الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 / 19:30

الأمم المتحدة: انهيار الأمن الغذائي في اليمن

24 – القاهرة – حمدي سليم

كشف تقرير رئاسي صادر عن الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، أن واحداً من كل 9 أشخاص في العالم، يعاني من الجوع، أي ما يعادل 805 ملايين نسمة في المجموع.

ورصد التقرير الأممي الصادر في روما، ووزعه المكتب الإقليمي للأمم المتحدة بالقاهرة، انهيار الأمن الغذائي في اليمن قائلاً "إن عوامل الصراع والتدهور الاقتصادي، وانخفاض الإنتاجية الزراعية والفقر في اليمن، جعلت منه واحداً من أكثر البلدان معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم".

وأكد التقرير الدولي المشترك بين منظمة "فاو"، وصندوق "إيفاد"، وبرنامج الأغذية العالمي، "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم عام 2014"، بينما أبرز في المقابل الاتجاه الإيجابي لانكماش عدد الجياع على الصعيد العالمي الشامل بأكثر من 100 مليون شخص في غضون العقد المنصرم، وبما يتجاوز 200 مليون منذ الفترة 1990 - 1992.

وتصدر هذه الدراسة الرئيسية شراكة، بصفة سنوية منتظمة بين كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي.

وأورد التقرير الدولي أن التوجه الشامل لاحتواء الجوع لدى البلدان النامية يعني أن الهدف الإنمائي للألفية، المتمثل في خفض نسبة من يعانون نقص التغذية بحلول عام 2015، سيكون في متناول اليد، إذا ما أمكن تصعيد الجهود الجارية، على نحو الملائم وعلى الفور.

وحتى الآن، نجح 63 من البلدان النامية في بلوغ الهدف الإنمائي للألفية، وثمة 6 آخرون في طريقهم للوصول إليه بحلول عام 2015.

ويؤكد الرؤساء التنفيذيون لوكالات الأمم المتحدة الثلاث المختصة بالغذاء في تقديمهم للتقرير الدولي، أن ذلك "يأتي دليلاً على أن بوسعنا الانتصار في الحرب على الجوع، وهو ما ينبغي أن يُلهم البلدان على المضي قدماً، وبمساعدة من المجتمع الدولي حسب الاحتياجات".

وتطرّق تقرير "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم" إلى كيف تحسنت فرص الحصول على الغذاء بسرعة ملحوظة لدى البلدان التي شهدت تقدماً اقتصادياً عاماً، لا سيما بشرق آسيا وجنوبها الشرقي.

كما تحسنت فرص الحصول على الغذاء أيضاً في جنوب آسيا، وأمريكا اللاتينية، وإن كان أساساً لدى البلدان ذات شبكات الضمان الكافية وغيرها من أشكال الحماية الاجتماعية الشاملة لفقراء الريف.

وذكر التقرير أنه بالرغم من التقدم الكبير، فما زال العديد من الأقاليم والأقاليم الفرعية متخلفاً عن هذا الركب، ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ثمة أكثر من واحد من كل 4 أشخاص ضحيةً لنقص التغذية المزمن، في حين ما تزال آسيا بوصفها أكبر موطن في العالم لعدد الجياع، تضم أغلبية الجوعى الذين تبلغ أعدادهم لديها في المجموع 526 مليون شخص.

وأشار إلى أن أمريكا اللاتينية وإقليم الكاريبي، قطع خطى واسعة، باتجاه تعزيز الأمن الغذائي.

في المقابل، لم يحقق إقليم المحيط الهادي سوى تحسن متواضع (بانخفاض نسبته 1.7%) في تقليص انتشار نقص التغذية، الذي بلغ 14.0% خلال الفترة 2012 - 2014.

ورحب رؤساء منظمة "فاو" والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي بالتعهد الذي قطعته قمة الاتحاد الإفريقي في يونيو (حزيران) 2014، لمحو الجوع في القارة بحلول عام 2025.

وقال الرؤساء التنفيذيون للوكالات الثلاث أن "انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية تمثل مشكلات بالغة التعقيد لا يمكن حسمها عن طريق قطاع بعينه أو من قبل أصحاب الشأن وحدهم، إذ تحتاج إلى معالجة منسقة لها"، موجهين الدعوة إلى الحكومات للعمل الوثيق مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأبرز التقرير الدولي المشترك بين منظمة "فاو"، وصندوق "إيفاد"، وبرنامج الأغذية العالمي أن القضاء على الجوع إنما يتطلب تهيئة "بيئة للتمكين"، وانتهاج نهج متكاملة.

وتشمل هذه النهج الاستثمارات العامة والخاصة لرفع الإنتاجية الزراعية، والنفاذ إلى موارد الأراضي والخدمات والتكنولوجيات والأسواق، إلى جانب اتخاذ تدابير رامية إلى تعزيز التنمية الريفية والحماية الاجتماعية للفئات الأشد ضعفاً، بما في ذلك تعزيز صمودها في وجه الصراعات والكوارث الطبيعية.
  
وشدد التقرير أيضاً على أهمية برامج التغذية الخاصة، لا سيما لمعالجة نقص المغذيات الدقيقة في صفوف الأمهات والأطفال دون سن الخامسة.