الخميس 16 أبريل 2015 / 12:14

محمد بن راشد وزايد.. حياة وجائزة



من مرحلة الثمانينيات وحتى بدايات الألفية، تلك كانت مرحلة الفورة والأحلام والعمل في بناء دولة الاتحاد، من عايش تلك الفترة يتذكر جيداً، شخصية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي كان يميزها قوة الشباب والطموح وحبه لدبي ولدولة الإمارات، يذكرون الفارس الذي لم يكن يرضه سوى المركز الأول في كل السباقات وفي مختلف الميادين، يذكرون الشاعر الذي أحيا (اللغز) وسباق التنافس وكتب الغزل بأجمل وأرقّ الصور الشعرية.

ذلك الجيل يذكر جيداً إن عشق محمد بن راشد كان الشيخ زايد طيب الله ثراه، الذي كتب فيه وحاوره في قصائد مجموعها يساوي نصف ديوان قصائده، كان معه في أي سباق للخيل والهجن وله أهدى أغلى الجوائز التي فاز بها سموه في ميادين الفروسية. صاحبه في تخريج الضباط وسار معه في زياراته للمدارس والمشفيات والمساكن وتفقده للمشاريع التنموية التي كانت تتم كل يوم، وكان قربه هناك، في جلساته في الصحراء أو وسط غابات النخيل واللون الأخضر الذي زرعه في كل بقعة،عودوا إلى الصور وشاهدوا أين يجلس محمد بن راشد، كان على يمين زايد دائماً.

زايد علّم محمد راشد الحلم والعدل وفنون القيادة، وأن لا تتخذ قراراً وأنت غاضب، هكذا تحدّث سموه كثيراً عن تلك الدروس من الأب والخال والقائد والرئيس، كان أعذب حديث عنده وما يزال عن الشيخ زايد رحمه الله.

لهذا عندما سمّت جائزة الشيخ زايد للكتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شخصية العام الثقافية، فإنها كانت تستحضر تلك العلاقة، وهذا الحب والإلهام والوفاء لتلك السيرة والمحافظة على أمانة قيادة الدولة في ظل ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، والسير بها نحو آفاق ومنجزات وجعلها رقماً صعباً في عالم بناء الدول وتنميتها. فالإمارات لم تكن تسير نحو الغد، كانت في سباق مع أحلامها وطموحاتها لكن بخطى ثابتة وراسخة مستلهمة نظرية (المركز الأول) في كل مشاريعها ومراحل تطورها، تعلم أن طموحها لا حدود له في زمن مضطرب كل مافيه مقلق ومحيّر، وتتزلزل حالاته في كل لحظة.

محمد بن راشد لنا في هذا العصر هو: قصة النجاح والطموح وصناعة المعجزات، صنعها في أحلام المريخ، في برامج الجودة وتنمية الإنسان، في الوفاء والحب لقائد الدولة ورئيسها، في تسخير الموارد المحدودة لبناء المجتمع والمدينة، في مهارة التجارة وتطور الإقتصاد، في فنون الترويج والسياحة، في (دبي) النموذج التي يحلم العالم وشعوب العالم الوصول لها ورؤيتها، في طموح الحكومة الإتحادية ومنجزاتها، في التعمير والتعليم، في دولة الرفاهية، في قيم نعمة الأمن والسلام، في محبة الوطن، في الإيمان بالشباب والتمكين، في الإعتزاز بالمرأة ورعاية الطفل، في إحترام الآخر والعيش معه بود وتعاون، في الإعتزاز باللغة العربية، في روح المبادرات والأفكار الخلاّقة، في هوى الخيل والفروسية، في حب الشعر، في تقدير الإعلام والإعلاميين، في الإيمان بالعمل التطوعي ودعم الجهد الخيري، في العيش بطاقة إيجابية مهما كانت المنغصات وظلام المحيط الذي يدور حولك.

محمد بن راشد كل هذا وأكثر، إنه قصة حب ونجاح زرعها في هذه الأرض وإنسانها، وسكنت في وجدان وذاكرة وأمل كل من عرفه أو شاهد صنعه ومنجزاته..إنه فينا كلنا.