زهرى يسرى(أرشيف)
زهرى يسرى(أرشيف)
الأحد 24 مايو 2015 / 00:54

زهرة يسرى: أتقن الحذف أكثر من الكتابة

24- القاهرة - خاص

تعمل الشاعرة المصرية المقيمة في فرنسا زهرة يسري على ديوان جديد، لم تسمِّه بعد، وتقول لـ24: "فكرة الديوان في رأسي منذ وقت طويل، لكنني لم أبدأ الكتابة إلا من فترة قصيرة، لا أعرف بعد إن كنت سأنهيه أم لا. هل سيصبح ديواناً أو نصاً طويلاً ضمن مجموعة أخرى لم تُنشر من قبل".

صاحبة "نصف وعي": لا أتفق كثيراً مع تقسيمات الأجيال.. نحن نسيج واحد وضرورة إنسانية تعود إلى ما قبل التاريخ

أتاح لي السفر زيارة مدن كثيرة.. الاقتراب من الطبيعة.. مع الوقت تصبح بلا مكان وبلا هوية محددة سوى هوية الإنسان

هل تجربة الديوان تسير في نفس خط أعمالك السابقة أم أنها تمثل تجربة جديد؟ تجيب: لا أعتبر نفسي شاعرة محترفة، فلتقل كاتبة تحت التدريب، أتقن الحذف أكثر مما أتقن الكتابة، أتردد كثيراً أمام ما أكتبه، أنظر إلى أعمالي السابقة بريبة وشك، لو أستطع لكنت حذفت ثلاثة أرباع كتابي الأول".

وتضيف: "لا أضع أمام عيني التجديد كهدف في حد ذاته، وإن كنت كثيراً ما أتساءل هل ما أكتبه صدى لم كتبته سابقاً، أعتقد أن رؤيتي اختلفت، تخليت عن كثير من الشعارات مثل اليومي والمعاش والذاتي.. إلخ، أفضل الآن أن أتعامل مع الكتابة بالأدوات البدائية: الكلمات ورؤيتي الشخصية".

وتكمل: "دعوات التجديد في الشعر العربي المثارة الآن على مواقع التواصل الاجتماعي مثيرة للاهتمام، خاصة لشباب الكتاب الذين يبحثون عن أب روحي أو مرشد، بدلاً من اتهامهم بالسرقات والغث والردىء".

وهل تطالعين تجارب زملائك من نفس الجيل والأجيال الأحدث؟ تجيب صاحبة "نصف وعي": "لا أتفق كثيراً مع تقسيمات الأجيال، نحن نسيج واحد، وضرورة إنسانية تعود إلى ما قبل التاريخ، حيث كان الانسان يحتاج إلى الشعر ليغنِّي ويحكي،لا أستطيع أن أقول إنني متابعة جيدة للشعر الموجود على الساحة الآن، أحببت نصوصاً لغادة خليفة وإيمان السباعي وإيمان علي"، وتضيف: "لا أعتقد أن الشعر العربي في أزمة، الأزمة الحقيقية في الواقع وفي الانحطاط الذي تشهده مصر منذ عقود".

تعيشين في فرنسا منذ سنوات، ما الذي غيرته فيك كإنسانة وكاتبة؟ تقول: "لا أعتبر أنني في غربة، رغم قسوة الحياة هنا، الغربة أن تكون مُجبَراً أن تعيش في مكان لا تحبه، وأنا بشكل ما اخترت أن أعيش. هنا الغربة الحقيقية كانت مع اللغة، لكن اللغة سرعان ما تُكتسب، العادات القديمة يحل محلها عادات جديدة لا تختلف كثيراً في الجوهر".

الشاعرة الفائزة بجائزة "طنجة" في دورتها السادسة عن ديوانها "يلزم بعض الوقت" تنهي تصريحاتها قائلة: "أتاح لي السفر زيارة مدن كثيرة، الاقتراب من الطبيعة، مع الوقت تصبح بلا مكان، وبلا هوية محددة سوى هوية الإنسان".