كارلو أنشيلوتي (أرشيف)
كارلو أنشيلوتي (أرشيف)
الخميس 23 أبريل 2015 / 17:10

لولا أنشيلوتي!





من منا لم يشاهد تلك المباراة المجنونة التي استضافها ملعب سانتياغو بيرنابيو، والتي سبقها ضغطاً إعلامياً على لاعبي فريقي ريال مدريد وأتلتيكو، والتي لعبت في إياب ربع نهائي البطولة الأغلى في "القارة العجوز"، وتحت ظروف معينة رجحت كفة "وحوش" المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني،قبل دخولهم الـ"ديربي" المجنون.

وقد تكون الظروف التي وضعت المدير الفني كارلو أنشيلوتي في مأزق، هي الغيابات المؤثرة في خطي الهجوم والوسط، بإصابات بنزيما وبيل ومودريتش، وإيقاف البرازيلي مارسيلو، ولعل هذا فرض ضغطاً إعلامياً على كارليتو - صاحب "العاشرة" - ولاعبيه.

دخل أنشيلوتي اللقاء على ملعبه وبين جماهيره - التي كان لها الفضل في حجز مقعد لفريقها بين كبار القارة الأربعة – وهو واثقاً من أن "شبح" الغيابات لن يستطيع التأثير على اللاعبين الذين ربما كانوا من المخطط إشراكهم في هذا الوقت من الموسم، وتحت هذه الظروف، فكان له ما تمنى.

فلولا أنشيلوتي، لما رأينا القائد الثاني للبلانكو سيرجيو راموس بهذه الجاهزية البدنية والنفسية والمهارية للعب دور الغائب مودريتش، بل بالعكس، استطاع "الماتادور" تطبيق فكر المدرب الإيطالي في منتصف الملعب، إذ لاحظنا "الحجر" الذي طبقه راموس على مهاجم "الروخيبلانكوس" ماريو ماندزوكيتش في الكرات الهوائية، وقطع خطوط التواصل بينه وزميله الفرنسي غريزمان، الذي حرمه راموس من مواصلة المباراة، إذ سرعان ما أخرجه سيميوني في بداية الشوط الثاني.

فلولا أنشيلوتي، لما استطاع لاعبو الملكي – خاصة المدافعين – "قلب السحر على الساحر"، وجاءت المبادرة منهم باستفزاز الضيوف، الذين اعتادوا على تعمد إخراج لاعبي الريال عن تركيزهم، وهذا ما شاهدناه لحظة طرد التركي أردا توران – بغض النظر عن صحة قرار الحكم – الذي لم يتردد في إشهار البطاقة الحمراء، بالإضافة إلى البديل راؤول غارسيا، الذي ظهر عليه علامات الاستفهام، فكيف لبديل وفي مثل ظروف تلك المباراة، أن يرتكب خطأ ويتحصل على بطاقة صفراء بأقل من 10 دقائق، فبماذا أوصاه سيميوني؟!

فلولا أنشيلوتي، لما انفجر اللاعب "المعار" المكسيكي تشيتشاريتو في ملعب سانتياغو بيرنابيو، ولعل البعض كان يقول بعد المباريات القليلة التي خاضها خافيير، إنه يستحق أكثر من الذي يعطيه إياه أنشيلوتي، ولكن نسوا أنه البديل الوحيد لبنزيما في خط الهجوم، واللاعب دائماً ما يحتاج لشحنه نفسياً ومعنوياً من قبل مدربه، وهذا ما ظهر على شاشات التلفزيون بعد خروجه مصاباً في الدقيقة 88، وبدا كأنه فاز بالكأس "ذات الأذنين".

فلولا أنشيلوتي، لما شاهدنا مدرب يستخدم تبديلاته الثلاثة تكتيكياً وليس فنياً، في مباراة تلعب في مثل تلك الضغوطات، وتحمل مفاجآت قد تنهي آمال فريق في التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ استطاع كارليتو أن يجهز لاعبيه نفسياً وبدنياً قبل المباراة التي كانت من الممكن أن تذهب للأشواط الإضافية.

فلولا أنشيلوتي، لما ظهر ريال مدريد كفريق واحد ينافس ويقاتل من أجل شعار الملكي، إذ اعتاد جمهوره أن يفتخر بأحد لاعبيه بعد كل مباراة، ويؤكد للجميع أنه نجم هذه المباراة، ولكن بعد لقاء أتلتيكو، يحتار المشجع والناقد على أي لاعب يضع إصبعه ويقول إنه رجل المباراة، فبعد قتالية تشيتشاريتو، وهدوء كروس، وفطنة راموس، وخبرة بيبي، ونضوج فاران، ومساعدة كريستيانو، وواقعية إيسكو، وجاهزية كوينتراو وكارفخال، ولمسة رودريغيز المهارية وقيادية كاسياس، يصعب اختيار رجل المباراة.

فلولا أنشيلوتي لما عاد الملكي "ملكياً"...