الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع المقال سيرغي شويغو (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع المقال سيرغي شويغو (أرشيف)
الإثنين 13 مايو 2024 / 19:55

أقاله بوتين.. شويغو يدفع فاتورة الفساد والنكسات في أوكرانيا

أشعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التكهنات بعد إقالته وزير دفاعه سيرغي شويغو، من منصبه، ونقله إلى مجلس الأمن القومي، في خطوة تضع على الرف أحد أبرز رموز السلطة الروسية، ورفيق درب بوتين منذ توليه الرئاسة منذ ربع قرن.

وتمثل إقالة الرئيس الروسي لشويغو الذي شغل المنصب منذ 2012 تغييراً كبيراً للقيادة العسكرية بعد أيام قليلة من تنصيبه لولاية رئاسية خامسة، وبعد أكثر من عامين من الحرب في أوكرانيا.

بوتين خالف التوقعات

رغم الانتكاسات العسكرية لروسيا، بما فيها الفشل في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، والانسحاب من مناطق في شمال شرق خاركيف وجنوب خيرسون، إلا أن بوتين حافظ على ثقته في شويغو، حتى مساء الأحد.

وبعد تمرد قائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين، في العام الماضي للمطالبة بإقالة شويغو، فإن الإقالة أصبحت متوقعة، خاصة بعد اتهام نائب وزير الدفاع، تيمور إيفانوف، بالفساد، واعتقاله.

وقبل مساء الأحد كانت التساؤلات تدور حول الآلية التي سيستخدمها الرئيس بوتين لمواجهة الموقف، دون أن يُقدم على "خطوات حادة"، يبدو معها وكأنه خضع لمطالب التخلي عن أحد أركان فريقه المقرب، وموضع ثقته. 

صورة الجيش الروسي

لم يستطع وزير الدفاع المُقال تحقيق "إنجازات عسكرية كبيرة" في الحرب ضد أوكرانيا، وتكبدت قواته خسائر كبيرة، رغم "حجم الإنفاق العسكري الضخم"، وفق تقارير وسائل إعلامية روسية، ابتعدت في نفس الوقت عن التشكيك في ولاء وإخلاص شويغو لبوتين والكرملين.

وأشارت تقارير روسية إلى أن قرار بوتين تعيين شويغو أميناً عاماً جديداً لمجلس الأمن القومي "يعطيه فرصة للتراجع التدريجي عما كان عليه" بمنحه منصباً يعد نظرياً، أعلى من دوره في وزارة الدفاع، "ما يضمن استمراره في موقع قيادي"، لكن قرار الإقالة يعكس غضب بوتين عليه، مع السعي للمحافظة على صورة الجيش الروسي.

ومن جهتها اعتبرت وكالة "ريا نوفيستي" أن القرار تغيير متوقع في ظل تعديلات حكومية يراها بوتين صائبة، لكنها "ليست إقالة" بعد انتقال شويغو لمنصب أعلى من موقعه الحالي، واستبعدت  علاقة ذلك بخسائر عسكرية كبيرة في أوكرانيا، وشبهات فساد تطال شويغو، معتبرة أنه "موقع مناسب لعمل وزير الدفاع السابق" لتطوير الصناعات العسكرية، على حد تعبيرها.

 اقتصادي للدفاع!

كان العنوان الرئيس الذي لفت الأنظار في التشكيلة الوزارية الجديدة، بعد إقالة شويغو، تعيين أندريه بيلوسوف مكانه، وهو تكنوقراطي وخبير اقتصادي بارز. 

أما الوزارة، وجهدها الحربي فلم يشهد تغييرات كبرى، إذ حافظ رئيس الأركان فاليري غيراسيموف على منصبه. وهو  الذي كان طرفاً مباشراً في معركة بريغوجين. وكان مثل شويغو متهماً بتقليص الدعم المالي والعسكري لفاغنر، لكنه لم يخض معركة مفتوحة. وغاب عن الأنظار أشهراً. حتى انتشرت تكهنات بأنه أقيل من منصبه، وخضع لإقامة جبرية في منزله، لأن موقفه لم يكن حاسماً في إدانة التمرد. 

وأكد الكرملين، الأحد، أن رئيس الأركان سيواصل إدارة المعركة في أوكرانيا، وأن التعديلات  لن تؤثر مباشرة على العمليات العسكرية لأنها ضع لسلطة وإشراف رئيس هيئة الأركان.

يُعد بيلوسوف أيضاً مطلق مشاريع تعديل مسار سلاسل التوريد وساهم في "طرح" الهيكل اللوجستي الجديد، وبناء ممرات نقل لإعادة توجيه التجارة الخارجية لروسيا ومنها.