الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يقلد وزير خارجيته آنذاك طارق عزيز وساماً(أرشيف)
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يقلد وزير خارجيته آنذاك طارق عزيز وساماً(أرشيف)
الجمعة 19 أبريل 2013 / 14:05

طارق عزيز: أنا أقرب إلى الإسلام منه إلى المسيحية

اعتبر وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز، في مقابلة نادرة تنشر على حلقات في صحيفة "القبس" الكويتية" بدءاً من الجمعة، أن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان "غزو الكويت"، مبيناً أن القيادة وقتذاك كانت ضعيفة.

ويقول عزيز في تأكيد معارضته للغزو عام 1990: "أنا صاحب رأي يمكن أن أقول له (صدام)... لم أكن أخشاه وكنت صاحب رأي، بصراحة وإنصافاً كان يسمع... ولكن هذا الاستماع لم يكن للجميع، وبحكم كوني مثقفاً فكان يسمع مني... كان يستمع لمن يتمتع بثقافة واسعة".

ويرى عزيز أن طريقة صدام في الحكم "كانت تحتاج إلى تعديل"، وكرر: "صدام غلط غلطة كبيرة في الكويت".

ويسرد عزيز عن تلك الأوقات: "كان صدام يقبل الهزيمة ويريد بناء العراق. التوتر عشته، وكنت مطلعاً على الأمور يومياً، حاولت، لكن لم تكن لمحاولاتي جدوى، كانت القيادة ضعيفة سياسياً. صدام لم يكن ضعيفا".

إيران أرادت الحرب
وإن كان بالإمكان تجنب الحرب مع إيران، أوضح عزيز أن "إيران هي التي جرت العراق إلى الحرب"، مضيفاً: "كان همها تدمير العراق وتحطيمه، ولكن موضوع الكويت كان غلطة بسبب موضوع النفط".

حسين كامل سرطان!
وقال عزيز إن "صدام ابتلي بحسين كامل"، الذي وصفه بأنه "سرطان داخل النظام إلى عام 1995 لغاية خروجه من العراق"، مضيفاً أنه" كان قوياً ويفرض رأيه... حسين كامل جاهل وطامع".

وعن سر عودة كامل إلى العراق بعد هروبه إلى الأردن، قال عزيز: "هناك سر عائلي لا أعرفه. صدام كان يحب حسين كامل، وفسح له المجال كوزير للتصنيع العسكري، وخلال سنوات الحصار كان علينا أن نتحمل الظروف، لكن الأمر في النهاية متروك لصدام".

أسلحة الدمار الشامل
وعن سعي صدام لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، قال عزيز: "لم يكن لدينا سلاح بيولوجي، فقد دمره صدام بعد قرارات الأمم المتحدة، لكن كان لدينا أسلحة متقدمة، ولم يكن لدينا أسلحة كيميائية، كان موضوع الشاحنات التي تجوب العراق مفبركاً واتهاماً غير صحيح".

وعن العلاقة مع إسرائيل، أكد أن صدام كان ضد إسرائيل، ولديه طموح أن العراق والأمة العربية يصيران قويين ويتمكنان منها. وتابع: "فنياً تدمير إسرائيل صعب لأنها قوية، ولكن كإنسان عراقي وطني أنا ضد إسرائيل وأرفض التعايش معها. نواجههم إن تطلب الأمر عسكرياً، وضرب إسرائيل بالصواريخ كان جزءاً من عملية عسكرية، فصدام كان يريد تقديم أقصى ما في طاقته، ولم تكن لديه قدرة على مواجهة إسرائيل، ولكن لديه قدرة على إيجاعها وإيلامها".

أمن صدام
وأكد عزيز أن صدام كان مستهدفاً، ولم يكن مهووساً بأمنه الشخصي: "لم يفتشنا أحد حينما ندخل على صدام، لكن الأماكن التي نجتمع بها لم نكن نعرفها مسبقاً، كنا نجتمع في منطقة البحيرة (في قصر الحبانية)... أين كان صدام ينام ويقضي ليلته.. لا أحد يعرف، أنا أنام في بيتي ولم يكن لدي بيت آخر، ولم أهتم بأمني الشخصي، عندما حضرت للجامعة المستنصرية كنت وحدي مع مرافق وسائق وبعد محاولة الاغتيال خصص صدام حماية لي".

وعن علاقة صدام بأعضاء القيادة، قال عزيز: "لا أعتقد أن صدام كان يهيننا... الذي يريد أن يخاف منه يخاف... والواثق من نفسه لا يخاف... أنا نظيف".

ورفض عزيز تهمة أنهم كانوا ينصاعون إلى صدام بشكل أعمى، وأكد أن صدام "كان مؤدباً إلى حد ما في تعامله مع أعضاء القيادة، ولم يوجه الإهانة إلى أحد أو يسكته خلال حديثه. وإنصافاً كانت ظروفه صعبة جداً، ولم يكن ميالاً إلى العنف الذي حصل في العراق، بل فرض عليه... ربما كان عنيفاً، فهو ابن فلاح يحب القوة وما كان يتعامل مع الناس تعاملاً سيئاً".

أقرب إلى الإسلام
وكشف عزيز أنه أقرب إلى الإسلام منه إلى المسيحية، مشيراً: "لم أكن مسيحياً متديناً في يوم ما"، وقال إنه لم يعلن إسلامه كي لا يعتقد البعض أنه بذلك يريد منصباً كبيراً في العراق. وضرب مثالاً لذلك، أنهم اختاروا أحمد حسين رئيساً للوزراء، ومن ثم محمد الزبيدي الذي وصفه بـ"التافه" و"الضعيف".