الثلاثاء 19 مايو 2015 / 16:44

فضفضة إلكترونية للنساء فقط



الحاجة إلى "الفضفضة" هي السبب الرئيسي الذي دفع إلى إنشاء منتديات أو صفحات مغلقة للنساء فقط عبر فيس بوك لتكون بديلاً من علاقات الصداقة الواقعية التي كثيراً ما صدمتهن..

هذا البوح "السري" وتحت أسماء مستعارة في عدد من منصات التواصل الإجتماعي المغلقة، أصبح مكاناً للبحث عن الراحة النفسية من خلال حديث النساء عن مشكلاتهن التي تؤرقهم وتقض مضاجعهن.

ومن اللافت، أن مشاركات "الفضفضة" أصبحت تسجل تزايداً خلال الفترة الأخيرة، إذ تحرص منشآت الصفحات على استقطاب أكبر عدد من النساء عبر التشديد على هوية العضوات والتأكد من "البروفايل" الخاص بهن قبل قبول انضمامهن لهذا النوع من الصفحات المغلقة.

"خدي راحتك.. اتكلمي براحتك لا يوجد أي حدود إلا الأخلاق.."، تشكل هذه العبارات نموذجاً من الشعارات المستخدمة لطمأنة العضوة بأنها في أمان حين تريد "الفضفضة" من دون خوف، أو حين تبحث عن حل لمشكلة تتردد في مشاركتها مع أحد الأقرباء أو الأصدقاء خوفاً من تحول "كلامها" في لحظة غضب إلى ورقة ابتزاز تستخدم ضدها في وقت لاحق.

"الفضفضة" كوسيلة هي سلاح ذو حدين، مفيدة ومثمرة إذا أحسن استخدامها وتسيء إلى صاحبتها حال بوحها بأسرارها للشخص الغير المناسب أو من يقدم نصيحة خاطئة قد تسبب نتائج عكسية وعواقب تزيد من تعقيد الأمور، لا سيما أن الخيارات غير السليمة في انتقاء الصداقات تجعل الكثيرات يقعن في فخ الفضفضة.

ولأن تعدد الآراء خير من رأي واحد وعلى قاعدة المثل الشعبي "إسأل مجرباً ولا تسأل حكيماً"، تُفضل الكثير من النساء اللجوء إلى العالم الافتراضي بدلاً من التوجه إلى طبيبة نفسية لطرح مشكلة تبحث لها عن حل أو لاستشارة نساء خضن نفس تجربتها لتقدم كل منهن حلاً عملياً قد تستخلص منها "الوصفة" الأنسب التي تتطابق مع ظروفها الخاصة.

من محاسن هذه الاعترافات، استخلاص العبرة والعظة والاستفادة منها، فلكل حالة حكاية خلفها، وبطبيعة الحال فإن الفضفضة والتحدث مع الآخرين عن المشكلات التي يواجهنها حالة صحية، خصوصاً أن إخراج ما يضيق به الصدر يعتبر نصف العلاج.

وإن اختلفت الآراء حول جدوى "الفضفضة" عبر فضاء التواصل الاجتماعي، ولو بأسماء مستعارة، فإن رواج هذه الوسيلة بين النساء واحتلالها حيزاً هاماً من حياتهن رغم خطورتها يدلان على أن الثقة بوهم العلاقات المجهولة تراها كثيرات أسلم وأكثر أماناً من الأصدقاء الحقيقين.

لا شك أن إيجاد الشخص المناسب الذي يمكن ائتمانُه على تفاصيل حياتنا الشخصية يُصغي إلينا ويشاطرنا همومنا ويقدّر مشاكلنا أمر أساسي عند كل امرأة غير أن الخيارات غير السليمة في انتقاء الصداقات الإلكترونية تحدث نتيجة عكسية في كثير من الأحيان.