الإثنين 1 يونيو 2015 / 20:24

"قتل الإنسانية بالطائفية"



لعلّي استذكرُ في هذا المقام كلمة حكيم العرب والوالد والمعلم فقيد الأمة الإسلامية سمو الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه ورحمه وغفر له ولنا عندما قال:
"والذي أتانا به الله سبحانه وتعالى ليس بغريب ولم يأتنا به من أجل أنفسنا شخصياً، "لا" لو لا أن الله سبحانه وتعالى أراد وعلم أننا نحن سنسير هذا الأشياء لمسرة المسلمين في هذا الوطن والذي يرتجون منا ونحن نرجو منهم، لو علم أننا سنسيره في غيره لم يفضلنا ولم يعطينا، لا يمكن أن الله يعطي من لا يعطي، الله يعطي سواءً بالخلق أو الصورة أو التملك.. تملك الأرض وخزائنها وثرواتها، فلا يجوز للإنسان أن يستحقر بعض البشر"لا"".

نعم لا وألف لا، لا يمكن أن نستحقر البشر لأنهم يختلفون معنا بطائفة أو مذهب أو ديانة، ومن المؤكد أننا لم نُخلق من أجل القتل، أوطاننا ليست بحاجة إلى هذه الصراعات إنما الوطن بحاجة إلى شعب مخلص يكونون متعاطفين ومتراحمين فيما بينهم من أجل السلام وإعمار الأرض بالحب والتسامح وتعاضد الجميع من أجل الوطن.

لو تسألنا ماذا أنتجت الطائفية والمذهبية غير الإرهاب والقتل؟ لن نجد إجابة غير الدم بين العرب من جهة وبين المسلمين من جهة والتخلف والرجعية التي أوقفت الزمن على تطور حضارة العرب. ولو تساءلنا أيضاً: من المستفيد من كل تلك الدماء التي هُدرت بأسم الدين؟ الأكيد أن هؤلاء لم ينصروا الدين لكنهم شوهوا الدين من أجل السياسة.

الحاقدون على الإنسانية سيقتلون كل شيء بالطائفية وسيحاربون كل تطور وتنمية في أي وطن لأنها السلاح الفعّال بالنسبة للمجرمين، والنار الطائفية إذا اشتعلت لن تطفئها سوى "الحكمة" التي تدعو إلى الحوار الذي يحقن دماء البشر، والحركات الدينية السياسية لن تتوقف عن زرع الطائفية إلا اذا آمنت بالدولة الحديثة، دولة القانون التي تؤمن بالتعددية أياً كانت سواء فكرية أو دينية، والوطن لن يُعمر نفسه ما دام هناك من يريد هدمه إلا اذا تم محاربة التطرف والطائفية الظلامية بحزم، وبوضع يد الجميع مع الدولة وإشعاع نور السلام، فيلتزم الكل بحدوده أولاً،  وبالحب والتراحم والتسامح ثانياً، ثم بقوّة القانون.