• غرافيك قطار الاتحاد (أرشيف)
    غرافيك قطار الاتحاد (أرشيف)
  • قطار الاتحاد (أرشيف)
    قطار الاتحاد (أرشيف)
السبت 6 سبتمبر 2014 / 14:04

تقرير: قطار الاتحاد يغير معالم الصحراء ويعيد رسم مسار التنمية

يعيد مشروع قطار الاتحاد الاستراتيجي الذي تقدر تكلفته بحوالي 40 مليار درهم كتابة تاريخ المنطقة من جديد، خاصة أن العمليات التجريبية بين حبشان والرويس قد بدأت منذ عام تقريباً في سبتمبر (أيلول) 2013، في حين سيتم استكمال الجزء الأخير من المرحلة الأولى بين حبشان وشاه قبل نهاية هذا العام لتكون الإمارات أول دولة خليجية تشغل قطاراً يعبر صحراء الربع الخالي.

ويمرّ مسرح الانطلاق والتشغيل التجريبي للقطار بقلب واحات ليوا الشهيرة "مزيرعة" والتي تعتبر بوابة ومدخل الربع الخالي والتي تضم أكبر وأجمل الكثبان الرملية في العالم وهي مساحة شاسعة من الصحراء التي تمتد عبر المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والتي كانت في الماضي القريب هدفاً لكثير من رحلات المستكشفين الذين جاءوا خصيصاً من أجل الاستكشاف والبحث عن عالم غامض ليصبح له تاريخاً.

تطور يدب الصحراء
وتلك الواحات الصحراوية حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي لا تعبرها بأحسن الأحوال إلا قوافل الإبل ولكن عندما بدأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وباني دولة الإمارات يزورها بعد توليه مقاليد الحكم في إمارة ابوظبي عام 1966 لامس حاجة المنطقة لكسر عزلتها الموحشة فأمر بشق الطرق وسط الرمال واستبدلت الإبل بالسيارات وأخذ التطور يدب في الصحراء رويداً رويداً حتى أصبح بها الآن أجمل وأحدث المدن.

ويرى الخبراء والمختصون في شؤون النقل والخدمات اللوجستية أن وجود أكثر من 26 ميناء بحرياً على سواحل دولة الإمارات عدا موانئ تصدير النفط تشكل نحو 13 ميناء منها المنافذ التجارية الرئيسية البحرية للدولة التي ترتبط مع العالم الخارجي وتستحوذ على أكثر من 61% من إجمالي حركة الشحن في منطقة الخليج لن يكفي ارتباطها بالطرق البرية ولابد من ربطها بشبكة من خطوط السكك الحديدية خاصة أنه من المزمع ربطها بشبكة السكك الحديدية الخليجية مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية من خلال المرحلة الثانية والتي تم الانتهاء من الأعمال الهندسية المبدئية ومن عملية المناقصات وسيتم منح العقود قريبا بحسب شركة الاتحاد للقطارات.

إعادة كتابة التاريخ
ويمكن القول أن شركة الاتحاد للقطارات المطور والمشغل للمشروع الاستراتيجي وسط الرمال، تعيد كتابة تاريخ المنطقة من جديد، إذ أن قبيلة بني ياس انطلقت من ليوا في صحراء الربع الخالي متجهه إلى جزيرة أبوظبي على ظهور الإبل لتستقر بها وتتخذها عاصمة لها ثم لدولة الإمارات ككل واليوم ينطلق قطار الاتحاد من ليوا متجها إلى حبشان وبإذن الله قريباً إلى أبوظبي ومنها إلى باقي إمارات الدولة الأخرى.

وكما يقول متحدث باسم شركة الاتحاد للقطارات إنه "جار العمل على قدم وساق لاستكمال الجزء الأخير من المرحلة الأولى بين حبشان وشاه بعد أن تم ترتيب السيولة اللازمة لإنهاء هذه المرحلة بطول 264 كيلومتراً عن طريق قرض مشترك بلغت قيمته 7.4 مليار درهم بعدها سيتم تشغيل هذا الخط بالكامل مروراً بمناطق شاه ومزيرعة ومدينة زايد وحبشان والمرفأ والرويس".

طموحات المشروع
وعند الانتهاء من المشروع سيمتد على مسافة ألف و200 كيلومتر بطاقة استيعابية تصل عند بدء التشغيل إلى 50 مليون طن من البضائع و16 مليون راكب سنوياً وتغطي شبكة الاتحاد للقطارات كافة إمارات الدولة خاصة المناطق الصناعية الاستراتيجية الكبرى فيها إضافة إلى الربط بين مدينة الغويفات الواقعة على حدود الإمارات مع السعودية ومدينة العين مع سلطنة عمان إلى جانب دوره الحيوي في العديد من مناطق الدولة ومنها المنطقة الغربية التي أطلقت خطتها الاستراتيجية 2030 حيث إن القطار سيسرع في العملية التنموية ويسهل نقل البضائع والركاب.

ويبلغ طول المرحلة الثانية من مشروع قطار الاتحاد نحو 628 كيلومتراً وستربط المناطق الصناعية والحضرية ومنافذ الدولة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيما سيبلغ طول مسار المرحلة الثالثة 279 كيلومتراً ويتم فيها ربط كافة مناطق إمارات الدولة ببعضها.

رافداً اقتصادياً
ويشكل مشروع قطار الاتحاد رافداً مهما لاقتصاد دولة الإمارات وهو خطوة كبيرة باتجاه تحقيق رؤية الإمارات 2021 ورؤية أبوظبي 2030 اللتين تـركزان على بنـاء اقتصـاد متيـن ومستدام مـن خـلال تطويـر مشروعات بنيـة تحتيـة متطـورة وتنـويع المـوارد الاقتصادية للدولة.