته قد انتهى بين الخصمين السابقين، قال ماكونيل بعد معركة أوكرانيا: "إنها لم تكن معركة شخصية. لقد صادف أننا اتفقنا على هذه القضية".

 


وأنشأ زعيما مجلس الشيوخ وبايدن علاقة وثيقة مع جونسون، الذي كان عليه أن يتخطى تاريخه المعارض لتقديم المساعدة لأوكرانيا عندما كان نائباً وحتى وصوله إلى رئاسة المجلس وطرح المشروع على التصويت-فضلاً عن التهديد اليومي الذي يواجهه كرئيس للمجلس. ووجد ماكونيل دائماً قضية مشتركة مع جونسون "الذي حيد الرئيس السابق في ما يتعلق بهذه القضية"، من خلال الظهور مع ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، وتبديل رأيه في المشروع.
وبحسب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام فإن ذلك "غيّر كل شيء". وكان غراهام صوت ضد مشروع أولي في مجلس الشيوخ، لكنه غيّر موقفه عند التصويت على المشروع النهائي.
ووجه بايدن مساعديه الكبار باستخدام استراتيجية ذات شقين: الإيضاح سراً لجونسون المخاطر التي ستترتب على أوروبا وبقية العالم في حال سيطر الرئيس الروسي على أوكرانيا، وتجنب مهاجمة رئيس مجلس النواب. وكان مستشار الرئيس ستيف ريشيتي يتحدث بانتظام إلى جونسون قبل شهر من طرح المشروع على طاولة الرئيس.