السبت 2 أغسطس 2014 / 22:45

أشرف البولاقي: اخترت البقاء في الصعيد بإرادتي

القاهرة ـ خاص

ينتظر الشاعر المصري أشرف البولاقي صدور كتابين جديدين "مصر وأنا وثورة الفيس بوك" عن سلسلة "مدونات مصرية" بهيئة الكتاب، وديوان "يثمر تحت شُبَّاك البنات"، ويعمل على الانتهاء من مجموعته الشعرية الجديدة في قصيدة النثر.

أنتمي لكل نص جيد ولكل عمل ثقافي ولكل فكرة إنسانية تتواصل معي.. وعملي في الثقافة الجماهيرية أفادني لأنه قربني من فكر المبدعين

صاحب "جسدي وأشياء تقلقني كثيراً" يجيب عن سؤال: هل تشعر أن استمرارك في الصعيد أضاع عليك شيئاً.. أم ترى أن البعد عن القاهرة أفادك؟ قائلاً: "كنتُ واحدا ممن اختاروا البقاءَ في صعيد مصر بإرادتهم، ولم أكُ أعلمُ أن الثمن سيكون باهظا إلى هذه الدرجة بسبب المناخ الثقافي السيئ الذي نعيشه هنا في الصعيد وبسبب الثقافة القَبَلية السائدة والمسيطرة على كل منحى وفي كل مجال. بالطبع ضاع كثير من التواصل والمعرفة والاحتكاك بالبقاء بعيدا عن القاهرة . هنا في الصعيد يوجد إبداع ومبدعون لكن الفعل الثقافي قليل أو نادر وغير منظم يفتقر للجدية والثِّقَل. لا توجد جماعات ولا مراكز ثقافية يمكن بالتواصل معها أن تطوِّر أدواتك أو أن تنهض بوعيك. المبدع والمثقف هنا يقاتل في كل الجهات ليس من أجل أن يكتب بل من أجل أن يقنع الآخر أن الكتابةَ شرفٌ وضرورة وليست ترفا ولا هامشا. مخطئ أيضا مَن يظن أن تردِّي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في الصعيد غير مؤثر على علاقة المبدع بقيم الحق والخير والجمال وعلى علاقته بالآخر المحيط به، دعنا من التحقق على المستوى الإبداعي فكثير من المبدعين في صعيد مصر متحققون بتجاربهم ونصوصهم وأطروحاتهم لكن هذا التحقق في حاجة دائمة لحركة ثقافية داعمة ومحفزة وهو ما نفتقده تماما في صعيد مصر.

وما الجيل الذي يعتبر أنه تنتمي إليه؟ يقول: "لا أميل كثيرا لمسألة الأجيال هذه، فأنا منتمٍ لكل نص جيد ولكل عمل ثقافي ولكل فكرة إنسانية تتواصل معي. هناك أفكار ونصوص وظواهر وتجليات ما تزال صالحة لإثارة الدهشة والوعي رغم انتمائها لجيل العقاد وطه حسين والرافعي، وتجارب السبعينيين ما يزال بعضها طازجا أتواصل معه. وما زلت قادرا على أن يراني البعض ثمانينيا أو تسعينيا. الخلاصة أنني أنتمي لجيلي المعاصر والحالي الذي يمتلك الجرأة والشجاعة في استدعاء كل فكرة قديمة صالحة للروح، وهو الجيل نفسه الذي يمتلك روح المغامرة والتجريب للبحث عن فضاءات جديدة".

الشاعر القنائي يتحدث، في نقطة جديدة، عن قراءاته الحالية. يقول: "أكاد أنتهي مِن مجموعة مِن مؤلفات د. علي مبروك في الفكر العربي والثقافة الإسلامية مِن بينها (ما وراء تأسيس الأصول)، (لعبة الحداثة بين الجنرال والباشا)، (ثورات العرب) وكتابان آخران"، وحول متابعته لمعظم ما يصدر عن دور النشر المصرية، قال: "للأسف لستُ متابعا جيدا لكل الإصدارات فوقتي ضيق جدا لا يسمح بقراءة الإصدارات الجديدة كلها حتى الجيدة منها. أحاول بقدر المستطاع متابعة انفجارات السرد المصري والعربي، خاصة في عالم الرواية".

يعمل البولاقي في هيئة قصور الثقافة، فهل هذا جعله أكثر استفادة من خلال احتكاكه الدائم بالمبدعين والمثقفين؟ يجيب: "نعم أفادني كثيرا عملي في الثقافة الجماهيرية إذ مَنَحني الفرصة للاقتراب مِن فكر المبدع والمثقف، خاصة وأن المتلقي العادي لا يعرف عن المبدع أو المثقف إلا نَصه الجاهز.. وهو ما قد لا يعطي تصوراتٍ حقيقيةً ولا موضوعية عما وراء عملية الإبداع نفسها من دوافعَ وأحاسيسَ وأمراض نفسية أيضا".

ومن هم الشعراء الأقرب إلى قلبه سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي ولماذا؟
يقول أخيراً: "كل شاعر جيد وحقيقي هو أقرب إلى قلبي سواء أكان معاصرا أم قديما، لكنني أميل دوما إلى الشاعر الذي يمتلك وعيا بالعالم أكثر من هذا الذي يمتلك قدرة على صياغات بيانية، وأعيش أياما وأسابيع في صحبة شعراء كأبي نواس والمتنبي ودرويش ونزار، وعماد أبو صالح وفتحي عبد السميع وعبد الرحيم طايع، ومن الأجيال الجديدة هناك محمود سباق وحسن عامر وأحمد زكريا وأحمد عايد والضوي محمد وعشرات غيرهم".