مناورات للناتو
مناورات للناتو
الأربعاء 1 مايو 2024 / 11:01

"تدريب الفجر".. كيف يستعد الناتو لغزو روسي جديد؟

تتدرب قوات من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" على القتال جنباً إلى جنب، في حين أن الخلافات حول الإنفاق تعصف بالحلف.

الأعضاء الأوروبيون صاروا ينفقون على الدفاع أكثر مما أنفقوه منذ الحرب الباردة


تجمعت قوات من 14 دولة في حلف الناتو الشهر الماضي، بمنطقة غابات في لاتفيا للمشاركة في واحد من أكبر التدريبات العسكرية منذ انتهاء الحرب الباردة. ومجدداً، كان التركيز على روسيا. 
وكتب دانيال مايكلز في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن التدريب بدأ في ظلمة الفجر الباكر بتحذير من أن قوات العدو اجتازت حدود لاتفيا مع روسيا، وهي تطبق على العاصمة. ومن خلال التواصل بلغات مختلفة عبر أنواع مختلفة من أجهزة اللاسلكي، تسابقت القوات لدفع الغزاة الوهميين نحو الأراضي الموحلة، التي من شأنها أن تعرقل دباباتهم.
وقال الكولونيل اللاتفي أوسكار كودليس، الذي يقود فرقة مدرعة في موقع بالغابة: "أهم شيء هو إظهار الجاهزية للعمل بسرعة على الدفاع عن حدود لاتفيا والناتو". ويتطلب الرد قوات بعيدة من كندا وألبانيا لمعالجة مكامن الخلل في الاتصالات، واستيعاب التدريبات الميدانية وتنسيق أنظمة التسلح المختلفة.

الحدود مع روسيا


ومنذ أن استولت موسكو على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، يراقب حلف شمال الأطلسي عن كثب الحدود مع روسيا. وتدريب هذا العام الذي أطلق عليه "الدفاع الثابت 2024"، يرمي إلى توجيه رسالة إلى موسكو بأن الحلف مستعد للدفاع عن الدول الأعضاء، خصوصاً تلك التي تحاذي الحدود الروسية، بما فيها لاتفيا.

 


وبعد الحرب الباردة، لم تشكل الاختلافات في اللغة وأنظمة التسلح داخل الناتو مشكلة ذات أهمية، لأن قوات الدول الأعضاء نادراً ما قاتلت جنباً إلى جنب. وعوض ذلك، كانت تُنفذ عمليات انتشار قصيرة الأمد في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى، ويجري الإعداد لها مسبقاً. وكانت الحاجات من العتاد واضحة، وكل عضو يتكفل بعملية الإمداد الخاصة به.
أما الآن، فقد بات الاستعداد لحرب يخوضها التحالف مرة أخرى من أولويات حلف شمال الأطلسي، ويتعين على القوات أن تعرف كيفية العمل معاً في ساحة المعركة. وقال اللفتنانت كولونيل في الجيش الكندي جوناثان كوكس، الذي ساعد في قيادة تمرين "كريستال آرو"، وهو الجزء اللاتفي من مناورات الناتو، والتي تشمل تدريبات جوية وبرية وبحرية عبر الحلف إن "تكامل جميع البلدان يشكل تحدياً".

عضوية الناتو


ولفت إلى أن الناتو، الذي أحيا في 4 أبريل(نيسان) مرور 75 عاماً على تأسيسه، صار أقوى في بعض النواحي. فقد انضمت إليه فنلندا والسويد بعد عقود من تجنب العضوية. كما أن الأعضاء الأوروبيين صاروا ينفقون على الدفاع أكثر مما أنفقوه منذ الحرب الباردة.

 

 


وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مؤخراً إن هذا العام، وللمرة الأولى منذ عقود، سيفي الأعضاء الأوروبيون، على أساس إجمالي، بالتزاماتهم المالية حيال الحلف.
لكن التحالف يعاني من نزاعات أخرى. ويختلف قادته حول ما إذا كان ينبغي السماح لأوكرانيا وغيرها من الدول الطامحة إلى العضوية بالانضمام إلى الحلف. وأثار التنافس على خلافة ستولتنبرغ في وقت لاحق من هذا العام حدة التوتر بين الأعضاء القدامى والأعضاء الجدد من الكتلة الشرقية السابقة.
وهناك الكثير من الدول الأعضاء، بما فيها ست من الدول الـ12 المؤسسة للحلف، لا تزال بعيدة عن الوفاء بالتزامات الموازنة الدفاعية للحلف، وفق ما تعهدت به منذ عقد مضى. والإنفاق المتدني جعلهم عرضة لهجمات من المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، مما أثار شكوكاً حول مستقبل الحلف في حال فاز بالانتخابات في نوفمبر(تشرين الثاني).
وعبر التاريخ، هناك الكثير من التحالفات العسكرية، بما فيها تلك التي هزمت نابليون وربحت الحرب العالمية الثانية، ضمت جيوشاً تعمل بشكل منفصل تحت قيادة مشتركة. إن هدف الناتو هو إعداد الحلفاء للقتال جنباً إلى جنب.
وتمرينات هذه السنة، هي الأوسع منذ 1988، وتستمر أكثر من أربعة أشهر وصولاً إلى مايو(أيار)، وفي مناطق تمتد من الدائرة القطبية إلى البحر الأسود. وهي تضم 90 ألف جندي، و1100 عربة قتالية، و80 مقاتلة و50 بارجة.

 


والمناورات في لاتفيا هي واحدة من سلسلة أجريت على حدود أوروبا مع روسيا. وفي عام 2016، بعد سيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم والمساعدة في اندلاع تمرد في شرق أوكرانيا، وافق أعضاء الناتو على نشر قوات بالتناوب على الضفة الشرقية لحدوده الأكثر عرضة للخطر، وحددوا أية دولة عضو ستتولى القيادة في الدفاع عن كل بلد.
وتولت الولايات المتحدة القيادة في بولندا، وتكفلت ألمانيا بليتوانيا، والمملكة المتحدة بإستونيا، وكندا بلاتفيا. وبعدما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير(شباط) 2022، عزز الناتو قواته في هذه الدول وزاد الشراكات مع سلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا.