الجمعة 26 أبريل 2024 / 17:25

تربويون وخبراء يستعرضون تجارب إماراتية ريادية في دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم

تستحوذ مسارات استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية والتربوية وفق خطط ممنهجة على جهود القائمين على هذا القطاع لتكون عملية الدمج قائمة على عملية متكاملة وذلك بعد مجموعة من المراحل التجريبية.

وأوضح عبر 24 عدد من الخبراء والتربويين في مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العملية التعليمية والتربوية، تجاربهم في توظيفه والاستفادة منه في البيئة التعليمية.
وأكد عميد كلية تقنية المعلومات بالإنابة في جامعة الإمارات دكتور فكري خرباش أن مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم واسعة ومتنوعة، مشيراً إلى أن جامعة الإمارات تولي اهتمامًا خاصًا بمجال الذكاء الاصطناعي من خلال استخدامه لتحسين وتطوير العملية التعليمية والبحثية والإدارية.
وقال: "قام باحثون من جامعة الإمارات بتطوير آليات تتبع ومراقبة أداء الطلاب في المساقات الدراسية الخاصة بهم، باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، كما يعمل فريق بحثي حالياً على تطوير مدرس افتراضي وخلق بيئة تفاعلية مع الكتب الدراسية، كذلك تعمل الجامعة على تطوير مساعد افتراضي مدعوم بالذكاء الاصطناعي للإجابة على الاستفسارات المتعلقة بالجامعة".

تمكين ذوي الهمم

وأفاد الدكتور خرباش أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُساهم في تمكين ذوي الهمم من الاستقلالية والإنتاجية، قائلاً: "تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المكفوفين في قراءة وترجمة النصوص وتحويلها إلى محتوى صوتي، وتتيح لهم استخدم الكتابة عبر أصواتهم، وذلك من خلال تحويلها الى نصوص، كما يمكن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تخصيص التعلم لمراعاة القدرات والمهارات المختلفة لدى الطلبة وتحديد الفجوات المعرفية بينهم، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية تقييم وتحليل نقاط قوة وضعف الطلاب ومستوى مهاراتهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي بناء مسارات تعليمية تتماشى مع أهداف الطلاب وسرعتهم في التعلم، و تحويل المحتوى التعليمي إلى بيئة تفاعلية تعمل على جذب انتباه الطلاب من خلال استخدام التكنولوجيا، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والذي يساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات والاتصال والابتكار.

ثورة في التعلّم

بدوره استعرض مدير التطوير الأكاديمي بالإنابة، ومدير تطوير البرنامج التعليمية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الدكتور ديفيد سانتاندر، تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تدعم التطور في القطاع التعليمي، قائلاً: "من المرجح أن يُحدِث الذكاء الاصطناعي ثورة في تجارب التعلّم المخصص، إذ يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على فهم احتياجات الطلاب الفردية والتنبؤ بتفضيلاتهم، ما يمكّنه من إنشاء مسارات تعلمية مخصصة، واقتراح المحتوى والأنشطة التي تلبي الاحتياجات الفريدة لكل طالب، وتلاءم نقاط قوته وضعفه، وهذا التحول الجذري من شأنه أن يجعل التعليم أكثر تفاعلاً مع الطلاب، وأكثر تكيّفاً مع احتياجاتهم، ومن بينهم أصحاب الهمم.

بناء المناهج

وتناول نائب مدير جامعة أبوظبي الدكتور حمد العضابي أهم مجالات العملية التعليمية التي يمكن أن يشكّل توظيف الذكاء الاصطناعي إضافة نوعية لها، قائلاً: "يعتبر بناء المناهج وقولبتها لتمثل احتياجات سوق العمل من أهم مجالات الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تحليل بيانات سوق العمل لتحديد المهارات والوظائف المستقبلية المطلوبة، وبناء مناهج دراسية مخصصة لكل طالب بناءً على اهتماماته وقدراته واحتياجات سوق العمل، أيضاً الإرشاد الأكاديمي وتقديم التوجيه والدعم الشخصي للطلاب بناءً على تحليل بياناتهم الأكاديمية وسلوكهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ باحتمالية مواجهة الطالب لصعوبات أكاديمية وتقديم الدعم الوقائي له، وتخصيص محتوى التعلم، وطريقة تقديمه لكل طالب بناءً على أسلوب تعلمه واحتياجاته".
وأوضح الدكتور العضابي أن جامعة أبوظبي قامت بتشكل لجنة من أعضاء هيئة التدريس وخبراء التقنية للاطلاع على تقنيات الذكاء الاصطناعي، و التعمق في تطبيقاته المختلفة، وإعداد دورات تدريبية وورش عمل حول استخداماته للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية.

نقطة بداية

وتحدثت الأستاذ المشارك في تكنولوجيا التعليم بكلية التربية في جامعة العين دكتورة إيناس أبولبدة عن تجربة الجامعة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير العملية التعليمية، قائلة: "مجالات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم كثيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها أنه لا تزال في مراحلها الأولية، والبرامج المقدمة هي نماذج تجريبية تحت التطوير، لذا على مستخدميها أن يعتبروها نقطة بداية تساعدهم في التعلم والتطور والإنجاز، وعليهم التأكد من صحة ودقة المعلومات والمهارات والتحليلات المقدمة من خلال هذه البرامج".
وأضافت أبولبدة: "فتح الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI    أمام طلبة جامعة العين وهيئتها التدريسية آفاق جديدة من خلال استخدام تطبيقاته المختلفة، و بدأ أعضاء الهيئة التدريس في المساقات العملية توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير محتوى المساقات، واستكشاف الإمكانيات  اللانهائية لهذه التطبيقات في المجال التعليمي، ومدى انعكاس هذا الاستخدام على التحصيل العلمي للطلبة، وتطوير مهاراتهم المختلفة، آخذين بعين الإعتبار أن هذه التطبيقات قد تحتوي انحيازات ثقافية أو اجتماعية أو علمية، مما يحملهم مسؤولية علمية و أخلاقية  للتأكد من مخرجات  هذه التطبيقات، وأثرها على الطلبة والبيئة التعليمية.