الثلاثاء 8 يوليو 2014 / 18:37

"العرب" القطرية: صحيفة أم مصنع للفتن؟



نشرت صحيفة العرب القطرية على صدر صفحتها الأولى قبل يومين "خبراً"، عن توقيف السلطات الإماراتية لثلاثة قطريين، وتعرضهم لـ "التعذيب والمعاملة غير الإنسانية". وفي الصفحات الداخلية نجد العنوان نفسه دون أية تفاصيل تذكر، إضافة إلى "سوالف" كثيرة لا رابط بينها، غير ادعاء الصحيفة بأن دولة الإمارات تستهدف الشعب القطري، في تحريض واضح ورخيص المراد منه المس بالعلاقات التاريخية بين الشعبين.

واللافت أنه عند القراءة المتعمقة للخبر نجد أن الصحيفة لا تذكر أيّ مصدر، خاصة وأن وزارة الخارجية القطرية  التي يفترض أن تكون المعني الأول بالأمر لم تفصح عن أية معلومات، وهو ما دعا العديدين إلى طرح سؤال منطقي ومصيب: هل أصبحت صحيفة العرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية؟ لاسيما وأن الصحيفة تحذر من السفر إلى الإمارات حتى لو كان ترانزيت في مطاراتها! كي لا يتعرضوا لـ "الاعتقال" كما تزعم!

ولا تقف الصحيفة المعروفة بميولها الإخوانية وبعدوانية مدير تحريرها عبد الله العذبة ضدّ كل ما هو إماراتي، أو ضدّ كل ما هو مناهض للإخوان، عند القيام بدور وزارة الخارجية القطرية التي تحذر من السفر، بل ترفع عقيرتها للكلام باسم القيادة القطرية حيث تقول "وتؤكد العرب أن القيادة الرشيدة والحكومة لن تتخلى عن أي مواطن قطري في أي حادث أو مكروه حدث له بالعالم، انطلاقاً من ثوابتها الوطنية".

وترى الصحيفة أن على الإمارات أن لا توقف أي شخص بسبب "حرمة شهر رمضان الفضيل والجيرة وميثاق مجلس التعاون الخليجي". وهذا منطق غريب فلا أعرف ما دخل حرمة شهر رمضان في توقيف أي شخص؟ وهل يعني هذا أن توقف الدول الإسلامية توقيف الأشخاص في قضايا ربما تمس أمنها، أو أن تتوقف عن اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد من يخالف القانون بسبب الشهر الفضيل؟ فما هذا التوظيف الرخيص والمفضوح للدين؟ بل إن الصحيفة تمضي أبعد من ذلك من خلال الاستشهاد بالآيات القرانية، وهذا لعمري لا يجوز في خبر يفترض أن يكون سياسياً في المقام الأول.

أهل قطر هم أهلنا، ومرحب بهم، ولا أحد يزايد على علاقة الشعب الإماراتي والقطري، وهي قوية بحكم وجود النسب والقرابة، وهي أقوى وأثبت من أية مراهقة سياسية تقوم بها جارتنا الخليجية.

ولم يفت صحيفة العرب القطرية التهجم على الإعلام الإماراتي، حيث وضعت صوراً لبعض أخبار الصحف، وحتى التغريدات في تويتر لأحد المحللين السياسيين على حسابه الشخصي، وهذا أمر عجيب لأن الإعلام الإماراتي ينقل من وكالات الأنباء مثله مثل أي إعلام آخر، فكيف يغض النظرعن موضوع ملف كأس العالم في قطر 2022 الذي تتداوله كل الجهات الرياضية، وتنشر عنه الصحافة العالمية؟ أم أن أمر النشر حلال على الصحافة العالمية ومحرم على الصحافة الإماراتية؟ أم أن حرية الرأي التي تتشدّق قطر ليل نهار تعني قول أي شيء ما عدا الحديث عن دولة قطر أو انتقادها؟ فأية معايير مقلوبة هذه؟ وكيف تصف بعض الأخبار الإعلامية أو الأنشطة الطلابية "بالحملة الإعلامية المسعورة" ضد قطر؟ أي مهنية هذه؟ وأي مصداقية تبقت لهذه الصحيفة الإخوانية؟ لعمري إن دولة الإمارات مشغولة بإنجازاتها وأعمالها ومشاريعها، التي تستهدف الإنسان الإماراتي والمقيم من أجل تحقيق السعادة والمحبة والخير في كل المجالات أكثر من اهتمامها بأي شيء آخر.

ويا صحيفة العرب القطرية بدلاً من التركيز على الإعلام الإماراتي عليك بالرد على التقارير الإعلامية الغربية وخاصة سي إن إن التي اتهمت قطرأكثر من مرة بتمويل الإرهاب والتطرف في العالم العربي.

كما تثير الصحيفة قضية محمود الجيدة الذي حكم عليه في قضية التنظيم السري في الإمارات قبل عام، وموضوعات أخرى متفرقة تبدو للوهلة الأولى كأنها غير مترابطة لكن لماذا كل هذه الإثارة الآن؟ ولمصلحة من؟ هنا لابد أن نتذكر مرور عام على محاكمة التنظيم السري في الإمارات؟ ومرور عام على ثورة يونيو المجيدة في مصر، التي أطاحت بالرئيس الإخواني محمد مرسي، وصحح فيها الشعب المصري مسار ثورة 25 يناير التي اختطفها الإخوان المسلمون.

وكلمة حق يسجلها التاريخ أن الإخوان المسلمين عندما يستنفدون كل طاقات دولة قطر سيعملون ضدها، فلا صديق لهم إلا مصالحهم، و قطر ليست بالنسبة لهم إلا ورقة سيحرقونها عندما تنتهي مصالحها، وربما يخططون لأبعد من ذلك لتكون قطر دولتهم الموعودة بعد سقوطهم المدوي في مصر.

وفي الختام يجب أن يكون قد بات معلوماً للجميع أن أي هجوم إعلامي يستهدف دولة الإمارات مصدره تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، وأدواته تلك الأبواق المعروفة للجميع أو المستجدة التي تحاول قطر تصديرها وتلميعها. وقصارى القول إن كل هذه الحملات لا تزيدنا إلا تمسكاً وحباً وولاء لقيادتنا. فكلنا أبناء وبنات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، وسنبقى متمسكين بنهجه ما دام فينا رمق.

كما أن كل هذه الافتراءات لن تنال من حب الناس للإمارات، وستبقى نجاحات الإمارات، في شتى المجالات ومشاريعها العالمية، التي تخطف الأبصار، مستمرة لأن "النجاح هو الخطيب الأكثر بلاغة في العالم" كما قال نابليون بونابرت.وسنبقى في الإمارات نعمل بحب وجد لأن "النجاح حال لا تعرف طعم الراحة" كما قال سينيكا. وهذا هو التعب اللذيذ الذي يحصده كل الإماراتيين كل يوم، ليحققوا الإنجازات في مختلف المجالات. وستبقى الإمارات مقصداً سياحياً ينعم فيه الناس بالأمن والأمان، لأن القلوب قبل الأبواب مفتوحة لاستقبال الجميع.