الإثنين 6 مايو 2013 / 18:12

الساحرة السعديات

في عام 2006 لم تكن السعديات سوى جزيرة قاحلة، حالها حال بعض الجزر المتناثرة على ضفاف مياه الخليج العربي, تلك التي لم تجد لها بعد زائراً يؤنس وحدتها ولا عابر سبيل يقف على أطلالها، ويشق طريقه بين صخورها.

وما إن اختارت حكومة أبوظبي هذه الجزيرة لتكون إحدى أبرز منارات المعالم الثقافية في المنطقة, حتى تحولت هذه الجزيرة في ظرف زمني قصير جداً، في حوالي العامين، إلى مدينة سياحية يقصدها الناس من شتى أنحاء العالم للاستمتاع بشواطئها الساحرة، ومنتجعاتها الساحلية الهادئة بعيداً عن صخب المدينة.

العاصمة الإماراتية أبوظبي لم تكتف بكسب التحدي والرهان على إرادتها القوية والصلبة، بل أحدثت طفرة نوعية جديدة وفريدة من نوعها على مستوى الجزر في العالم أجمع، ففي زمن قياسي قصير من وضع حجر الأساس بدأت المشاريع السياحية والثقافية لتبني منارة السعديات، لتصبح منارة للعديد من المعارض الثقافية والفنية على جزيرة السعديات.

بدأت معالم متحف اللوفر أبوظبي تتهيأ لاستقبال رواده بداية 2015، وبدأ المتحف يخرج من البحر ليكون درّة حقيقية أخرى تزين العاصمة أبوظبي، بدءاً بقبته العملاقة التي يعادل وزنها برج إيفل الشهير.

سيشكل "اللّوفر أبوظبي" إلى جانب متحف زايد الوطني الذي سيفتتح في العام 2016، ومتحف "جوجنهايم أبوظبي" الذي سيفتتح في العام 2017، العلامة الثقافية البارزة في العاصمة أبوظبي وفي المنطقة، ما يجعل من جزيرة السعديات القلب النابض للحركة الثقافية والفنية في المنطقة وفي العالم بشكل عام.

لكن للأسف مازال الإعلام المحلي غائبا تماماً عن نقل هذه الصورة بالشكل المطلوب والمستوى اللائق، لإبراز معالم الجزيرة الساحرة للعالم، هذا ما يحزنني، فكيف طاقت الآفاق بشهرة جزيرة لا مثيل لها في العالم بينما مر عليها إعلامنا مرور الكرام!

بيد أن الساحرة السعديات لا يهمها أن تلتفت كثيراً أو قليلاً لمن تجاهلها، الأمر فقط خاطر شخصي مر ببالي، تمنيت لو رأيت اهتماماً في إعلامنا المحلي يوازي رغبة القاصي والداني بمعرفة أخبارها والاطلاع عليها.