عرض عسكري روسي لصواريخ باليستية حاملة لرؤوس نووية (أرشيف)
عرض عسكري روسي لصواريخ باليستية حاملة لرؤوس نووية (أرشيف)
الجمعة 26 أبريل 2024 / 11:09

روسيا تعتبر دولة في الناتو "هدفاً مشروعاً"

يرتفع مستوى التهديدات النووية في أوروبا كلما انخرط حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر في الحرب الأوكرانية، التي تعتبرها موسكو دفاعاً عن القومية الروسية والأقليات الموالية لها، على اعتبار أنها "عملية عسكرية خاصة"، لا تهدد الاتحاد الأوروبي.

طور الجيش الروسي تكتيكات جديدة وتكيّف مع الحرب الحديثة بشكل أسرع وأفضل من الناتو

وبحسب تقرير لمجلة "نيوزويك" هددت روسيا، على لسان المتحدثة باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن منشآت الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا ستكون من بين "الأهداف المشروعة" الأولى للجيش الروسي، حال دخول الناتو في مواجهة عسكرية مباشرة.

وبعد أيام قليلة من إعراب بولندا عن انفتاحها لمبدأ الاحتفاظ بالأسلحة النووية لحلفائها في الناتو على أراضيها، اعتبرت موسكو أن هذا الإجراء يعتبر تجاوزاً لخطوطها الحمراء، ويؤدي في نهاية المطاف إلى تصعيد الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى مرحلة "أكثر خطورة" .

طموحات بولندا

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن "السلطات البولندية لم تخفِ طموحاتها فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الأسلحة النووية الأمريكية المنتشرة في أوروبا.. إنهم يربطون هذا الأمر بسياستهم العدائية تجاه روسيا. والانطباع هو أن وارسو تسعى بشكل جنوني إلى جذب المزيد من الاهتمام من المخططين العسكريين في هيئة الأركان العامة الروسية".

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البولندية لـ"نيوزويك"، الخميس: "إن وزارة الدفاع الوطني لا تعلق على تصريحات السياسيين الروس.. إن هذا النوع من التصريحات هو أيضاً جزء من الأنشطة النفسية التي تهدف إلى تخويف الرأي العام"، وبيّن المتحدث أن برنامج "التقاسم النووي" للناتو يعد أمراً محورياً للحفاظ على مصداقية الردع النووي للحلف.

كما صرح الرئيس البولندي أندريه دودا، لصحيفة "فاكت" البولندية، كجزء من مقابلة نُشرت، الأربعاء، أن بلاده والولايات المتحدة تجريان مناقشات حول استضافة الأسلحة النووية "لبعض الوقت"، بالإشارة إلى أن دولاً أوروبية أخرى تستضيف حالياً أسلحة نووية أمريكية على أراضيها.

صمت الناتو

وفي ذات السياق التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، برئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، ورئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك في وارسو وأشاد ستولتنبرغ ببولندا لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى حوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن ستولتنبرغ لم يتطرق لذكر نشر أسلحة نووية في بولندا.

وفي حديث للمجلة قالت وزارة الدفاع البولندية: "في سياق الوضع الأمني المتدهور، وخاصة التهديدات التي يشكلها الاتحاد الروسي، بما في ذلك في المجال النووي، يعد الردع النووي لحلف شمال الأطلسي عاملاً مهماً في ضمان أمن بولندا والحلف بأكمله". وأضاف في بيان أن بولندا تقوم "بدور نشط" في المشاورات المستمرة بين الحلفاء.

وتتم استضافة الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية في 6 قواعد في 5 دول أعضاء في الناتو: بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا، وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية. ولم تعد الولايات المتحدة تستضيف أسلحة نووية في المملكة المتحدة أو فرنسا، اللتين تمتلكان أسلحة نووية خاصة بهما.

وذكرت المجلة في تقريرها أن تعليقات زاخاروفا تعكس ما قاله المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وتحذيره من أن الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا ستدفع روسيا إلى "اتخاذ جميع الخطوات الانتقامية اللازمة لضمان أمننا"، ويأتي "الذعر الروسي" بشأن الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا بعد أسابيع قليلة من إعلان بوتين أن أحد أقوى حلفائه، بيلاروسيا، ستستضيف أسلحة نووية روسية على أراضيها.

وقال المستشار لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية العقيد المتقاعد من مشاة البحرية الأمريكية مارك كانسيان، إنه يتوقع أن يستمر بوتين في مساره العسكري الحالي، الذي يوصف بأنه "مأزق"، تسيطر فيه روسيا على الخطوط الأمامية، وتضرب القوات الأوكرانية كل مكان آخر تقريباً.

صمود بوتين وتأرجح المساعدات الغربية

وقال كانسيان: "أعتقد أن (بوتين) يعتقد أنه يفوز، وكانت استراتيجيته لمدة عام على الأقل هي الصمود.. والمساعدات الغربية لأوكرانيا تتأرجح وستتوقف في نهاية المطاف أو على الأقل تنضب، وهذا سيمنحه فرصة لتحقيق أفضلية في ساحة المعركة".