الأحد 5 مايو 2024 / 20:13

"سور الأزبكية" يُعيد الزوار إلى الزمن الجميل في "أبوظبي الدولي للكتاب"

حالة من الحنين إلى الماضي، استطاع جناح "سور الأزبكية" المتواجد في معرض أبوظبي الدولي للكتاب منحها لزواره، فعند وصولك السور ستشتم رائحة الورق القديم، الذي يعود بعضه لأكثر من 100 عام، فتدرك أنك جزءًا من أحد أهم 3 أسوار ثقافية في العالم.

تتحدث فاطمة الخطيب، التي كانت تحدق بإحدى جداريات السور بتمعن، لـ24 قائلة: "شعرتُ أنني أتجول بذاك الحي الكبير في مصر، منحني المكان مشاعر دافئة لا أستطيع توصيفها، لكنها في غاية الجمال".

وتطرقت الخطيب عن سبب قدومها للسور، مشيرة إلى دفء المكان، المكان وتصميمه المثير للفضول، وبالفعل عند دخولي بدأت أرى مزج الحضارة والحداثة، إذ يشكل اللونان البني والأبيض للكتب لوحة فنية بديعة".
أما الشاب المصري محمد، الذي زار الأزبكية في موطنه الأصلي، كان يذهب في طفولته لزيارة السور برفقة والده، ويقول :"منذ عدة سنوات لم أزر مصر، إلا أنه منذ انطلاق المعرض آتي معظم الأيام لإعجابي بجناح السور، ولقاء بعض الباعة الذين كنت أشتري منهم".

فكرة غير قانونية

يشرح إيهاب الرفاعي، المسؤول عن جناح الأزبكية في المعرض، لـ24 وجود السوق تاريخياً قائلاً:"بدأ السور بشكل غير قانوني، حتى تحول لأحد أشهر أسواق الكتب في مصر والعالم".

وتاريخياً بحسب الرفاعي تعود تسمية السور لعام 1907، "حيث كان التجار يعرضون كتبهم على سور حديقة الأزبكية، في منطقة العتبة بالقاهرة، ومنا هنا جاءت تسميته".


بدأ السوق بحوالي 30 تاجر، ثم تقدموا حينها بطلب من الحكومة المصرية، لترخيص السور رسمياً، حتى يصبح متجراً لبيع الكتب القديمة، وأخذوا الموافقة حتى أصبحوا اليوم قرابة 300 بائع.

مصر بقلب أبوظبي

وفقاً للرفاعي، فإن وجود الجناح في المعرض، اجتذب الزوار من كل حدبٍ وصوب، فالأطفال قدموا لشراء النسخ القديمة من جرندايزر، وميكي، أما الأكبر سناً أتوا حنيناً للذكريات، فمنهم تصفح خبر رحيل الفنان الذي يحبه، وآخر اقتنى عدداً من مجلة اعتاد تصفحها منذ زمن بعيد.
وعن تصميم المكان والجداريات بهذه الخصوصية، ينوه الرفاعي إلى أن المنظمين حرصوا على تقديم الجناح بوصفه "محاكاة للسوق الأصلي في القاهرة".

فجناح السوق، مصمم ليبرز نجوم الزمن الجميل وجداريات لرؤساء مصر بشكل جذب كل الزوار، وبحسب الرفاعي "فهي فكرة ترويجية لإبراز المكان على حقيقته، وعرض تجربة شيقة للزوار".
ويتحدث الرفاعي عن أكثر العناوين مبيعاً في السور الجناح قائلاً :"شعراء العصور القديمة والحديثة، مثل الجاحظ أو نزار قباني"، وأيضاً روايات نجيب محفوظ الطبعة الأولى، حيث يراه الرفاعي"أيقونة الثقافة المصرية".

صحف نادرة في أزبكية أبوظبي الدولي

ويرى مسؤول الجناح، أن ما يميز الأزبكية في المعرض "وجود أكثر من 300 صحيفة قديمة، تناولت العلاقات بين البلدين"، ووجود صحف نادرة تعود لعام 1890، في الأدب والفن والسياسة.

وتعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها السور في معرض دولي، إذ يقول الرفاعي إن الفكرة جاءت عقب معرض القاهرة الدولي مطلع العام، وأنجزت في غضون 5 أشهر.
ويختتم الرفاعي حديثه لـ24 قائلاً : "من يدخل الأزبكية، يجب أن يجد شيئاً يشبهه، حتى لو صورة".